
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
مع تطور البشرية ونشأة محتمعاتها، وظهور الفكر الإداري في عصر الحضارات الصينية والأغريقية والفرعونية وماتلاها من مجتمعات في أوروبا وغيرها، ومع ظهور وسائل (الإعلام) وتعاظم دورها بدأت الحاجه إلي إدخال مفهوم التخطيط في المشهد الإعلامي.
وكان لبداية دخوله شكلا إداريا بحتا يقتصر علي قسم أو وحدة او إدارة للتخطيط وبها موظفين ولديها خطة مطبوعة يتم توزيعها، ولكنها ليست مدروسة ولا واقعية، وغالبا ما كانت هذه الخطط تذهب في نهاية المطاف إما للأرشيف والمخازن أو لمحلات الأكل والتسالي.
ومع اشتداد المنافسه في مشهد (الإعلام) وظهور الكيانات الإعلاميه الكبري وضخ إستثمارات ضخمه في مجالات الإنتاج الإعلامي، ومع توافر البيانات وتدفقها، وتوافر برامج وأدوات التحليل والتصنيف لنسب المشاهدة، والإستماع ودراسات بحوث السوق.
وكذا التطور الحاصل في مفاهيم التدريب والتخطيط وإدارة الموارد البشرية، أصبحت هناك ضروره ملحه للأخذ بالنظم العلميه في مجال تخطيط (الإعلام)، وظهور مفهوم (أعلامة التخطيط)، بحيث تكون الإداره الإستراتيجيه أو العليا في المؤسسات الإعلامية هى المسئولة عن التخطيط ومراحله القصير والمتوسطة وطويلة المدي.
وكذلك تشكيل هيكل وحدة التخطيط ووضع المهام المحددة لها سواء في دراسة السوق، وجمع البيانات، وتحليلها وتصنيفها، ووضع الخطط وتحديد الأهداف والرؤى طبقا لأهداف المؤسسة الإعلامية ونوع ملكيتها عامة أو خاصة أو مستقلة.
وكذا اختيار كوادر ملائمة لتنفيذ هذه الخطة، ومتابعتها وتصويب مسارها والاستفادة من تحدياتها في الخطط القادمة مع عدم إغفال دراسة المخاطر خصوصا مع ضخامة الاستثمارات في مجالات الإعلام.
وعليه فإن التخطيط مرتبط إرتباطا وثيقا بالتطوير المنشود، لأن كثير من المؤسسات الإعلامية تخلو من وحدات التخطيط وكوادره، والتي يوجد بها وحدات للتخطيط فهو تواجد شكلي دون دور فعال يقدمه قسم التخطيط في هذه المؤسسات الاعلامية.

مؤسسات (الإعلام) المنشودة
ولكن التخطيط العصري الفعال ذو الأفكار التنبئوية والذي يدرس مخاطر الاستثمار، ويتوقع من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي سلوك واتجاهات الجماهير، كل ذلك أصبح مطلبا مهما داخل مؤسسات (الإعلام) المنشودة بالتخطيط التي تعمل عليه اللجان المتخصصه حاليا.
ولكن هذا التخطيط المنشود أمامه تحديات داخل المؤسسات الإعلامية، ولديه فرص متاحة، وله توصيات ينبغي الأخذ بها كما سيرد لاحقا، فالبيئة الإعلامية بها تحديات تعوق عملية التخطيط العصري، منها الإدارة الهرمية، البيروقراطية، ونقص البنية التقنية التحتية، والأمية المعلوماتيه لبعض الكوادر.
ومقاومة التغيير، وغياب ثقافة التخطيط، ونقص كثير في الأدوات والبرامج والنظم اللازمة لعملية التخطيط، ولكن أمام عملية التخطيط فرص كبيرة مقابل هذه التحديات.
من هذه الفرص أننا نعيش في العصر الرقمي، عصر تفجر المعلومات، عصر توافر أدوات التخطيط والتحليل والتصنيف، وتوافر بنية تحتية قومية تقنية ملائمة، ووجود خبرات وكوادر متخصصه في التخطيط، وضخامة الاستثمارات التي تضخ في سوق (الإعلام) ومجالاته، أما التوصيات الواجب الأخذ بها في مجال التخطيط العصري المرن فتأتي على النحو التالي:
* إنه لا تطوير بدون تخطيط.
* إنه لا تميز بدون تخطيط.
* إنه لا إصلاح ولا هيكله ولا تنظيم بدون تخطيط.
*** وعليه اقترحوا للتطوير ماشئتم من أفكار.. ولكن لابد من خطة قومية وخطط فرعية لقطاع (الإعلام) كله، وخططه للرسمي منه وشبه الرسمي والخاص، ورؤية وأهداف وأدوات وعوائد الخطة القومية والخطط الفرعية، وهكذا تصبح ثلاثية التطوير هى (التطوير، التخطيط، التشريع).. حما الله مصر وأصلح إعلامها.. اللهم آمين.