

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح
أدركت خلال مشوار كبير مع الفن والابداع ومعظم أنواعه إن إرسال الفنان يستوجب توافق موجة استقبال جمهور المتابعين، ومن هنا يأتي النجاح والخلود والبقاء والبديل فن يمر دون ان يترك بصمة ويسجل قيمة يستشهد بها النقاد الباحثين عن قيم وماهية الفنون والإبداع وخير مثال علي ذلك هو (أم كلثوم) الصوت الواع.
وذلك بقيمة ما تقدمة وقيمة المُستقبل وتوافقه واحترامه فتصبح النتيجه حتمية نجاح لا مثيل له لأيقونة أصبحت رمزاً للتآلق في التاريخ الفني المصري انها سيدة الغناء (أم كلثوم) التي تركتنا منذ 1975 ولكنها بما أبدعته وعشقها لفنها واحترام جمهورها من المشاهدين باقية خالده تذكرنا بزمن وفنون وجمهور نفتقد وجوده بل حسن استقباله. وهو ما يؤكد مقولة الفنون موجه إرسال تنجح وتشع ابداعاً حين تلتقي وتظبط مع موجة الاستقبال وهو الجمهور فيحدث عظمة التلاقي والتوافق كما في حفلات الست (أم كلثوم)، كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي وثومه والعظمة على عظمة.
اتابع حفلات (أم كلثوم) واستمع واندهش من عظمة الأداء وعظمة الالتزام من الفرقة الموسيقية ثم هذا الأداء غير المسبوق في الإحساس بالكلمه وصدق والتعبي،ر وكيف تقترب وتبتعد الست من الميكروفون، وكيف تخرج المعاني بتلك الأحاسيس وكيفية الحفاظ على مخارج الألفاظ فتصل الكلمات وليست كلمات مرتبه فقط ابداعها الشعراء الكبار.. بل أحياناً قصائد باللغه العربية الفصحى.
وأتذكر كيف كانت مصر وكل الأمة العربية تنتظر حفل (أم كلثوم)، بل والأقاليم والقري ويستمع الجميع ويستمتع لدرر الدكتور إبراهيم ناجي علي سبيل المثال في قصيدة (الاطلال).

حين يعلو صوت (أم كلثوم)
وكيف تعبر (أم كلثوم) عن الكلمات وأندهش من استقبال جمهور أبحث عنه الآن لم يعد موجود نوع من التوحد مع الفنان والفهم لكل كلمة، والعجيب وأي كلمات حين يعلو صوت (أم كلثوم)، وهى تطلب الحرية والتحرر من حب كما عبر عنه العملاق إبراهيم ناجي فتقول:
أعطني حريتي أطلق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شىّ
آه من قيدك أدمى معصمي.
لم أبقيه وما أبقى علىّ
مع احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسر والدنيا لدى
والمدهش والذي يستحق البحث والتفكير.. كيف كان جمهور الست (أم كلثوم) يستقبل تلك الكلمات والمعاني وكيف كان يعبر عن تقديره وإدراكه لمعاني الكلمات فأماكن التصفيق تدل عن نوعية هذا الجمهور وفهمه.
وكيف كان يطالب الست بالإعادة ويستمع، ونجد حتي المصور يدرك ذلك فيستعرض لنا الجمهور وكيفية استقباله وكيف تستمع النساء وكيف تتوحد الحالة الإبداعية بين الإرسال والاستقبال.
والسؤال: هل توقع المصور ان يوماً سيأتي ونندهش من حال ما وصل إليه الغناء الآن وملابس إن وجدت، فالبعض يستعرض جسده عارياً احياناً وراقصاً مرات وفتيات ترقص، وأصبح التنافس في بعض الأحيان بكم راقصه تحاوطك.
وقد يكون هو مقياس النجاح.. ويزداد الترند ويزداد التردي العقلي وتزداد قيم تدني الأداء وينعكس على الشارع وتزداد السيوله يزداد الفراغ العقلي وتأتي الأسئلة ماذا حدث للمصريين وما زال السؤال منذ طرحة الكاتب والمفكر (جلال أمين).
ولن تتغير الإجابة، فالكل يدرك ويعرف أن العجينه البشرية المصرية حدث بها خلل من سفر الرجال للبحث عن المال في الدول العربية الشقيقة، وعمل النساء وتردي التعليم وكثافة الفصول وافتقاد القدوات، وظهور التعليم الخاص وتجارة التعليم والتخلي عن الأنشطة المدرسية؟
وتجاهل الفنون والمسرح المدرسي وتفريغ المنهج للطلاب تلقيناً دون وعي ظهور سينما والمقولات ومسرح المصايف وفنون الموسم الرمضاني، وكوميديا الاسكتشات والضحك من أجل الضحك، والمسرح الخاص يتوحش ويسيطر ويحاول مسرح الدولة وتعجزه الميزانيات، وأتابع أعمالاً عظيمة ولكنها معلقة سكر تحاول تحلية حمام سباحة، ولا أجد بعد تفكير ومتابعة غير الاهتمام.
بالتعليم والفنون والثقافة والمسرح هم رمانه الميزان لتنمية الوعي والولاء، ويأتي السؤال العبثي والافتراضي: هل لوعادت (أم كلثوم) لتغني رغم علمي أن لدينا أكثر من (أم كلثوم).. نعم مصر لن ولم تنضب، ولكن من يكتب ومن يلحن ومن يعزف ونأتي للأهم من يستمع

جمهور (أم كلثوم) ومدى وعية
كلما شاهدت جمهور (أم كلثوم) ومدى وعية واستقباله للأشعار والقصائد (أبو فراس الحمداني، عمر الخيام، أحمد رامي، بيرم التونسي، مأمون الشناوي، أحمد شفيق كامل، حافظ إبراهيم، وأحمد شوقي في (سلوا قلبي).
سلوا قلبي غداة سلا وتابا
لعل على الجمال له عتابا
ويسأل في الحوادث ذو صوابا
فهل ترك الجمال لنا صوابا
من يستقبل ويدرك تلك المعاني نعم لدينا عشاق (أم كلثوم وأجيال أدركت عظمتها وتستمع وأنا أحد هؤلاء، ولكن الغالبية من ضحايا تجريف العقل بفنون تخاطب العشوائيات وشباب التوكتوك الذي توغل في الأقاليم، وانتشر في العشوائيات وأصبح مصدر رزق للبعض ونتابع نتائج ذلك على صفحات الحوادث وشبكات التباعد الاجتماعي.
نعيش سيولة عامة أنتجت فنون وهي إرسال أنتج استقبال اراه أصبح. خطير يهدد السلام المجتمعي. فهل لنا من يقظة لنبني فوق فنون أمثال ام كلثوم ونساعد على تنمية وعي المواطن وقيم الولاء والانتماء كي تنطلق مصر وتصل لما تستحقه.. وسوف يتحقق ومصر تستحق.