رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: نداء إلى بعض (الفنانين): (أرجوكم اخرسوا)!

محمد شمروخ يكتب: نداء إلى بعض (الفنانين): (أرجوكم اخرسوا)!
أنا لا أطعن في وطنية ولا انتماء أي من (الفنانين)

بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ

هناك أمور ما أهمتني كثيراً لدى بعض (الفنانين)، لكن ليس من بين هذه الأمور صحة أو كذب ما ادعاه الفنان (ياسر جلال) عضو مجلس الشيوخ المصري، وكذلك لم يكن من هذه الأشياء ردود فعل ما ذكره في مهرجان وهران السينمائي، على سبيل مجاملة الضيف لمضيفه!

وإن كانت ردود الفعل انقسمت إلى ما بين فئة هاجمته وفندت ما ذكره بسبب الغيرة على الوطن، وفئة أخرى تخشى على التاريخ من إلصاق وقائع كاذبة، ورأت ما ادعاه وتفرد بروايته الأستاذ رامز عن أبيه، اختلاقاً واضحاً بلا مبرر – وهم محقون في ذلك – وفئة ثالثة واضح جداً أنهم استثقلوا (ظل ياسر جلال)، ولكن كانت الفئة الأكثر ضجيجاً هى فئة (الهايصين مع كل هيصة).

ولكن كما ذكرت في البداية أن كل ذلك لا يهمنى ولكن الذي أقلقنىى بحق، هو صورة (الفنانين) المصريين في المحافل الدولية والعربية، وهى الصورة التى تهتز كثيراً بسبب ما يخرج من أفواههم من كلمات تؤكد أنهم (على الله حكايتهم)، وأنهم في حقيقتهم دون الحد الأدنى لما يجب أن يكون عليه الشعور بالمسئولية الوطنية لبعض النجوم ممن يمثلون بلادهم في أى محفل أو مناسبة دولية.

أنا لا أطعن في وطنية ولا انتماء أي من (الفنانين)، ولكنى لا أنكر أننى أتعمد مع سبق الإصرار والترصد، ان أطعن وأزيد في الطعنة النجلاء تلو الأخرى، حتى أثخن في الجراح لعلهم يشعرون.

فلم يكن (ياسر) وحده من هؤلاء (الفنانين)، بل سبقته بأيام مطربة شهيرة كانت تفتخر بأنها (صوت مصر) فإذا بها تعلن فخرها، بعد حفل في موسم فنى تم استبعاد مصر منه، بانتمائها إلى المملكة العربية السعودية، ولا أدرى هل حصلت هذه المطربة على الجنسية السعودية، أم تقدمت بطلب للحصول عليها وما زالت تنتظر دورها!

محمد شمروخ يكتب: نداء إلى بعض (الفنانين): (أرجوكم اخرسوا)!
معالي زايد

الجميلة الراحلة معالى زايد

(الحقيقة المريرة أن المصرى الحاصل على جنسية أجنبية دائماً ما يتباهى بها هو وأقاربه وأصدقاؤه وجيرانه وبلهجة لا تخلو من الزهو والتعالى، بل ويقدمها على جنسيته الأصلية ومع ذلك يؤكد دائماً أنه مصرى.. ومصرى قوى، على رأي الفنانة الجميلة الراحلة معالى زايد في فيلم (البيضة والحجر).

بس مش عارف ليه يا أخى الجماعة دول ليه دايما على استعداد لتقديم جزء من انتمائهم لبلدهم الأصلي على طبق متسخ، تأكيداً لامتنانهم للبلد المضيف عندما بلوح لهم بالتكريم!

ولا نحصى من مثل هذه الوقائع إذ قد نجد صعوبة في حصرها، لكن يمكن أن نحصي بقليل من الضحك، نوادر مطرية أخرى كانت ومازالت تنافس السابقة في لقب (صوت مصر).

إنها نوادر كانت بمثابة أفعال فاضحة علنية، في حفلات تشاهدها الجماهير في المشارق والمغارب، ينطق بها لسانها (إللى زى المبرد)، مما يعكس مدى سطحية وتهافت هذه النماذج التي تخفى هشاشة وراء ستار النجومية عند (الفنانين).

وكله يسير تحت لافتة (من أجل المجاملات).

(أخى قطيعة تقطع المجاملات واللى جاملوها).

يا عالم.. حسوا على دمكم شوية.. مالكم كده مرخصين بلدكم في بورصة المجاملات التافهة؟!.. ولا بلاش تحسوا على دمكم.. في حال إن كان فيه من ده أو ده.

أقول لكم: اخرسوا بقى.

ولا ليه أنا اللى أقول.. ياريت الجماعة المسئولين عن تكليف (الفنانين) الكبار بالسفر إلى أى بلاد أخرى من أجل إحياء حفلات أو المشاركة في أية مناسبات لتمثيل مصر، أن يوجهوا إليهم تعليمات بأن (يخرسوا).. وإن كان ولابد فهم يادوب جملتين اتنين لا ثالث لهما (شكراً على الضيافة الكريمة، وننقل لكم تحيات الشعب المصري).. وبس كده الله يرضى عليكم !.

أى كلمة زيادة عن كده، تأكدوا أن فيها عك كبير يمكن يصل إلى حضيض الورطة.. واحنا مش ناقصين ورايط!

محمد شمروخ يكتب: نداء إلى بعض (الفنانين): (أرجوكم اخرسوا)!
غسان مطر

غسان مطر: (اعمل الصح)

لكن مما حدث هناك وهناك وأمس واليوم، يتأكد لنا أننا يجب أن ننتبه إلى ضرورة البدء في عملية كبري تحت عنوان (تثقيف النجوم)، لأنهم هم الواجهة في كل مكان يذهبون إليه خارج مصر!

كما أنه لابد من تعميق الشعور بالمسؤولية الوطنية في جلسات خاصة يمكن الاستعانة بها بأطباء نفسيين وعلماء اجتماع (والله باتكلم جد)، ولابد من أن يضعوا في اعتبارهم أن كل كلمة وفعل وحركة تصدر من أى منهم، فإن لها قيمتها وهى لا تعبر عن قائلها أو فاعلها وحده، بل تعبر عن مستوى ثقافة وتعليم وأخلاق شعب بكامله.

ينظر إلى النجوم من (الفنانين) سواء الممثلين والمطربين وكأنهم نواب الشعب في الخارج، تماماً كنواب البرلمان، ولكن بدون قائمة أو تعيين أو انتخابات!

فهذا العي في الكلام وهذه السطحية في التفكير، يقدمان معاً أسوأ صورة لمستوى ثقافة البلد بحاله، ولن يكون ذلك فقط مقصوراً على الوسط الفني!

أرجوكم كما اخترتموهم للسفر، فكذلك أخضعوهم ولو بالقوة، لكورسات في فن الكلام والتعبير والتفكير قبل النطق.. غير ذلك فإن الخوف كل الخوف، من أن تتحقق نبوءة الفنان الراحل (غسان مطر) في فيلم (أمير البحار): (بنغرق.. بنغرق)، فإن كان ولابد من كلمة لغسان فلتكن كلمته الشهيرة في فيلم لا تراجع ولا استسلام: (اعمل الصح).

فيا أصحاب الأمر انقذوا ما يمكن إنقاذه مستقبلاً بضرورة توجيه النجوم المسافرين من (الفنانين) تحت أى بند، إلى أن (يخرسوا) من أجل سمعتهم.. (يخرسوا) من أجل سمعة الفن.. (يخرسوا)من أجل سمعة مصر!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.