
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
كل عام ومصر وأهلها بخير، نستقبل معا عاما جديدا، ورمضانا جديدا، وبرلمانا جديدا، وربما حكومة جديدة، ووجوها جديدة، ومصر الجديدة بما تنتظره من تغييرات سعيا وراء الأفضل في بلدنا المتطلعه إلي غد أفضل جديد في (الإعلام).
وعليه فنحن ننتظر تطوير الإعلام وتهذيب الدراما ودور (الإعلام) في التثقيف والتنوير وبث الأمل في الغد القادم، ونحن ننتظر دراما رمضان النظيفة الخالية من مظاهر الطلاق والفرقه والبلطجه وبيع الآثار والاستفزاز الاجتماعي، وتعظيم الإنتاج وتعظيم التقدم، وتعظيم القدوة، وتعظيم قيم المجتمع ووسطيته.
وأتمني أن نرى في دراما رمضان القادم مصر الجميلة بمدنها ومعالمها العصرية وفرصها الإستثمارية، ونرى شعبنا المكافح المتسامح الطموح على الشاشات، ونري نماذجه الرائدة داخل مصر وخارجها، ونري ملامح مستقبل مصر الجديدة، ونشرف أبنائنا في الخارج، ونقدم صورة لمصر تستحقها وتؤدي الدراما وظيفتها الوطنية المتوقعة.
.. وننتظر إضافة إلي هذه الدراما النظيفة بتوجيها السيد الرئيس إنتاجا إعلاميا من برامج وفواصل ووثائقيات وأفلام تنسجم مع تقاليد الشهر الكريم والشعب الكريم، وتتماشى مع خطط تطوير (الإعلام) وعودته لدوره البناء بعيدا عن التسطيح وتشويه صورة المجتمع وإنصراف المشاهدين عنه.
ولعل المجلس الأعلي لتنظيم (الإعلام) ولجانه المتخصصة تراجع خرائط رمضان البرامجية، ويراجع المحتوي حفاظا علي دعوتي السيد الرئيس بتهذيب الدراما وتطوير (الإعلام)، وتنقل صور راقيه لمجتمعنا المصري الوسطي المتسامح الطموح.
.. ولعل إعلامنا يعود لريادته وجماهيره ومضامينه الجاده التي تشبع حاجة جماهيره وترد له تنافسيته وريادته وترد إلي مصر مصادر قوتها الناعمة، ولعل توقعاتنا بعد هذا الحراك في مجالي الدراما و(الإعلام) من أعلى مستوى حتي صناع الدراما وأهل الميديا.. ونحن في إنتظار ما سيجئ به عامنا الجديد ورمضاننا القادم ومسيرة تهذيب الدراما وتطوير(الإعلام) في مصرنا الجديدة.

الانتخابات: لغط وطعون وإعادات
وبمناسبة هذا الانتظار ومايدور من إجراءات في عالمي الدراما والتطوير وما عشناه من إعلام انتخابي قاصر على دعوة الأحزاب للجماهير للتوجه لصناديق الاقتراع وفقط، دون أي معلومات أو شروحات أو إيضاحات أو تنوير أو تثقيف حول الوطن وملفات العمل الوطنية.
وما قدمه وما عاناه وما تخطاه وما ينشده، إضافة إلى بانوراما الحياة السياسية وملامح الخريطه الحزبيه وكوادر العمل السياسي، وبرامج أحزاب مصر مما أفرز هذه المشاركة الضعيفة، وماشاب العملية الانتخابية من لغط وطعون وإعادات ونتائج وعدم ثقه.
كل ذلك جاء نتيجة لغياب عمليات التنوير والتثقيف والتوعية وغياب رواد العمل السياسي والحزبي وغياب برامج الجماهير التي تضع المواطن في مسار العمل الوطني بقضاياه وألوياته.
وليكن تطوير (الإعلام) مقدمة لوضع خرائط بها تنوع إعلامي يشمل الفئات العمريه والمناطق الجغرافية والموضوعات المتنوعة وتعظم التنوع الإعلامي والحرية الإعلامية والعدالة الإعلامية وتقديم محتوى مصري جاد تنافسي رائد.
وليتنا نضع ضمن خطط التطوير التي يتم وضعها الآن خطط لوجود لجان قومية تراجع المحتوى وإيقاعه ومصريته، وتراجع خرائط وأوقات البث طبقا للمحتوي وجمهوره المستهدف ومراجعة الوسائل والشبكات حسب هويتها وجمهورها ودورها ورسالتها.
ولعلنا ندخل عامنا الجديد باستراتيجية إعلامية قومية تحدد متطلبات الوطن وأهله وتحدد مسارات للتنافس والريادة، وعوده لقوي مصر الناعمه في عامنا الجديد من عمر مصر الفتية الصاعدة.
ولعلنا ونحن نطور إعلامنا نضع أيدينا علي اوجه القصور في المحتوي المذاع سواء محتوى الأطفال أو العائلة أو الثقافة أو التقنيات أو فئات أطراف الوطن، أو صحيح الدين أو الوثائقيات المتخصصة، أو الإنتاج الدرامي الديني والتاريخي والوطني.
ولعلنا نفعل أكواد المحتوي طبقا لجمهوره وفئاته العمرية، ولعلنا لانترك الحبل علي الغارب لأهل الميديا حتي لايعود (الإعلام) إلي شروده وتشتته وتشابهه وتسطيحه وسفاسفه، ولعل انطلاق خطط التطوير يصحبها تحديد هوية كل شبكة أو قناة وحتي هوية البرامج حتي نستطيع توزيع الرسائل علي الوسائل والبرامج طبقا لهويتها.


هل يمكن تعديل المسار
ولعلنا أيضا نراجع هذا الكم من النوافذ الإعلاميه ومدى الحاجة إليها، وهل يمكن تعديل مسار بعضها لسد النقص في محتويات الإنتاج الإعلامي.
.. ولعلنا نربط منظومة التدريب بمسارات التطوير ونحدد لها خططا تدريبية وموضوعات ومحاور وأدوات تدريب ومحاضرين، بحيث يتماشي كل ذلك مع فلسفة التطوير وأهدافه وماهو متوقع منه، لأن منظومة التدريب أصبحت شغل من لا شغل له بدون مرجعية قومية لخطط التدريب ومحتواها ونتائجها .
ولن أكون طموحا أكثر إذا طالبت بربط خطط التطوير وفلسفته لا بالمحتوي فقط ولا بالتدريب أيضا، بل تمتد إلى مناهج التدريس في مراحل التعليم المختلفة من التعليم الإعدادي، حيث يتم تدريس الثقافه الإعلامية وآليات التعامل مع وسائل الإعلام وآليات التعرض والانتقاء.
إضافة إلى تطوير مناهج تدريس الإعلام في المعاهد والأكاديميات والجامعات حتي نربط خطط التطوير بمناهج التدريس، لأن الفرق شاسع بين ما يدرسه الطلاب وبين مايحتاجه المشهد الإعلامي.
ولعلنا في إنتظار نتائج تهذيب الدراما وتطوير الإعلام نصلح المنظومة كلها حتي نتفرغ لجودة المحتوي وملائمته وجمهوره ورسائله ونتائجها وصورة الوطن وأهله في الداخل والخارج، فمصر تستحق وأهلها كذلك، وكوادرنا ووسائلنا تستطيع إن صلح العمل والقصد والنتائج.
حمي الله مصر،وأصلح إعلامها ومحتواه، وتحيا دوما مصر، وكل عام وأنتم بخير.