
كتب : أحمد السماحي
لم يشعل (برومو) فيلم منذ نشأة مواقع التواصل الإجتماعي، وحتى الآن، كما أشعلها (برومو) فيلم (الست) سيناريو وحوار أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، وبطولة النجمة منى زكي، ومعها مجموعة من كبار نجوم مصر الذين يظهرون كضيوف شرف.
منذ ظهر (برومو) فيلم (الست) المقرر عرضه في دور العرض السينمائية يوم 10 ديسمبر، والذي يحكي قصة حياة كوكب الشرق أم كلثوم، التى تجسدها (منى زكي)، تصدعت وأهتزت أركان مواقع التواصل الإجتماعي، وانقسمت الآراء كالعادة إلى فريقين، وإن كانت الغلبة هذه المرة للأصوات الرافضة!.
وانهالت الشتائم والسب والقذف، والتشكيك في نوايا صناع العمل، فكتب أحدهم : (هل أراد الإنتاج السعودي، و(بعض) صناع فيلم (الست)، إسقاط الهيبة والمكانة الأسطورية عن السيدة (أم كلثوم)؟ بدعوى الواقعية والبعد عن المثالية؟
فأظهروها تستخدم (طقم أسنان) وأهلها (حُفاة) بأحد المشاهد !!هل نصدق (منى زكي) كما صدقنا وأقنعتنا (صابرين) في المسلسل التليفزيوني؟!

صابرين ومنى زكي
قال آخر: مسلسل (أم كلثوم) عدى عليه ربع قرن، أو أكتر من 25 سنه متخيلين، فطبيعي الناس هتنتقد الشكل الذي ظهرت به (منى ذكي)، لأنه مع كل الامكانيات والتطور الذي حدث في الربع قرن التى مرت كان الاسهل يحاولوا يوصلوا لدرجه شبه معقوله بالمكياج.
وذلك حتى يشعر المتفرج الذي يشاهد الفيلم أن (منى زكي) أصبحت قريبه الشبه من حيث الشكل من (أم كلثوم)، لأنه مهما كانت إمكانيات (منى ذكي) في التمثيل عندما تأتي لتجسد شخصية واقعية، أول حاجه عقل المشاهد الذي يشاهد العمل هيربط بينها وبين الشخصية، بمعنى أنه هيروح للشكل.
ويبدأ بربط بين التشابه بين الممثل، والشخصية، فلو النقطه دي متحققتش الممثل بيخسر الانطباع الاولي لمشاهد العمل الفني، عشان كده الناس ماسكة الإعلان انتقاد!، ومعاهم حق لانهم شايفين منى ذكي مش شايفين أم كلثوم .
الفيلم ممكن يكون ناجح كتمثيل أوتاليف أوإخراج إلخ، ولكن الأكيد أنه فقد جزء كبير من انسجام الناس مع الشخصيه بسبب المكياج والشكل).
قال ثالث: مستحيل ان (صابرين) التي عملت مسلسل (أم كلثوم) عام 1999 تكون شكل الشخصية، وأقرب ما يكون لأم كلثوم، عن نسخة 2025 مع وجود ماكيرات وإمكانيات أفضل بكثير عن عام 1999.
لدرجة أن كثير من أولاد جيلنا، أصبحت صورة صابرين مرتبطه جدا في أذهانهم بأم كلثوم، وحقيقي مش قادر اتخيل ان صناع العمل مخدوش بالهم ان الفنانة فردوس عبد الحميد لما قررت تعمل فيلم لأم كلثوم فشل فشل ذريع مع انها ممثله قديرة وشاطرة).


فيلم (فالسينج مع براندو)
)بالمناسبة الفنانة القديرة (فردوس عبدالحميد) وهي ممثلة كبيرة جدًا وأهم بكتير من منى زكي.. لما عملت (كوكب الشرق) غصب عن الجمهور والناس، الفيلم (خيش) في الحيطة، وما كملش أسبوع في دور العرض.. لو انت فاهم مين هى (الست أم كلثوم) وعارف حجم ارتباط المصريين بيها وحبهم لها، كان لازم تفكر ألف مرة قبل ما تكتب مشهد واحد عن حياتها، أو تفكر تتكلم بصوتها..
من أسبوعين بس بدأ عرض فيلم (فالسينج مع براندو – Waltzing With Brando) شوف الممثل اللي عامل دور (مارلون براندو) عامله ازاي، وازاى ما تقدرش تفرق بين اللقطات الأرشيفية (الحقيقية) والتمثيل.. شوف السيناريو اللي جايب براندو بكل تفاصيله وعبقريته وجنونه، ده شغل المحترفين بجد.. إنما الشلاضيم دي؟! والصوت اللي بالع ضفدع ده؟! هي دي أم كلثوم؟ اللي انتوا عاملينه ده حاجة تكسف.. اتكسفوا الله يخيبكم.

