
بقلم الإعلامي: على عبد الرحمن
لايختلف إثنان علي مكانة مصر علي خريطة التراث العالمي، ولاينكر أحد أن بها ثلث آثار العالم، ومن المعروف أنها أول حضارة أسست للمجتمعات البشرية، وأنها صاحبة أول دولة وأول جيش وأول قانون، أول تعليمات، وأول عقيدة، وأنها صاحبة أوليات عديدة، ومن ثم أولى أن تنشأ قناة (مصر السياحية).
ورغم معالم مصر الثقافية والطبيعية ومعالمها المعاصرة، وبرغم مسيرة التطوير والتحديث الحاليه التي أعادت لمعالم مصر وآثارها كثير من رونقها وبهائها، وبرغم جمال مدن مصر القديمة كالقاهرة والجيزة والأسكندرية وقنا والأقصر وأسوان والوادي ومطروح، وغيرهم كثير وبرغم المدن الجديدة كشرم الشيخ والغردقة والعلمين وزايد والتجمع ومجتمعات أخرى مبهر.
إلا أن (الإعلام السياحي) يقتصر علي المعالم الثقافيه وبعض المعالم الطبيعيه،وهذا لا يكفي لتسويق معالم مصر وآثارها، لأن دولة بحجم مصر تستحق قناة سياحية كامله، وهذه ليست فكرة جديدة، بل هى قديمة طرحها القطاع الخاص في قناة (مصر السياحية) – Mtc.
حاولت الانتشار ولكنها تعثرت، ثم جاءت فكرة قناة (مصر السياحية) التابعه لقطاع القنوات المتخصصة، وتم عمل الدراسات التقنية والإدارية والمالية، وتم حصر وتجميع كافة المواد البرامجيه والتسجيليه والغنائية والدرامية ذات الصله بعالم (الإعلام السياحي).
ورغم ان لدينا عشرات القنوات بدون فائدة، ورغم أن بمصر قنوات للطبخ والسحر والشعوذة والملاسنات والأغاني والدراما والأفلام والرياضة، لم يفطن أحد لغياب قناة (مصر السياحية)، ولا إلي مدي الحاجه إليها ولا إلي توافر وتنوع وإستدامة المحتوي السياحي وجمال مواقعه وجاذبية أحداثه وتنوع مفرداته حتي نطلق قناة (مصر السياحية).
ولعلني أطمح في قناة خاصه بالمتحف الكبير أو بالسياحة الثقافية، أو على الأقل قناة لمصر السياحية.

التسويق والترويج لمصر
كنت أتمني وسط الزخم العالمي باحتفالية المتحف، وتسارع وسائل الإعلام علي التواجد في هذه الاحتفالية، وهذا الاهتمام الرسمي من القيادة السياسية بهذه الاحتفاليه، وهذا الكم من الحضور لقادة العالم ورموزه، وهذا السيل الجارف من الفخر لدي ملايين المصريين وهذا الإنفاق الكبير علي المتحف واحتفاليته.
كنت أتمني أن تطلق مصر قناتها السياحية، وهى تحتفل بافتتاح أكبر متاحف العالم لحضارة واحدة، كان هذا التوقيت هو الأفضل لإطلاق وتسويق هذه القناة السياحية لمصر.
ولعل هذا الإهتمام الرسمي وهذا الكم من الحضور وهذا الكم من التسويق والنشر والتغطيات لم يكن فقط لأجل هذه الإحتفالية، إنما لأجل مصر تسويقا لسياحتها ولمعالمها ولجذب خمسة ملايين سائح جديد من قاصدي المتحف المصري الكبير.
ولأول مره تبث مصر حدثا بهذه الأهميه للعالم أجمع بدون أي مقابل مادي، حيث كانت التعليمات أعطوه لدول العالم بثا بغير مقابل رغم أن تسويق هذه اللقطات والاحتفاليه وبلغة الحصرية والأهمية.
كان من الممكن أن يدر دخلا لمصر بملايين الجنيهات، ولكن كان القرار الصائب التسويق والترويج لمصر أهم من فلوس الدنيا، لأن هذا البث المجاني سيعود علي مصر بمقالات وبرامج وسياح اكثر بكثير من الدخل الذي كان متوقعا.
فطالما أيقنا بأهميه التسويق الإعلامي لمصر وأهمية مردوده، وكان ذلك سائدا في احتفالية المتحف، ليكن أيضا دافعا لإطلاق قناة (مصر السياحية)، وسواء أطلقتها الدوله متمثلة في قطاعي الإعلام والسياحة والآثار، وبدعم من شركات السياحة الكبرى، سواء الناقلة للسياح أو شركات الفنادق أو شركات النقل الداخلي أو غرف البازارات والمطاعم.
إن ذلك سيوفر رعايات لبرامج وفقرات القناة تجعلها منتجة ومتجددة، وحتي لو أطلقتها (الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية)، فذلك الدعم من وزارة واتحادات وغرف وشركات السياحه سيكون موجودا، وهذا الدعم المالي والمعنوي هو أهم عقبه تم تخطيها في تمويل قناة (مصر السياحية).

معالم مصر التاريخية
أما أرشيفنا السياحي فهو كنز ستنهل منه القناة بثا وتسويقا، وأما معالم مصر التاريخية والحديثة فستكون أجمل أستديوهات البث وأجمل مراكز الإنتاج، وتعد التنويهات السياحية والأحداث السياحية والرحلات السياحية والسهرات السياحية والبرامج والوثائقيات وأغاني السياحة ودراما السياحة.
يعد كل ذلك محتوي فريدا جميلا جذابا لشاشة سياحية مصرية متنوعه بين معالم السياحه الثقافية التاريخية وبين معالم ومدن مصر الجديدة الساحرة المبهرة، ومع توافر إيقاع عصر، وكوادر بلغات العالم، وشعب مصر بعاداته وتقاليده وترحابه.
ستصبح هذه قناة (مصر السياحية) الأجمل صورة، والأكثر جذبا، والأفضل تنوعا، والأكثر مشاهدة، والأعظم مردودا معنويا وماديا، فهل آن الآوان لإطلاق قناة (مصر السياحية)، ونحن نستهدف ملايين السياح ونتطلع لمكانة ملائمة علي خريطة السياحة العالمية.
وهل آن الآوان كما تعاون القطاع الخاص مع الدولة وتعاون الإعلام الرسمي مع الخاص في هذا الحدث الكبير، هل يمكن أن يتكرر هذا التعاون في إطلاق المشروع المكمل لحلم مصر السياحي وهو قناة (مصر السياحية).
أتمني ومعي مصريون كثيرون، ونحن في انتظار القناة والحلم بأن تعود مصر قبلة للسائحين من جميع أرجاء المعمورة، اللهم آمين، وتحيا دوما مصر.. بستان العالم وكرسي الملك.. الجميلة من لم يرها، لم ير شيئا، كما قال عنها (ابن خلدون) في مقدمته. .وتحيا مصر.