عن (زياد الرحباني).. إبراهيم عبدالفتاح يكتب أروع قصائده النثرية من خلال كتاب (كيفك أنت)


كتب: أحمد السماحي
(زياد الرحباني).. أسطورة لبنان الخالدة، الذي قاوم القبح بالسخرية، والخوف بالشجاعة، والظلم بالكلمة، والذي رحل عنا منذ أسابيع وهو في قمة عطائه الفني، يستعيد روحه الشاعر المبدع (إبراهيم عبد الفتاح) من خلال كتاب جديد بعنوان (كيفك أنت .. زياد الرحباني) عن دار (بتانة للنشر والتوزيع).
لم يكن (زياد الرحباني) مجرد فنان لبناني، بل كان صوت الضمير الحرّ، نبض الشارع، وسخرية المثقّف الذي لا يخشى الحقيقة، يخلده (إبراهيم عبدالفتاح) من خلال كتابه، حيث شعر بأوجاعه.
وكتب عنه واحد من أهم أعماله على الإطلاق، وهو كتاب مليئ بالكلمة الشقية المتمردة، والنغمة العذبة التى تجعلنا نلتهم الكتاب في ساعات قليلة.
(زياد الرحباني) الذي قال الكلمة الصادقة حين خرس الجميع، من غنّى للحب، كما غنّى للوجع، من كتب الموسيقى لتصبح مرآةً لشعبٍ بأكمله، يبدع (إبراهيم عبدالفتاح) وهو يتناول سيرته من خلال سيرة مليئة بالمنمنمات والزخارف المدهشة.
فيقول في كتابه: (لا ينتهي هذا الكتاب، كما لا تنتهي أغنيةٌ حين تصمت، الصوت يبقى يطفو في الرأس، يتردّد في الأذن الداخلية، كأنك لم تغادر الحفلة بعد.
آل الرحباني هنا ليسوا شخصياتٍ محفوظةً في أرشيف، بل وجوهٌ تتحرّك بين الصفحات، (عاصي، منصور، فيروز، زياد، ريما)، كلّ واحدٍ منهم يمرّ ويترك وراءه شيئًا غير مرئي: ضحكةً سريعة، جملةً اعتراضية، أو نظرةً نحو مكانٍ لم نره نحن.



هذا المزيج من الذكريات
ربما كانت هذه الحوارات مجرّد محطات، وربما كانت الحياة الحقيقية تجري بين السطور: في الصمت الذي يلي آخِر كلمة، في الكرسي الفارغ بعد انصراف الجميع، في تلك الإيماءة التي لم يلتقطها أحد.
هنا، في هذا المزيج من الذكريات والخيال، يبقى (زياد الرحباني) يطلّ بجملته الأخيرة، لا ليضع نقطة، بل ليفتح بابًا.
وإذ نطوي الصفحة الأخيرة، ندرك أن ما قرأناه ليس حكايةَ عائلةٍ فقط، بل خريطةٌ صغيرةٌ لمدينةٍ، ولزمنٍ، ولأصواتٍ ستظلّ تمشي معنا، حتى ونحنُ في صمتٍ تام).
وبمناسبة إصدار كتاب (كيفك إنت.. زياد الرحباني) تنظم دار (بتانة للنشر)، حفل توقيع وإطلاق الكتاب، في السابعة من مساء الخميس القادم بمقر الدار الكائن بـ 21 شارع يوسف الجندي – تقاطع هدى شعراوي – أمام وكالة أنباء الشرق الأوسط.
شكرا لدار (بتانة للنشر والتوزيع) على إهدائنا هذا الكتاب المهم للمكتبة الفنية، وشكرا لشاعرنا المبدع الكبير (إبراهيم عبدالفتاح) على مولوده الجديد (كيفك أنت .. زياد الرحباني).