أسوأ مكياج
من ضمن الآراء العاقلة هذا الرأي : إعلان فيلم (الست) الذي يحكي قصة حياة سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق ام كلثوم مربك للغاية رغم وجود نجوم كبار فيه.
الإعلان يعتمد على قطعات مونتاجية سريعة (Jump Cut) الحكم عليها ضد الفيلم، لأنه يشبه اعلان فيلم (كيرة والجن) في مونتاجه وموسيقاه وفكرته لنفس مخرج الفيلم (مروان حامد).
ثم يأتي الماكير كأسوأ مكياج واضح وسيئ حدث لشخصية صعبة في تمثيلها من أي ممثل مهما كان، من هو الذي يستطيع تجسيد (أم كلثوم) وخاصة أن (منى زكي) أخفقت قبل ذلك إخفاقاً كبيرا في تجسيد شخصية (السندريلا سعاد حسنى).
الماكيير حول (أم كلثوم) إلى مسخ كوميدي يشبه تلك الشخصية التي قدمها رامز جلال في فيلم (رغدة متوحشة)، حتى طبقات صوت (أم كلثوم) الصوتية لم تنجح منى زكي في الوصول اليها أو التعايش مع روح الشخصية.
تجاربنا في الدراما أو السينما عن الشخصيات العامة والفنية سيئة وغير ناجحة، ومع ذلك نعيد تكرارها باصرار غريب وفشل متكرر آخرها مهزلة (الضاحك الباكي) عن حياة الفنان (نجيب الريحاني).
أتمنى أن ينزل إعلان آخر غير هذا الإعلان ليكون مشجع وفي صالح الفيلم، أو لننتظر ربما حدث المعجزة في زمن لا معجزات فيه).

دور حياة منى زكي
لم تشمل الآراء الغاضبة فقط الشعب المصري، لكن بحكم أن (كوكب الشرق) أم كلثوم معشوقة العرب، ونجوميتها في ازدياد من جيل لآخر فقال أحد اللبنانيين تعقيبا على رؤيته الصادمة لمشاهد (منى زكي) في (البرومو): (هاد أم كلثوم ولا جولدا مائيير!!).
لم تكن كل الآراء ساخرة أو غاضبة، كان هناك أصوات قليلة كتبت كلمات مشجعة فقال واحد من هؤلاء: (كان نفسي أعوم على عوم الأغلبية اللي قاعدين يسخروا ويضحكوا على نزول برومو فيلم الست بطولة منى ذكي.
ولكن ميهمنيش رأي حد مش بتأثر غير بالمعايير اللي أقدر أفهم بيها قيمة عمل فني، أنا إتفرجت على البرومو الرسمي، واللي اقدر اوصفه بأنه مبهر!
بأقل تقدير عارف يعني ايه تشوف السيرة الذاتية لأم كلثوم، واحدة من الشخصيات التي شكلت وجود الفن ليس فقط في مصر بل في الوطن العربي، وربما بعض القارات بالغرب.
(منى ذكي) كإمكانات تمثيلية بعد هذه الرحلة من النضج معنديش أدنى شك أنها هتعمل دور حياتها، لأن الفنان عنده فترات نضج، وفي رأيي البسيط هى كمنى ذكي نقلت مستوى حضورها، وإمكانياتها في آخر أعمال درامية بشكل كبير جدا
تعالى للنقطة المهمة جدا بقى، لما مروان حامد كمخرج، يجتمع مع أحمد مراد لكتابة سيناريو، يبقى توقع انك هتشوف واحد من أعظم الأعمال الفنية!
أنا شوفت البرومو كحبكة فنية، ودراما، وسيرة ذاتية، وكادرات، وليس درجة شبه بين الست كوكب الشرق، ومنى ذكي، لأني بشوف رسالة الفيلم ومضمونها وإبهار توصيل الرسالة و ليس ملامح ظاهرية.
أنا منتظر الفيلم ده جدا جدا بشغف لاني قرأت السيرة الذاتية لأم كلثوم و لما تشوفها فيلم اذا طلعت زي ما قرأت فهو عمل يستحق الواحد ينتظره بشغف).

كلمة أخيرة
بعد استعراضنا لنماذج من الآراء السلبية والإيجابية لـ (برومو) فيلم (الست) ننتظر عرض الفيلم بقوة حتى نحكم عليه، بكل حب وتقدير لصناعه الذين كان هدفهم الوحيد بالتأكيد هو الحب، وتقديم نموذج مضيئ لأسطورة من الأساطير الفنية التى أثبتت الأيام والسنين أنه من الصعب أن يجود الزمن بمثلها كما أنه من الصعب أن يجود أيضا برموز جيلها من كتاب ومفكرين وعلماء وباحثين.