
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
تعيش مصر وأبنائها في الداخل والخارج أيام (الانتخابات) مجلس النواب سلطة مصر التشريعية، ورغم اللغط الكثير الذي شاب أولا بعض أسماء نواب مجلس الشيوخ، وثانيا مرشحي مجلس النواب، وثالثا تحالف الأحزاب وكوتة كل حزب، وتوزيع المقاعد والأدوار في رسم صورة الحياه السياسيه المصريه مستقبلا.
ورغم عدم توضيح كل هذا اللبس ومبرراته للجماهير من أي مسئول سياسي أو حزبي، لم يهتم الإعلام بإشراك المواطن في تفاصيل هذه الترشيحات في (الانتخابات) ومن هى الجهات الحاكمة في الترشح.
وهل هى خبرات المرشح السياسية، أو فاعليته في خدمة قضايا وطنه وأبناء دائرته أو علاقاته أو ثروته، كما لم يتطرق الإعلام إلي الأحزاب وتصنيفها وبرامجها وكوادرها ورؤيتها لمصر الجديدة، تاركين المواطن للتنبؤ وضرب الودع حتي يفهم ملامح خريطة الحياه السياسيه في مصر، وشكل الجهورية الجديدة في أذهان النواب والأحزاب.
فماذا كان يضير الإعلام بشقيه الرسمي وشبه الرسمي أن يقدم من فتره قبل بثهما لتنويهات الحث علي التصويت في (الانتخابات)، أن يقدم تناولا لخريطة أحزاب مصر، وتصنيفها يمين أو وسط أو يسار، وماهى رؤية كل حزب لمصر الجديدة، وأن يقدم الإعلام في صورة تنويهات أو فواصل مكتوبة أو حلقات نقاشية أو حوارات متخصصة أو أفلام قصيرة عن كل حزب أو عن كل عدة أحزاب اليمين مثلا.
وكان واجبا أن تقدم الميديا تفصيلا لأحزاب الساحة غير أحزاب الجبهة ومستقبل وطن وحماة الوطن وتحالف الأحزاب المصرية، إضافة لشروح مصطلحات سياسية تبدو غامضه للمواطن البسيط من أحزاب اليمين والوسط واليسار، وهذا التحالف ومن يضم ولماذا تحالفوا وهل تغير برنامج التحالف عن برامج أحزابه منفصلة.

لماذا أغفل الإعلام الدور المهني
وعن أهم كوادر كل حزب ومصدر هذه الأهمية، وشرحا لمهام اللجنة الوطنية لـ (الانتخابات)، والإشراف القضائي، وبطلان الصوت وصحته، ومن يشكل الحكومة ومتي يحق له ذلك، وهل لأحزاب الهامش دور، ولماذا كل هذا العدد من الأحزاب، وأين ماقدموه، ولماذا غابوا عن الساحة.
وهل أثر غيابهم عن (الانتخابات) سلبا أو إيجابا، وهل هناك ضروره لكل هذا العدد من الأحزاب طالما حياتنا ماشيه لسنين بدونهم، ولماذا أغفل الإعلام والأحزاب هذا الدور المهني لكلاهما في التثقيف السياسي ونشر الوعي بين المواطنين وخاصة الشباب، وهل هم يفضلون مواطنا مغيبا ام مواطنا مدركا، وهل شعروا بأهمية مخاطبة المواطن لحظة الحاجه لصوته!؟
وأين دور البرامج السياسية والإخبارية والجماهيرية والفواصل في (الانتخابات)، إن ظاهرة ترك المواطن بلا توعية، واللجوء إليه للحاجه إلي صوته فقط مقابل دفع مالي او تأدية خدمه أو عصبيه قبليه لهو شئ مماثل تماما لغياب النواب عن دوائرهم في العاصمه أو مدن مصر الساحليه أو حتي أوربا.
ثم النزول لدائرة (الانتخابات) وزيارة العائلات ومنازل المواطنين، للحاجة إلي الصوت الإنتخابي، وكل ذلك مماثل تماما لدور الأحزاب، وهى ثقافة أدت إلي الرفض الشعبي لهذا النمط من المصالح، وأدي لضعف المشاركة أحيانا وإنعدامها أحيانا أخري او عدم القناعه بالمرشحين ورؤاهم ولا الأحزاب وبرامجها.
إن هذا النمط وثقافته آن له أن يتغير ولهذه الصفقات الانتخابية ورشاويها أن تختفي من حياتنا، وآن لمقار الأحزاب أن يتم فتحها وعقد الندوات واللقاءات والتثقيف السياسي بداخلها، لأن الوعي مفتاح الولاء، ولأن الوعي هو قاطرة المشاركه السياسيه.
ولأن الوعي هو حصن أمان الوطن ضد سيل الشائعات، ومدعي ثقافة المصطبة والدكة، ومتقمصي شخصية الفلاح الفصيح المتعالم بكل شئ، ولأن المواطن الواعي هو لبنة طيبة في جدار الوطن، وحائط صد ضد المغرضين وكارهي الوطن وأهله.
ولما كان ضمن أهم وظائف الإعلام التي درسناها ومازال يدرسها شبابنا في كليات وأكاديميات ومعاهد الإعلام، ألا وهى التثقيف والإخبار ونقل المعلومة والتنوير، وهذا إذا ما طبقناه علي مشهدنا الإعلامي والحزبي سنجد أنه مهمش وغير موجود.

ترك المواطن في فراغ سياسي
والسؤال: هل هذا مطبق عن قصد! ولماذا!، رغم أن القياده السياسية نادت بتنوير الناس وعدم تغييبهم، أم هذا الإهمال عن عدم قناعة، وهذا مشكلة صناع المحتوي الإعلامي وكوادر التثقيف بالأحزاب – إن وجدت – أم هو عن عدم القيام بالدور المنوط بالإعلام والأحزاب.
وهنا تستوجب المساءلة، أم ترك المواطن في فراغ سياسي وتغييب وعدم تثقيف لهو خطأ وطني نجني ثماره عندما يتم تصديق الشائعة، وعندما ينتشر فكر المشككين في ثوابت الوطن وإنجازاته، وعندما يصبح الفهلوي رائدا فكريا، وعندما تمتلأ عقول الناس بالتأويلات والتفاسير التي لاعلاقة لها بواقع الأمر.
وعندما نستدعي المواطن ليفهم طبيعة المرحلة وتحدياتها فلا نجده أصلا، وهل في كل مناسبة أو حدث وطني بعيدا عن شو التقرب والتملق لانجد إعلاما ولا أحزابا ولا دورا ولا خططا ولا أهداف وطنية في (الانتخابات)، إن الإقتناع بما يتم ويجري وإن دعم الولاء للوطن وترسيخ الهويه.
وإن مشاركة الجماهير وفاعلية هذه المشاركه لهم حاجة وطنية واجبة، فهل يسمعنا رجل رشيد، وهل نلحق بركب تعويض ما فات من تثقيف وتنوير ووعي، أم أن الأمر مستمر ونحن نخاطب أنفسنا، ويظل للإعلام والأحزاب عالمهما، وللمواطن عالمه.
وتزاد نسب عدم القناعه وتنعدم المشاركة الفاعلة ونترك مواطنينا لكل من هب ودب تأويلا واختراعا، إن الوطن يستحق توعيه أهله، والمواطن يستحق تثقيفه، والإعلام والأحزاب عليهم مسئولية وطنية واجبه.. ألا هل بلغت.. اللهم فأشهد.. حمي الله مصر وأهلها.. وتحيا دوما مصر.. آمين.