(فاتن حمامة).. الطفلة الجميلة التى جسدت دور الأم في الثلاثينات من عمرها (1/2)


* هى النجمة الوحيدة الأطول عمراً في السينما المصرية
* قدمها الموسيقار محمد عبدالوهاب في دور (أنيسة) في فيلم (يوم سعيد)
* شاهدنها في دور المراهقة في فيلم (ملاك الرحمة) حيث جسدت دور إبنة (راقية إبراهيم) التي شهدتها صغيرة، وصارت تكبر مع الأيام تحت عينيها
* عرفت الأمومة وهي صغيرة السن في واقع الحياة، وأيضاً علي الشاشة


بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم
(فاتن حمامة) هى النجمة الوحيدة الأطول عمراً في السينما المصرية، بما يعني أننا رأيناها علي الشاشة منذ أن كانت في التاسعة من العمر في دور (أنيسة) في فيلم (يوم سعيد) عام 1940، إخراج محمد كريم، وبطولة محمد عبد الوهاب.
في هذا الفيلم كانت (فاتن حمامة) هى الأبنة والحفيدة الصغيرة التي تلمع عيناها بالذكاء، وينطق لسانها ببلاغة وتلقائية، ومنذ هذا التاريخ وحتي ما قبل الرحيل ظلت تعمل في السينما، وفي التلفزيون والإذاعة.
وصارت ملامحها تتغير من الطفلة (أنيسة) الشعبية الصغيرة، وبدأنا نراها في دور الصبية أيضاً أمام (محمد عبد الوهاب) مثل فيلم (رصاصة في القلب) عام 1944.
وأيضاً في دور الفتاة المراهقة في فيلم (ملاك الرحمة) أمام النجمة راقية إبراهيم، التي شهدتها صغيرة، وصارت تكبر مع الأيام تحت عينيها.
وفي هذا الفيلم الذي أخرجه (محمد كريم) رأينا (فاتن حمامه) تقوم بدور ابنة (راقية إبراهيم)، التي تواجه المشاكل العائلية بسبب اختلاط المفاهيم.
حيث يتصور الأب أن زوجته تخونه دون أن يعلم أن الرجل الذي تقابله هو أخوها، والغريب أنه بعد اثني عشر عاماً، أي 1958، فإن حسن الإمام قام بإعادة إخراج الفيلم تحت اسم (عواطف)، وقامت بدور الابنة المراهقة زيزي البدراوي.

فاتن حمامه وعز الدين ذوالفقار
في النصف الثاني من الأربعينيات التقت (فاتن حمامة) وهى في سن دون العشرين بكثير بالمخرج (عز الدين ذوالفقار) الذي أخرج لها فيلم (خلود)، وقام بالبطولة أمامها، وتزوجها.
وسرعان ما أنجبت (فاتن حمامة) ابنتها الوحيدة (نادية ذوالفقار) من زوجها، واستأنفت حياتها كممثلة صغيرة بشكل ملحوظ، تقوم بالأدوار المتنوعة.
وأغلبها لفتاة تتزوج أحياناً من رجال يكبرونها في السن مثلما حدث في فيلم (أنا الماضي) أمام زكي رستم، وأيضاً فيلم (وداعاً يا غرامي) أمام عباس فارس.
وكانت حبيبة لعماد حمدي في أفلام عديدة، منها (موعد مع السعادة) حيث قامت بدور بنت ريفية تقع في الخطيئة مع أحد أبناء القرية الأثرياء الذي يسافر الي الخارج دون أن يعلم أنه ترك جنيناً في بطن الفتاة.
وعندما عاد الي الوطن لم تخبره أنها أنجبت منه وأن ابنته الان في سن السابعة، وقد قامت بأداء هذه الشخصية الابنة (نادية ذو الفقار).
أي أن (فاتن حمامة) عرفت الأمومة وهي صغيرة السن في واقع الحياة، وأيضاً علي الشاشة، ومن الواضح أن الأسرة كانت تهيئ (نادية) كي تكون بطلة سينمائية أسوة بطفلات كثيرات ظهرن في النصف الأول من الخمسينيات.
مثل (فيروز، ونيللي، ولبلبة، وهيام يونس)، لكن (فاتن حمامة) ظلت بملامحها البريئة تؤدي دور الفتاة العذراء الرومانسية في أفلام عديدة، منها (أثار علي الرمال)، و(الله معنا)، و(موعد مع الحياة).

