رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسين نوح يكتب: (الثقوب السوداء) في مواقع التباعد الاجتماعي

حسين نوح يكتب: (الثقوب السوداء) في مواقع التباعد الاجتماعي

حسين نوح يكتب: (الثقوب السوداء) في مواقع التباعد الاجتماعي
ماذا يحدث في مصر ما هذا الفيضان من أخبار وأكاذيب وفضائح؟

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح

تطالعنا شبكات التباعد الاجتماعي دائماً بالأحداث العجيبة، لقد أصبحت مصدر للمعرفة ونافذة  لعرض أكاذيب وضلال وتسلل الكارهين لمصر، لدس سموم وأكاذيب يعرفها العقلاء والمتابعين لما يأتي من وسائل الإعلام المصري، رغم تحفظي على بعض قنوات الإعلام التي قد يأخذ بعضها من أخبار الترند والسبوبة واجتهادات أباطرة الهبد والافتكاسات لمجرد تحقيق نسب مشاهدات.. إنها (الثقوب السوداء).

وهنا سؤال ماذا يحدث في مصر ما هذا الفيضان من أخبار وأكاذيب وفضائح وقد تابعنا منذ فترة أخبار عن (الثقوب السوداء)، ونتابع ونكتشف أنها فتحات تحت أحد الكباري بمنطقة الهرم تم استخدامها من مطاريد وأطفال الشوارع وشباب الإدمان وعصابات الخطف والإجرام وصورت الكاميرات النساء والأطفال، وهم يدخلون إليها.

ونجحت الشرطة المصرية في السيطرة والقبض على تلك المجموعات، وهنا ومزيد من أخبار خطف أطفال سرقة موتوسيكلات وعربات ومحلات وشباب يحمل السنج ويعتدي على المواطنين، وبمجرد نشر تلك الاحداث نجد الشرطة وقد قبضت على تلك العناصر وقدمتهم للمحاكمات.

مجهود يجب أن تشكر علية وزارة الداخلية وزادت معدلات (الثقول السوداء)، فتظهر فتاة البلوجر وفيلم إباحي وتصبح مادة خصبه تتناولها الأخبار على شبكات التباعد، وتسيطر على وسائل البحث عن فضيحة، وكالعادة تدخل قنوات خاصة في مصر وبعض الدول المجاوره وتصبح ترند ومزيد من تلاسن، رغم سيطرة الأمن على الحدث والفتاة وجاري التحقيق.

ثم عودة الفيلم الهابط للمطربة صاحبة الجسد المنحوت عنوة وفقط تتلوى وتتمايل لبعض هواة المشاهدة، ثم تظهر مشاكل الزواج والطلاق والتصوير في حجرات النوم.. من أنتم؟.. وأي فنون تقدمون؟.. وأين النقابات الفنية ماهذا؟!

حسين نوح يكتب: (الثقوب السوداء) في مواقع التباعد الاجتماعي
تتحول الفتاة وكأننا وجدنا ديناصورا في مزرعة دواجن

فراغ عقلي مهين

وفجأة فتاة الشيبسي وتصرف إنساني، وتتحول الفتاة وكأننا وجدنا ديناصورا في مزرعة دواجن، أصبحت الفتاة على سطح المشهد المصري يتابعها الإعلام وشبكات التباعد، لكن الخطير هو ماذا يقول عنا أي مجتمع متحضر يرى أن مصر العريقة تحتفي بفتاة عطفت على فقير رجاء التفكير في ردة فعل العالم! 

إنه فراغ عقلي مهين وأخشى ان يطالب البعض بعمل تمثال لفتاة الشيبسي الطيبه في مدخل المتحف المصري الجديد ليشاهد الضيوف والعالم!

كل ذلك وشبكات التباعد تقدم يومياً لجمهور الباحثين عن (الثقوب السوداء)، أو خبر أسود أو عار أسودّ، مهازل من حوادث أراها تلوث الثوب الأبيض لمصر الغالية، مصر التنوير والثقافة والتاريخ والأدب والفنون.

