
بقلم الدكتور: إبراهيم أبوذكري
بداية: رسائلنا مفتوحة الي فخامة السيد رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء، في الوقت الذي تتجه فيه الدولة إلى دراسة إنشاء (مدينة الإنتاج الإعلامي) الجديدة بهدف مواكبة التطوير العالمي في صناعة الدراما والمحتوى، يطرح كثير من المتخصصين سؤالًا جوهريًا:
لماذا نبحث عن الجديد ولدينا صرح قائم بالفعل (مدينة الإنتاج الإعلامي) هو الأكبر والأكمل في الشرق الأوسط؟
(مدينة الإنتاج الإعلامي)، ذلك المشروع الوطني العملاق الذي شكّل لعقود قاعدة القوة الناعمة المصرية، ما زال يمتلك القدرة الكاملة على المنافسة الإقليمية والدولية.. بل إن ما تحتويه اليوم من إمكانيات ضخمة يجعلها قادرة – إذا حظيت بالدعم المطلوب – على مضاهاة بعض منشآت هوليوود دون مبالغة.
وانا وكل من معي نكتب رسائلنا مفتوحة الي فخامة السيد رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء دعماً لما هو قائم.. قبل بناء ما هو جديد.


فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي،
دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي،
تحية تقدير واحترام،
إنّ مصر، بتاريخها وريادتها وقوتها الناعمة، لم تكن يومًا إلا منارة للإعلام والدراما وصناعة المحتوى الفني في العالم العربي. واليوم، بينما تتداول الجهات المختصة فكرة إنشاء (مدينة الإنتاج الإعلامي) الجديدة، أرى – ومعي كثيرون من أبناء هذا القطاع – أنّ بين أيديكم منشأة قائمة بالفعل، هى الأضخم والأكمل والأكثر جاهزية في الشرق الأوسط:
(مدينة الإنتاج الإعلامي).. مدينة قائمة.. لا تحتاج إلا إلى قرار، وهذه المدينة ليست مجرد مجموعة ستوديوهات؛ إنها بنية تحتية مكتملة تشمل:
* مبني اداري يتخطى اليوم في تكلفته اليوم أكثر من مليار فرنك فرنسي.
* شبكة فايبر متصلة بالقمر الصناعي النايل سات ارضي له رقم مالي كبير غير التفاعل بين القمر والمدينة في نظام هندسي غير عادي.
* ستوديوهات درامية ضخمة.
* ستوديوهات للبرامج الإخبارية والحديثة.
* ستوديوهات إذاعية.
* قنوات فضائية جاهزة للعمل.
* مناطق تصوير مفتوحة: (قُرى مصرية، أحياء شعبية، ديكورات عالمية مثل لندن، ديكورات إسلامية، مراكز محافظات..)
* ورش فنية متخصصة في النجارة، الديكور، الملابس، الخدع، الإضاءة.
* أجهزة تصوير وصوت ومونتاج على أعلى مستوى.
* مشروع (الماجيك لاند) بمحتواه الجديد.
* مول تجاري جاهز ولم يُفتتح حتى الآن.
مدينة كاملة..جاهزة.. قائمة.. لا ينقصها سوى (إذن بالإنتاج)، وتدعيم إداري واستثماري بسيط كي تستعيد بريقها كأقوى مؤسسة إنتاجية في الشرق الأوسط بلا منافس.


لماذا نبني من جديد ولدينا ما هو أقوى؟
لقد نجحتم يا سيادة الرئيس في إزالة العشوائيات وبناء مساكن حديثة نظيفة، ولكن هذا النموذج – على عظمته – لا ينطبق على (مدينة الإنتاج الإعلامي).
فهنا لا نتحدث عن منطقة متهالكة، بل عن منشأة قادرة، متقدمة، ومبنية وفق معايير احترافية عالمية.
إنّ التفكير في إنشاء مدينة إنتاج جديدة خطوة محترمة، لكنها قد تعني:
* تجميد ما لدينا وهو مازال في عز شبابه وقادر علي العطاء بكفاءة.
* ازدواجية في البنية الإنتاجية.
* إنفاقًا ضخمًا على ما هو متوفر بالفعل.
* تعطيل فرص استثمارية يمكن أن تنطلق فورًا.
في حين أنّ تدعيم المنشأة القائمة سيحقق:
* انطلاقة أسرع عائدًا أوضح.
* استغلالًا أمثل لما استثمرته الدولة سابقًا.
* قدرة فورية على استقطاب الإنتاج العربي والعالمي.
* منافسة حقيقية مع ستوديوهات هوليوود وغيرها.
مدينة الإنتاج الإعلامي.. لو تم دعمها ستضاهي هوليوود.. نحن نملك نصف الطريق.. والمجتمع الفني يعرف أنّ التقنيات، المساحات، البنية الأساسية، والكفاءات في مدينة الإنتاج الإعلامي قادرة – لو تم دعمها – على الوصول إلى نموذج إنتاج عالمي يشبه ما نراه في أكبر ستوديوهات العالم.
إنّ ما تحتاجه المدينة ليس إعادة بناء، بل:
* تشجيع الإنتاج الخاص وفتح الأبواب على مصرعيها لجذب الاستثمار العربي الذي هرب من مصر.
* فتح الباب أمام الشركات الدولية وفتح مساحات أوسع رفي تقليل عدد الجهات الرقابية علي المنتج.
* العودة إلى سياسة (إنتاج بلا قيود).
* دعم فني وتقني مستمر.
* تفعيل الأماكن المغلقة والمشروعات الجاهزة.
أكتب هذا وأنا أول شركة عربية اقتحمت مجال الإنتاج الخاص للإنتاج التليفزيوني كانت مصرية.. لقد كان لمصر السبق دائمًا في جذب الاستثمارات الفنية والدرامية، وعلى الرغم من تغيّرات السياسة والأزمات الاقتصادية، ظلّ العالم العربي يخاصم مصر حينًا، ثم يعود إليها لأنه لا يجد بديلاً عنها.
واليوم:
بينما تتسابق الدول العربية لبناء ستوديوهات صناعية ضخمة، يبقى الأصل والريادة هنا في مصر.. و(مدينة الإنتاج الإعلامي) هى القاعدة التي يمكن أن ننطلق منها جميعًا، بدلًا من البدء من الصفر مرة أخرى.
ختامًا:
سيادة الرئيس،
دولة رئيس الوزراء،
إنّ هذه ليست مطالبة شخصية، بل نداء من أهل المهنة، ومن كل من يعرف قيمة هذه المدينة، ومن كل من يرى أن مستقبل القوة الناعمة المصرية يبدأ بما نمتلكه بالفعل.
نحن لا نرفض الجديد، ولكننا نؤكد أن التطوير يبدأ بدعم الموجود، وأنّ مصر لا تحتاج في هذا القطاع إلى أساس جديد بقدر ما تحتاج إلى إطلاق ما هو جاهز ليعمل ويبدع وينافس عالميًا.
وتفضّلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
التوقيع
إبراهيم أبوذكري
وكل من له مصلحة في الحفاظ علي هذا البلد.. آمنا مطمئنا غيورا علي مجده وفخره وتاريخه ومصر العظمى