فاتن حمامة وعمر الشريف
عندما ارتبطت (فاتن حمامة) فنياً وحياتياً بالنجم (عمر الشريف)، كانت هي شريكته في القصص العاطفية التي جسداها معاً، مثل أفلام (أيامنا الحلوة)، و(صراع في الوادي)، و(صراع في الميناء)، ثم (سيدة القصر).
وأمام (عماد حمدي) في (بين الأطلال)، و(حتي نلتقي)، وأمام (شكري سرحان) في (طريق الأمل)، و (لا تطفئ الشمس)، الملاحظ أن (نادية ذوالفقار) قد كبرت وابتعدت عن السينما سنوات طويلة.
لكن أمها (فاتن حمامة) أعادتها مرة أخري في العام 1978 لتقوم بدور ابنتها في الفيلم التليفزيوني (حكاية وراء كل باب)، حيث أن هناك زوجة سعيدة لديها ابنة جميلة، وهذه المرة ذات مكانة ثقافية عالية.
فزوجها رجل أعمال، وابنتها درست دراسة راقية، والمشكلة أن هذه الأم قد استقبلت ذات يوم في بيتها ضيفاً هو شريك جديد لزوجها، تكتشف أنه حبيبها القديم الذي رفضته أسرتها.
فهاجر الي الخارج لسنوات، وأصبح ميسوراً ناجحاً، وعندما عاد عرفت الزوجة أنه كان يكتب إليها الرسائل، وعلمت من أمها أنها كانت تحجب عنها تلك الخطابات حتي لا تستمر العلاقة.
أي أننا هنا أمام مرحلتين للأمومة في حياة (فاتن حمامة)، ففي الفيلم الثاني هي أيضاً أم لإبنتها الحقيقية (نادية) التي لم تنجح كبطلة سينمائية في تلك السنوات رغم أنها حصلت علي أكثر من فرصة جيدة.

فاتن والليلة الأخيرة
لنعد الي بداية الستينيات، حيث بدأ السن يطارد (فاتن حمامة)، إنه سن ظالم للغاية في السينما ففي فيلم (الليلة الأخيرة) إخراج كمال الشيخ عام 1963 شاهدنا تلك المرأة الثلاثينية التى تجسدها (فاتن) متزوجة من رجل خدعها قبل عشرين عاماً أثناء الحرب العالمية الثانية.
فذات يوم تستيقظ (نادية برهام) من النوم باعتبار أن ذلك اليوم الجديد سيشهد حفل زفافها، لكنها تفاجئ بفتاة في سن الزواج تخبرها أن تستيقظ وأنها ابنتها، وأن الليلة ستشهد حفل زفاف ابنتها، إنها مصادفة غريبة.
وعلي طريقة الأفلام النفسية فإن نادية تعلم أن أختها (منى) قد ماتت منذ عشرين عاماً في ليلة زفافها أثناء غارة علي أحد الأحياء بالإسكندرية، وقد ماتت العروس وفقدت نادية الذاكرة واستغل الزوج الأمر فأوعز الي الأخرين أن التي ماتت هي الأخت نادية.
وعاشت (نادية) الحقيقية باسم مني مع رجل تزوجته دون إرادة منها، وهذه هي الآن ابنتها تحتفل بزواجها، في هذا الفيلم كانت المرة الأولي التي جسدت فيها (فاتن حمامة) (33 سنة) دور الأم لشابة في سن الزواج.
وأيضاً هي زوجة لرجل نسبها الي نفسه وصار عليها أن تتردد علي عيادات المرضي العقلانيين.
هكذا نري (فاتن حمامة) الأم الجميلة تنتمي بحكم الشخصيات التي تجسدها إلي الطبقات الراقية الثرية في المجتمع المصري.
وكما تهمنا الإشارة فإنها حتي الآن لم تكن أماً في حارة شعبية، أو لأبناء فقراء أو زوجة لرجل فقير، لكن هذا الأمر شاهدناه في أفلام أخري من بطولتها مثل فيلم (الحرام) إخراج هنري بركات عام 1965.