

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
اتابع هرتلة شبكات التباعد الاجتماعي فقد أصبحت بعنوة هي واخواتها من يوتيوب والتيك توك خطراً ينسل للمجتمع المصري ويتحول إلى إعلام موازي بلا أي رقيب يزداد فيه التنافس بل وصل عند البعض للفجاجة وأصبح حق علينا أن نستيقظ لنبحث عما تواجهه الأسرة المصرية من أداء عشوائي يتسابق فيه بعض أصحاب النفوس الضعيفة الباحثون عن أموال أو تواجد بإي ثمن بتحقيق (ترند).
فظهرت أنواع من منافسات غير شريفة ومنتجات غير صالحة، وها هو التنافس أصبح بإجساد ومفاتن بعض أصحاب الغايات المريضه ودون أى حراسة عقلية لتحقيق (ترند)، فهم محاطون بكتائب من أصحاب المصالح دون أي اعتراض لما يقدمه البعض وحبذا لو ساذج ناجح بجمهور عشوائي يهتم بجسد الضحية أولاً!
الأسرة المصرية في خطر وتفكك، وضياع، بعض الشباب بالحتمية يؤثر على العجينة البشرية للمجتمع والذائقة العامة ونصبح أمة في خطر، مع تماس لما يحدث حولنا من توحش صهيوني استعماري سرطاني قبيح يتمدد دون رادع يحتاج إلى يقظة وتكاتف وإدراك.
وبعد مهازل عار مايسمى (ترند) ونساء الليل والتفنن في طرق التسلل إلى هواة السهر والبحث عن فضائح ليلية، ظهرت سيدات النصائح النسائية وسيدات عرض الملابس الليلية ومنتجات التخسيس والقوة وطرق السيطرة ومنتجات التجميل.
ظهرت فجأة فاتنات التصوير في حجرات النوم وزاد الإقبال وعرض المنتج وادخل وشاهد نجمة حجرة النوم وتظهر من تنافس، ومن تجود ويزيد الاقبال ويتفرغ بعض الشباب، كما حدث مع محللين مباريات الكورة وأخبار نجومها يتبارون في تفسير وتعريف جماليات ابدعات اللعيبه.
وكيف تمكن إمبابي وكيف قدم ميس ولماذا أجاد صلاح، ثم بالبحث عن الجديد والتجويد والتحديث أصبح لدينا من يتفنن في وصف إبداعات نجوم حجرات النوم وتنافس ابطال التصوير بلا ساتر في سبيل الحصول على (ترند).

التبرير للبطلات دون خجل
ويزداد التلاسن ويظهر التبرير للبطلات ودون خجل، إن ما يحدث إنما هو مع الزوج وكأن للزوج الحق أن يصور زوجته في العلاقة الحميمه ما هذا الهطل، الخلل، الخرف، التعريض وتظهر كتائب من مؤيدين التصوير طالما الزوجهً لم تعترض أي نوع من الزوجات أنتن، وكيف ستنظرون للأبناء وما شكل تلك الاسر والكيانات الطفيلية التي تحاول ان تصيب مجتمع عريق له تقاليد وعادات.
ما هذا، وبعد البلوجر التي لم تخجل من عار ما قدمته ووجدنا المدافعون عنها فقد أصبحت (ترند) متواجد ويتابعها الطيبون عقلاً وينتظرون الجديد لديها إنهم جمهور اللحم الرخيص وذبابه، أصبحت البلوجر نجمة شبكات التباعد في مصر، بل ولكي تبتهج الضحية الساذجة فقد شاهدها العالم.
أي نوع من البشر أنتم وعن ماذا تبحثون هل المال أم الشهرة وهل بتلك الوسائل الفجة والتي ستطاردكم وسيشاهدها الأبناء الأحفاد.. ألا تتفكرون؟!
ثم يظهر لينافس على لقب الأكثر مشاهدة.. فيلم نجمة الغناء والجسد الذي حولته الأموال وكثرة الإقبال والطبيب الهمام إلى قوام منحوت عنوة، فتحول بقدرة ومهارة الجراح من جسد ست سنية رايحه تظبط الحنفية إلى جسد نسائي جذاب بكل المفردات والمبالغات لبعض جمهور شبكات التباعد، وبعض من رجال غايتهم لحم رخيص بجهل وحفظ دون فهم!
أتابع وفي فمي ماء، صراع نجوم حجرات النوم والدفاع، إن البطل أمام النجمة هو الزوج!، ما هذا الهراء وكيف أصبحنا ومن يسمح بذلك، وهل من حق أي زوج غبي أو أهطل أو حلوف أن يقبل ذلك على أهل بيته؟
أي مجتمع نحن، وأين قانون حماية شباب هذا البلد واين العقلاء؟، أطالب كمواطن لديه أسره وأحفاد أن نقف جميعاً ضد هذا الخلل الفج.
فكيف نسمح أن تظهر إحدى مذيعات بعض الدول وتتحدث عن فنانه مصرية لها فيلم مع زوجها في حجرة النوم؟، ما هذا وعن أي فنانه وكيف نسمح أن تمتهن تلك الكلمة التي أطلقت على أمثال أم كلثوم، ونجوم كتبت أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ الابداع المصري، بل والعربي.
والعجيب ومحض العجب أن أصبحت تلك الأفلام على معظم تليفونات شباب ومراهقين في مصر، ويتم التداول بعد أن تم البيع وقبض الثمن في بدايات عرض أفلام العار.. أين المسؤلين والأمن والنقابات.
ماذا ننتظر هل مزيد من تنافس ومزيد من افلام؟

دعاية ممجوجة وقبيحة
مازالت البطلات يتحدثن ويظهرن ويؤكدن إنه الزوج دعاية ممجوجة قبيحة للتواجد والبحث عن مبرر أجده عبثي غير مقبول، يجب التصدي لتلك الظواهر المريضه فوراً.
كيف تمتهن كلمة نجمة ومطربة وفنانة مع تلك النوعية من النساء، مصر مليئة بالمواهب.. أسافر إلى الأقاليم وأتابع أصوات تبحث عن منفذ، بل وأحياناً أقابل على نفس الشبكات مواهب حقيقية تستحق الاهتمام.. مواهب في كل المجالات علينا بالفرز والبحث والتنقيب لنوقف هذا المد العشوائي الساذج من بطلات ونجوم العار الذين يسعون لتحقيق (ترند).
لم تكن مصر ومنذ نصر أكتوبر 1973 في حاجه إلى فنون لتنمية قيم الولاء والانتماء أكثر من الآن، نعم تمر الأمة العربية والإسلامية بمرحلة أراها غاية في الأهمية تحتاج لفنون وإبداع واع يدرك ما يحاك حولنا من أطماع.
اشكر ربي أن مصر قد أدركت خطورة المرحلة، وتعرف الأطماع الخبيثة وأعدت الدرع والسيف قادرة على دحر كل من تسول له أحلامة المساس بحبة رمل واحدة.. أشعر بالأمن والأمان.. فهل يستيقظ الغافلون وأصحاب السبوبة ومهارات العار.. مصر تنطلق وتستحق.