مصر: (سيد درويش وأحمد شوقي وطه حسين وعباس العقاد ونجيب محفوظ وسلامة موسي وأم كلثوم وعبد الوهاب ومحمد التابعي والإخوان علي ومصطفى أمين  ومحمود سعيد وراغب عياد).

مصر تحتاج كتب ومساحات  مصر التاريخ، فهل نتذكر ونتعظ، كلما نحاول أن ننطلق ينشط الأعداء والحاقدون والكارهون وبكل الطرق ولهم هنا في الداخل بعض أعداء النجاح، ومن لم ترتبط مصالحهم بالحاضر.. نعم هم حطب ينتظر حريق  ولكن عبثاً.

أحياناً أقترب من اكتئاب من متابعة الأحداث وشبكات التباعد، وأفشل في البعد عن متابعة كل الأخبار ومن كل المصادر على شبكات التباعد، وأشاهد في كل المناحي سياسة اقتصاد فن حوادث، الكل يدلي بدلوة والعجيب أن تستمر نساء الفضائح وأفلام العار ما هذا وماذا يحدث!

أقترب من يقين أن بيننا كارهون.. نعم، قد تكون معاناة الحالة الاقتصادية جعلت من بعضهم صيدآً وفريسة لاعداء مصر.. ثم ينقذني أن يتم استدعائي لندوة أو مناقشة كتاب أو حضور عرض مسرحي فأجد الجمهور عاشق لتلك البلد.

وبمجرد كلمات في حب مصر أو إلقاء قصيدة تتحدث عن الأرض والنيل والتاريخ تلتهب مشاعر الحضور ومن كل الأعمار، ونغني جميعاً في عشق مصر من شعار إبراهيم رضوان وغناء محمد نوح

الله حي بكرا جاي

دايس كل الناس النى    

حسين نوح يكتب: (الثقوب السوداء) في مواقع التباعد الاجتماعي
أصبح المشهد خطير والدولة تحاول وتناشد المواطنين والحل في تنمية العقل والطريق التعليم والإعلام والثقافة

أصحاب السبوبة الضيقة

ويدهشني كيف جاءت كلمة: (دايس كل الناس الني).. فهل شعر (إبراهيم رضوان) أن لدينا البعض لم تنضج معارفه ووعيه بعد، ولم تدرك قيمة الأرض والوطن، وكيف كانت كلمات الأغاني حافزاً لتنمية الوعي بعشق الوطن.

ثم أسأل كيف يستمع الآن (إبراهيم رضوان) للأغاني التي أنتجت (الثقوب السوداء) وفنون السنج وترهيب المواطنين وتكريس قيم البلطجة وأخذ الحق بالقوة، فنجد ترويع المواطنين وانتشار أنواع من المخدرات أهدرت قوة بعض الشباب، وجعلته يقف يترنح بلا توازن ويستفيق إن حدث فيبحث عن كيفية الحصول على المال لبقاء الحال كما هو عليه.

ماذا يحدث في مصر؟.. إنه أمر جلل، وهل ننتظر أن تتضاعف أعداد الشرطة؟، وهل نبحث أن نجعل مع كل مواطن شرطي ليفعل ولا يفعل.

أصبح المشهد خطير والدولة تحاول وتناشد المواطنين والحل في تنمية العقل والطريق التعليم والإعلام والثقافة، ومنهم فنون للتنوير والاهتمام بالأقاليم وقصور الثقافة وعودة حصص الفنون (رسم وموسيقى وتنمية المواهب).

إنها دعوة لليقظة، فمصر في مرحلة يتم فيها تشكيل العالم الجديد.. فهل يستيقظ الغافلين وأصحاب السبوبة الضيقة!.. مصر تنطلق وتستحق غلق (الثقب الأسود) وغيره من ثقوب أخرى تشوه هذا المجتمع.   

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.