رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

كمال زغلول يكتب: التدريبات الخاصة بالجسد و(الإلقاء الشعبي).. (2)

كمال زغلول يكتب: التدريبات الخاصة بالجسد و(الإلقاء الشعبي).. (2)
يقوم التدرب بالتعرف على جميع الإشارات والإيماءات والحركات الجسدية الخاصة بشخصيات السيرة أو القصة

بقلم الباحث المسرحي الدكتور: كمال زغلول

في المقالة السابقة تعرفنا على بعض تدريبات الممثل الفرد (شاعر السيرة الهلالية والصييت) وفي هذه المقالة يتبع التدريبات الخاصة بالجسد و(الإلقاء  الشعبي)، كما يلي:

تدريبات الجسد: الممثل الفرد لا يستعمل جسده لكي يعبر عن شخصية بعينها، ولكن يستعمل جسده وفق نظام إشاري يعبر عن موقف كامل داخل العمل المسرحي الشعبي، وكذلك للتأكيد على بعض الشخصيات داخل العمل المسرحي الشعبي.

تدريب (1)

يقوم التدرب بالتعرف على جميع الإشارات والإيماءات والحركات الجسدية الخاصة بشخصيات السيرة أو القصة وفق النظام الإشاري والإيمائي والحركي الخاص بالبيئة العربية والمصرية، وهذا يتم من خلال التعرف على ذلك النظام من خلال متابعة حركات الجسد في البيئة المصرية والعربية.

فمثلا توجد إشارات للتحية بين الأفراد وبعضهم، أو إيماءات تدل على الغضب، أو تحية الأمير.. إلخ، وهنا على المتدرب أن يفرق بين نوعين من الإشارات والإيماءات والحركات الجسدية.

كمال زغلول يكتب: التدريبات الخاصة بالجسد و(الإلقاء الشعبي).. (2)
بعض تلك الإشارات والإيماءات والحركات خاص بالشخصيات

الإشارات والإيماءات والحركات

إذ أن بعض تلك الإشارات والإيماءات والحركات خاص بالشخصيات، ولذلك يجب عليه وصفها بالكلمة الدالة على تلك الإيماءة أو الإشارة، والبعض الآخر خاص بجسده هو وفي هذه الحالة الخاصة به إما أن تكون الإشارة والإيماءة معبرة عن المشهد كامل.

أو أنه يقوم بعمل إشارات وإيماءات وحركات  بجسده خاصة بشخصية من الشخصيات التي يمثلها في العمل عن طريق (الإلقاء الشعبي)، تماما كما يفعل بصوته عند تمثيل مشهد كامل داخل العمل ونعطي مثال على ذلك:

ونزلوا على بعض ضربات

تهز الجبال الرواسي

لتنين خدعة حركات

يقطعن والمر واصب

من الصبح لما قرب الظهر

لما اللون غير بصارات

يقطعن والمر واصب

ابو زيد ابصر عمل كيف

في الحرب راجل خلاصة

ميل على الهصيص بالسيف

فصل جثته من راسه

وفي هذا المشهد الذي يصور المبارزة التي تمت بين (أبو زيد والهصيص) وانتهت بقتل الهصيص نجد كيفية تصوير الحركة والإيماءة والإشارة الخاصة بالشخصيات في (الإلقاء الشعبي).

وإذا أراد الممثل الشعبي التأكيد على شخصية (أبو زيد) مثلا فإنه يقوم قبل تصوير الشخصيات بشعر المربع بعمل حركات وإيماءات وإشارات بجسده، بأن يقوم مثلا باستخدام قوس ربابته كسيف ويسحبه ويعبر بكلمات نثرية عن الحدث، ثم يقوم بإلقاء شعر المربع.. وهكذا.

تدريب (2)

أوضاع جسد الممثل الشعبي على خشبة المسرح، إذ ينبغي أن يستخدم المتدرب الأوضاع المناسبة حتى يتسنى له تمثيل السيرة أو القصة، وبالنسبة للممثل الشعبي الفرد يجب أن يكون جسده مواجهاً للجمهور دائما، ولا ينبغي أن يعطي ظهره للجمهور إطلاقا ويقوم بالتمثيل كما يفعل ممثل الشخصية الواحدة في المحبظين، ويمكن استخدام وضع الثلاثة أرباع، أو البروفيل في حدود تمثيل المشهد.

كمال زغلول يكتب: التدريبات الخاصة بالجسد و(الإلقاء الشعبي).. (2)
على المتدرب أن يعرف تماما اللهجة التي سوف يستخدمها في تمثيل العرض المسرحي الشعبي

تدريب اللهجات الشعبية

على المتدرب أن يعرف تماما اللهجة التي سوف يستخدمها في تمثيل العرض المسرحي الشعبي، ولذلك لابد من بعض التدريبات التي تعين الممثل على التعرف على هذه اللهجة في (الإلقاء الشعبي).

تدريب (1)

لكي يتعرف المتدرب على اللهجة التي سوف يستخدمها لابد له من الاستماع إلى تلك اللهجة عن طريق المحافظة أو القرىة التي تستخدم هذه اللهجة، فكل منطقة جغرافية يمكن أن تتكلم بلهجة معينة، وهذا واضح جدا داخل مصر إذ لهجة المحافظات الساحلية تختلف عن محافظات الوجه البحري أو القبلي أو البدو، والمهم في التدريب هو الاستماع إلى هذه اللهجة بعناية والتعرف على حروف نطقها عن طريق الاستماع فقط في هذا التدريب.

