رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

رضا العربي يكتب: (حسان دهشان).. ذلك الذي يكتب من حافة الضوء

رضا العربي يكتب: (حسان دهشان).. ذلك الذي يكتب من حافة الضوء
بين عيون المشاهدين ، تجد اسمه كمن يمرّ على أطراف القلب دون ضجيج
رضا العربي يكتب: (حسان دهشان).. ذلك الذي يكتب من حافة الضوء
رضا العربي

بقلم الناقد الفني: رضا العربي

هناك كتّابٌ يولدون من الحبر، وآخرون يولدون من الجرح.. أمّا (حسان دهشان) فله ميلادٌ آخر: ميلادٌ من السؤال. سؤالٌ يطارد العالم مثل ظلّ… ويطارد نفسه مثل مرآة لا تُطفئ صورتها.

يكتب (حسان دهشان) كما لو أنّ الكلمات ليست أدوات للتعبير، بل أدوات للحفر… حفرٌ في طبقات الإنسان …وفي جغرافيا الروح ..وفي خشونة الواقع الذي يفرك أعصاب البشر دون رحمة.

بين عيون المشاهدين ، تجد اسمه كمن يمرّ على أطراف القلب دون ضجيج… لكنه بعد قليل يفتح بابًا في داخلك لم تكن تعرف أنه موجود. فأسلوبه لا يقف على حدود الجملة البليغة، بل يمتدُّ إلى ما وراءها: إلى المساحة التي يتردّد فيها صدى الإنسان عندما يحاول فهم نفسه.

رضا العربي يكتب: (حسان دهشان).. ذلك الذي يكتب من حافة الضوء
يكتب (حسان دهشان) بعينٍ ترى العالم كمساحةٍ من الاحتمالات

الكتابة عنده رحلة.. وليست نصًا

يكتب (حسان دهشان) بعينٍ ترى العالم كمساحةٍ من الاحتمالات، وبقلبٍ يعرف أنّ البشر ليسوا ملائكةً ولا شياطين، بل مسافرون في ظلامٍ طويلٍ يبحثون عن عود ثقاب.

وعندما يكتب عن الحبّ، تشعر أنه ينتشل العاطفة من رومانسيتها السهلة، ويلقي بها في قلب المعركة… في منطقةٍ يكون فيها الحبّ مقاومة لا ضعفًا، واشتباكًا لا استسلامًا.

وعندما يكتب (حسان دهشان) عن الوجع، لا يشعل شمعةً على الأطلال، بل يكسر النافذة ليدخل الهواء. فالوجع عنده ليس نهاية، بل بداية يقف فيها المرء أمام نفسه عاريًا تمامًا، دون أقنعة، دون شعارات، ودون محاولات لتجميل الخراب.

رضا العربي يكتب: (حسان دهشان).. ذلك الذي يكتب من حافة الضوء
كتابات (حسان دهشان) تشبه السير على جسرٍ من الضوء بين عالمين

بين السرد والروح.. طريق ثالث

كتابات (حسان دهشان) تشبه السير على جسرٍ من الضوء بين عالمين: عالم الواقع بتفاصيله القاسية، وعالم الروح الذي ينهض من الألم مثل نبتةٍ تشقّ الصخر.

يمنح نصوصه تلك الطاقة التي تجعل القارئ يشعر أنّه لا يقرأ حكاية…. بل يشارك في طقوس كشفٍ إنساني… شيء يشبه الاعتراف …ويشبه التطهّر، ويشبه الوقوف على أطلال ذاتك لتكتشف أنك ما زلت قادرًا على البدء.

لا يتورّط في الزخرفة اللفظية، ولا يبحث عن بطولاتٍ لغويّة، بل يكتب كمن يحمل مصباحًا في نفقٍ طويل، ويهمس للقارئ: (انظر.. هذا أنت). .ربما السرّ الأكبر في تأثير (حسان دهشان) هو هذا القرب الشديد من البشر.. قربٌ لا يصدر عن رغبة في إرضائهم، بل عن حساسية عالية لفهمهم

يكتب عن الإنسان الهشّ، الضائع، المتردّد، الذي يخاف أن يقول الحقيقة لنفسه قبل أن يقولها للعالم.. ويمنح كل ذلك مساحةً في نصوصه، كأنّه يضع يده على كتف المشاهد ، دون نصائح أو أحكام، فقط اعتراف صامت بأنّ الألم جزء من الخريطة، لكنه ليس الخريطة كلّها.

رضا العربي يكتب: (حسان دهشان).. ذلك الذي يكتب من حافة الضوء
ابن حلال
رضا العربي يكتب: (حسان دهشان).. ذلك الذي يكتب من حافة الضوء
خرم إبرة
رضا العربي يكتب: (حسان دهشان).. ذلك الذي يكتب من حافة الضوء
بابلو

الكاتب الذي يلتقط ما لا يراه الآخرون

يمتلك (حسان دهشان) تلك القدرة النادرة على التقاط ما بين السطور، لا في كتاباته  ومسلسلاته فقط بل في الحياة أيضًا.

يلتقط تنهّدة  حركة عين، جملة مهملة في آخر الليل… ثم يبني عليها نصًّا كاملاً يُشبه أنفاس البشر أكثر مما يشبه اللغة.. هو الكاتب الذي لا يروي ما حدث، بل يروي ما كان يمكن أن يحدث.. ولا يكتب ما يشعر به فقط، بل ما يخاف الناس أن يشعروا به.

إنّ الحديث عن (حسان دهشان) يشبه المشي في ممرّ طويل من المرايا: كل مرآة تعكس زاوية جديدة للروح.

هو كاتبٌ لا يبحث عن الضوء، بل يخلقه.. ولا يطارد المجد، بل يطارد الحقيقة.

تخرج من نصوصه وأنت تشعر أنّ جزءًا منك عاد للحياة، وجزءًا آخر لم يعد كما كان.

(حسان دهشان).. الكاتب الذي يكتب ليذكّر الإنسان بأنّ القلب رغم كل شيء  ما زال قادرًا على النجاة.

من مسلسلاته: (خرم إبرة، ابن حلال..حبيشة، طاقة نور، بابلو، سينما ماجي)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.