الدكتور (محمد أبو الغار) جماعة الإخوان نسببت في مشاكل كبيرة مع اليهود في مصر

كتبت: سدرة محمد
قال المفكر السياسي البارز الدكتور (محمد أبو الغار)، خلال لقائه في برنامج (كلمة أخيرة)، الذي يقدّمه الإعلامي أحمد سالم على شاشة ON، إن اليهود موجودون في مصر منذ عام 525 قبل الميلاد، موضحًا أن أكثر فترة عاش فيها يهود في مصر كانت بين عامي 1917 و1927، حيث كانوا يشكّلون نحو 1,3% من سكان البلاد.
وأضاف أن اليهود في مصر كانوا ينقسمون إلى طائفتين: القرائين والربانيين، وأن 90% منهم كانوا من الطائفة الربانية، التي وصفها بأنها (كانت مصرية بحق) مؤكدًا أن الربانيين كانوا من كبار التجار وأصحاب رؤوس الأموال في مصر.
وأكد الدكتور (محمد أبو الغار)، أن الدين لا علاقة له بالسياسة، مشيرًا إلى أن الدين (علاقة بين الإنسان وربه)، بينما تُعد الصهيونية حركة سياسية لدى بعض اليهود، وليست تعبيرًا عن الدين نفسه.
وأوضح الدكتور (محمد أبو الغار)، أن ما يُعرف بـ (حارة اليهود) لم تكن مجرد حارة واحدة كما يعتقد البعض، بل حيّ كامل مكوّن من عدد من الحواري والشوارع الصغيرة، وكان يضم بوابات تُغلق ليلًا، ويعيش فيه يهود ومسلمون ومسيحيون جنبًا إلى جنب في أجواء من التعايش.
وأشار الدكتور (محمد أبو الغار)، إلى أن الأجانب في مصر، ومن ضمنهم اليهود، خضعوا لقانون الامتيازات الأجنبية الذي فرضته الدولة العثمانية، واصفًا القانون بأنه كان ظالمًا وأدى إلى فوضى.
وذكر أنه في عام 1947 كان في مصر نحو 5000 يهودي يحملون الجنسية المصرية، و30 ألفًا من جنسيات أخرى، و45 ألفًا بلا جنسية، لافتًا إلى أن كثيرين منهم رفضوا الحصول على الجنسية المصرية على أمل الحصول على جنسيات أوروبية.
كما تطرق الدكتور (محمد أبو الغار)، إلى الدور الذي لعبه الزعيم مصطفى النحاس باشا عام 1937 في إلغاء الامتيازات الأجنبية خلال مؤتمر مونترو، موضحًا أن ذلك القرار دفع كثيرًا من اليهود إلى الإسراع بالحصول على الجنسية المصرية.

حزب يساري إسرائيلي
وشدّد الدكتور (محمد أبو الغار)، على أنه لم تكن هناك أي مشكلات بين اليهود والمصريين حتى منتصف القرن العشرين، وأن الحديث عن (العداء للسامية) في مصر غير صحيح، موضحًا أن هذا العداء (كان موجودًا في أوروبا وأمريكا فقط).
وأشار إلى أن المصريين في ذلك الوقت لم يكونوا يدركون أن الصهيونية تهدف إلى إنشاء وطن قومي باسم إسرائيل، مضيفًا أن أول هجرة يهودية من مصر إلى فلسطين كانت قبل عام 1948، عندما هاجر عدد من شباب اليهود في مصر الجديدة لتأسيس حزب يساري إسرائيلي.
واتهم الدكتور (محمد أبو الغار)، جماعة الإخوان المسلمين بالتسبب في مشاكل كبيرة مع اليهود في مصر، بل وتفجير حارة اليهود، مؤكدًا أن اليهود المصريين كانوا ضد الصهيونية، باستثناء قلة قليلة منهم.
وأوضح الدكتور (محمد أبو الغار)، أن إسرائيل اشتركت في العدوان الثلاثي عام 1956 رغم أن أسباب العدوان لم تكن تخصها، وأن الوكالة اليهودية نظّمت هجرة عدد من اليهود الفقراء والجهلة من مصر إلى إسرائيل، مؤكدًا أنه لم يغادر إلى إسرائيل من اليهود المصريين المتعلمين أو الأثرياء.
وأضاف أن تأثير اليهود في مصر ثقافيًا كان محدودًا، لكن كان لهم حضور كبير في الفن المصري القديم، وأنهم ساهموا في التجارة والصناعة والبنوك بالتعاون مع المصريين.
وأشار أبو الغار إلى أن اليهود في مصر لم يُنظر إليهم كأجانب، بل كمصريين، موضحًا أن القضية الفلسطينية كانت نقطة التحول التي تسببت في القطيعة بينهم وبين المصريين، رغم أن هناك يهودًا كثيرين ما زالوا مناصرين للقضية الفلسطينية حتى اليوم.
واختتم قائلاً: إن نسبة كبيرة من يهود العالم اليوم ضد الصهيونية، وإن السلام الحقيقي بين العرب وإسرائيل لن يتحقق إلا بمبادرة صادقة من الجانب الإسرائيلي أولاً.