رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

بهاء الدين يوسف يكتب: (ملك تولسا).. ضمائر السياسيين للبيع دائما

بهاء الدين يوسف يكتب: (ملك تولسا).. ضمائر السياسيين للبيع دائما

بهاء الدين يوسف يكتب: (ملك تولسا).. ضمائر السياسيين للبيع دائما
يجسد دور (دوايت مانفريدي)، رجل العصابات النيويوركي، الذي خرج من السجن بعد قضائه 25 عاما

بقلم الكاتب الصحفي: بهاء الدين يوسف

السياسيون دائماً مفيدون، خصوصاً عندما يكونون تحت السيطرة، تلك كانت الجملة التي لفتت انتباهي أكثر من غيرها في إحدى حلقات الجزء الثالث من مسلسل (ملك تولسا)، أو (Tulsa King) أول عمل تليفزيوني على الاطلاق لنجم الأكشن الشهير (سيلفستر ستالوني).

حيث يجسد دور (دوايت مانفريدي)، رجل العصابات النيويوركي، الذي خرج من السجن بعد قضائه 25 عاما، ليرسل إلى مدينة (تولسا) الواقعة في ولاية أوكلاهوما، وتعد مركزا لأهم مناطق استخراج النفط في أمريكا.

الجملة وردت في سياق حوار بمسلسل (ملك تولسا).. جمع بين (مانفريدي) وصديقته (مارجريت)، كانا يتحدثان فيه عن دعم حملة (كال ثريشر) غريمه السابق في الأعمال الإجرامية، والمرشح الحالي لمنصب حاكم ولاية أوكلاهوما.

حيث تظهر مارجريت (تؤدي دورها الممثلة دانا ديلاني)، وهي تسأله عن سبب اهتمامه بدعم ثريشر فيرد عليها بالجملة التي تصلح أن تكون شعارا (Slogan) يصلح لوصف كل السياسيين حول العالم فيما يبدو.

مسلسل (ملك تولسا) يظهر كيف يتحكم زعماء العصابات وتجار المخدرات، أو (البلطجية) كما نعرفهم في ثقافتنا المحلية، في أبرز المسؤولين والسياسيين في تلك المدينة.

مثلما يفعل (جيرمايا دانماير) وهو رئيس عصابة محلية يحتكر تجارة الخمور ويتحكم في كل السياسيين والمسؤولين في تلك البلدة، لدرجة أن المدعي العام لولاية أوكلاهوما، يقف أمامه مثل التلميذ الخائب الذي لم يؤد واجبه المنزلي، يستمع إليه وهو يعنفه ولا هم له سوى استرضائه.

بهاء الدين يوسف يكتب: (ملك تولسا).. ضمائر السياسيين للبيع دائما

بهاء الدين يوسف يكتب: (ملك تولسا).. ضمائر السياسيين للبيع دائما
يكشف (ملك تولسا) كيف أن البلطجية المتحكمين في السياسيين والمسؤولين الفاسدين يستطيعون عمل أي شيء

ملاحقة (جيرمايا) على جرمه

كما يكشف مسلسل (ملك تولسا) كيف أن البلطجية المتحكمين في السياسيين والمسؤولين الفاسدين يستطيعون عمل أي شيء يحلو لهم دون أن يكون لما يفعلوه أي عواقب.

فمثلا حين غضب (جيرمايا) من صاحب مصنع محلي للخمور رفض أن يبيعه له، قرر إحراق منزله وهو بداخله، ووقف يشاهد الرجل وهو يصرخ بينما النار تحرق جسده، دون أن يجرؤ أي مسؤول سواء من الشرطة أو النيابة أو حتى الحاكم على التدخل لاطفاء الحريق، أو ملاحقة (جيرمايا) على جرمه.

هذا المشهد غالبا ما يتكرر في الواقع في مناطق عديدة حول العالم، ببساطة لأن الحقيقة التي لا نريد أو لا نستسيغ الاعتراف بها أن السياسيين غالبا فاسدون، وأغلبهم صنيعة رجال الأعمال وأصحاب المال الذين يعرفون أن وجود سياسيين ومسؤولين شرفاء يضر اعمالهم وقدرتهم على تعظيم ثرواتهم التي تتضخم على حساب الشعوب.

مسلسل (ملك تولسا) كما ذكرت هو العمل التلفزيوني الأول لسيلسفتر ستالوني الذي بلغ عامه الخامس والسبعين، بدأ عرض الجزء الأول منه في خريف 2022، ولا يزال الجزء الثالث يعرض حاليا على شبكة (باراماونت بلس)، وهو يسير في نفس الخط الدرامي المعروف لستالوني، وهو عالم العصابات والبلطجة.

استقبال النقاد والجمهور في أمريكا للموسم الثالث من مسلسل (ملك تولسا) جاء متراوحا، حيث أشاد البعض بتمكن السيناريو من إضافة أعداء جدد وتوسيع أدوار بعض الشخصيات الشريكة في السرد، فضلا عن تركيز السيناريو على أبعاد شخصية دوايت مانفريدي المحورية وعلاقته بباقي أفراد عصابته. 

في المقابل رأى المنتقدون أن الجزء الثالث عاني من الحبكات الضعيفة، وإدخال عدد من الشخصيات دون أسباب مقنعة، مثل شخصية (موسو) العميل الفيدرالي (يؤدي دوره كيفن بولاك) الذي يجند (مانفريدي) للقضاء على صانع قنابل، ويهدده بالسجن هو وكل أفراد عصابته إذا لم يتعاون معه، وهو تصرف درامي ساذج وربما يمكن وصفه باليائس ايضا.

ذلك لأن السيناريست لم يراع أنه من غير المنطقي أن يأتي عميلا فيدراليا بعد 30 عاما أو يزيد، ليهدد بالسجن رجلا قضى عمره كله في عالم الجريمة والأعمال غير القانونية، ومن غير المنطقي أيضا أن يستجيب المجرم للعميل أو يخشى من تهديده.

بهاء الدين يوسف يكتب: (ملك تولسا).. ضمائر السياسيين للبيع دائما

بهاء الدين يوسف يكتب: (ملك تولسا).. ضمائر السياسيين للبيع دائما
لم يكتف (ستالوني) بأن يكون مسلسل (ملك تولسا) مشاركته الأولى في دراما تلفزيونية

 مشاركته الأولى في دراما تلفزيونية

وضمن ثقافة التوريث التي يبدو أنها باتت عابرة للقارات، لم يكتف (ستالوني) بأن يكون مسلسل (ملك تولسا) مشاركته الأولى في دراما تلفزيونية، بكل ما في ذلك من ترقب وربما مخاطرة من استقبال الجمهور له، وانما قرر بالتزامن أن يستغل العمل لكي يطلق مسيرة ابنته (سكارليت روز ستالوني) الفنية، مستندا على قناعة تقول انه لا يوجد أفضل من أن تنطلق الابنة فنيا في عمل يقوم والدها ببطولته.

(سكارليت) تقوم بدور (سبنسر)، وهى فتاة محلية تنضم لعصابة (مانفريدي) أو (ستالوني)، ولم يكن متصورا طبعا أن (قلب الأب) سوف يتركها تعمل في عصابة منافسة!!

وقدمت خلال الأجزاء الثلاثة أداء عاديا يمكن القول إنه أقرب إلى أن يكون باهتا، فلم تلفت الأنظار ولم تنجح في خطف الكاميرا، لكن ذلك لن يهم بالطبع في قدرتها على تقديم أعمال جديدة طالما أنها بنت (سيلفستر ستالوني).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.