تدريب (2)

بعد التعرف على اللهجة الخاصة بالمنطقة يقوم المتدرب بالتدريب على التحدث بها، وذلك عن طريق معرفه طبيعة تلك اللهجة، وكيفية استخدام الكلمات الخاصة بها، إذ نجد مثلا بعض المناطق تقوم بإقلاب حرف الجيم إلى دال، مثل كلمات الشجرة السدرة، الجردل الدردل، وبعض اللهجات تستخدم حرف القاف صريحا في لهجتها، مثل: كلمة أفص بالعامية المصرية نجد في رشيد يقولون قفص، ومثل كلمة أأف يقولون أقف، وهكذا.

وأيضا نلاحظ لهجة أهل بورسعيد فإنهم يغنون بعض الكلمات عن طريق المد واللين في حروف اللغة فيقول مثلا: (بااااقولك أأأأه) عكس القاهرة (بأولك إيه).

وأهل الريف لهم طريقة مختلفة فبعضهم يستخدم الكسرة كثيرا في كلامهم ويستخدمون حرف الجيم، مثل: بجولك إيه، تعالى يا ولِه وحرف اللام هنا تحته كسرة وهكذا.

وبعد ذلك ينتقل للتدريب التالي.

تدريب (3)

يتعرف المتدرب هنا على مخارج ألفاظ اللهجة من خلال جهاز النطق، إذ كل حرف من حروف اللغة يمثل صوت (فونيم)، وهذا الفونيم يخرج عن طريق جهاز النطق، وهنا يقوم المتدرب بالتعرف على مخارج ألفاظ اللغة كي يمرن جهاز النطق عنده على التعود على التمثيل بهذه اللهجة.

فمثلا عند قلب حرف الجيم إلى دال، سوف يلاحظ المتدرب أن حرف الجيم يخرج من وسط اللسان، بعكس حرف الدال يخرج من طرف اللسان، وهكذا يتدرب الممثل الشعبي على كيفية إتقان اللهجة في (الإلقاء الشعبي).

كمال زغلول يكتب: التدريبات الخاصة بالجسد و(الإلقاء الشعبي).. (2)

كمال زغلول يكتب: التدريبات الخاصة بالجسد و(الإلقاء الشعبي).. (2)
يجب على الممثل الشعبي معرفة فن الإلقاء الخاص بالشعر الشعبي والنثر الشعبي

تدريبات الإلقاء الشعبي

يجب على الممثل الشعبي معرفة فن الإلقاء الخاص بالشعر الشعبي والنثر الشعبي، ويجب على المتدرب التعرف على قواعد الإلقاء العامة، كذلك يجب على المتدرب من خلال متابعته لطريقة تمثيل السيرة والقصة أن يتعرف الكيفية التي يلقي بها الممثل الشعبي أشعار المربع، ومن الأمثلة على ذلك نلاحظ أن الشاعر يتبع بعض القواعد في فن الإلقاء، ونلاحظ ذلك بأمثلة

مثال على الوقف التام والمعلق على شعر المربع:

وضعت هي زوجة سرحان

فرحـت جميع العرايب

جال الملك هاته في الدىوان

اسميه وحاضرة الحبايب

في هذا المربع عند أدائه تمثيلا اتبع الشاعر عز الدين قاعدة الوقف التام والوقف المعلق، وهذا كالتالي:

وضعت شمه زوجة سرحان.. تام 

فرحت جميع العرايب.. تام

جال الملك هاته في الديوان.. معلق       

اسميه وحاضرة الحبايب.. تام

وفي هذا المثال نلاحظ أن الشاعر قام بالوقف التام عند أدائه للشطر الأول والثاني، ثم قام في الشطر الثالث بتعليق آخر كلمة حتى يصل الكلام بالشطر الرابع، والوقف التام والمعلق كما هو معروف من قواعد الإلقاء.

مثال على نطق الهاء في نهاية الشطرات الشعرية

دخل رزق

ونادي على الشريفه يا خضره

بين العرب جبتيلي معايب

شايفك والعين ناظرة

 جايبة الواد من عبيد الجلايب

نلاحظ في هذا المربع أن الشاعر عند نهاية البيت بحرف التاء المربوطة، لا ينطق التاء بل يحولها إلى هاء، مثل خضره بدل خضرة، وهذا ما نلاحظه أيضا في المربع التالي:

ما انا جولتلك ما تبعش عزجل ابن الرديه

خبر ايه يا رزق مالك

ده سبب ما عاب في الوليه

ده كان طمعان في ورث مالك

نلاحظ في هذا المربع أن الشاعر يستمر في إبدال التاء المربوطة بالهاء (الردية، الرديه)، (الولية، الوليه) ، وتلك القاعدة موجوده في الإلقاء بوجه عام فهي غير مقتصرة على الشعبي فقط.

وهذه الأمثلة توضح بعض القواعد في الإلقاء الشعبي الذي يجب أن يتدرب عليه الممثل الشعبي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.