حب (شادية) و(صلاح ذوالفقار) بدأ في مرسى مطروح، ونضج وأكتمل في أسوان (1)

كتب: أحمد السماحي
دخل الفنان (صلاح ذوالفقار) حياة الفنانة (شادية) في وقت كانت تحتاج فيه إلى رجل!، فالنجاح في العمل ليس هو كل شيئ بالنسبة للمرأة، مهما حققت فيه، تشعر دائما أن هذا النجاح لا قيمة له إذا لم يكن في حياتها أسرة صغيرة أو على الأقل زوج محب.
وعندما تعرفت (شادية) بالفنان (صلاح ذوالفقار) كانت خارجة من تجربة قاسية مع زوجها الكاتب الكبير (مصطفى أمين) ليس بسبب مشاكل عاطفية بينهما، أو خلافه.
ولكن بسبب علاقاته السياسية المتشابكة، والقبض عليه ودخوله السجن بتهمة التجسس لحساب المخابرات المركزية الأمريكية.
وبعد طلاقهما أغرقت (شادية) نفسها في دوامة العمل، فكانت تخرج من ستوديو لتدخل آخر، وفجأة قررت ألا تمثل إلا في عمل واحد في العام، وتعطي لحياتها الشخصية جزء من وقتها.
وبدأت تفكر في الإنجاب، لقد تزوجت مرتين، وقدمت أدوار الأم أكثر من مرة على الشاشة، ونجحت في دور الأم على الشاشة فقط، لماذا لا تعيش دور الأم وتجربة الأمومة بعيدا عن الشاشة والأضواء والكاميرات؟!
وبدأت ترفض أدوار كثيرة تعرض عليها، وأعتقد المنتجون والمخرجون أنها تريد أجرا أكبر، فرفعوا أجرها، لكنها كانت صريحة وصادقة فقالت لهم : (ابتداء من الآن لن أقدم إلا فيلما واحدا في العام).
لقد حققت (شادية) كممثلة نجاحا لم تكن تحلم به عندما خطت خطواتها الأولى في عالم الفن، والآن تريد أن تنجح كأم وست بيت، لأن نجاحها سيظل ناقصا إذا لم تعش تجربة الأمومة.

شادية تحكي قصة حبها
الآن نترك نجمتنا الكبيرة (شادية) تحكي قصة تعارفها بزوجها الفنان (صلاح ذوالفقار) كما جاءت في إحدى المجلات حيث تقول : (الغريب إنني انشغلت جدا بالأمومة، ونسيت أن أفكر في الرجل المجهول الذي سيحقق لي حلم حياتي!
لا أعرف أين سألقاه؟ ولا متى سأقابله؟ لكن مشاعر الأمومة بدأت تشغل كل حياتي، ولم أعد أحلم إلا باليوم الذي سأصبح فيه أما.
تكمل (شادية) قصة تعارفها بالفنان (صلاح ذوالفقار) فتقول: ذات يوم دق جرس التليفون، وسمعت صوت رجل يقول : (ألو مدام شادية، أزيك، أنا صلاح ذوالفقار).
وتذكرته أنه ذلك الممثل الشاب الذي رأيته لأول مرة منذ سنوات وكان وقتها ممثلا جديدا مغمورا عندما قدمه شقيقه المخرج (عز الدين ذوالفقار) لأول مرة على الشاشة معي في فيلم (عيون سهرانة).
والحقيقة أنه لم يلفت نظري في ذلك الوقت، وعرض الفيلم ولم يحقق نجاحا، ونسيت الفيلم، ونسيت معه ذلك الوجه الجديد (صلاح ذوالفقار) ولم أره بعد ذلك.
وبعد هذه السنوات يحدثني الآن بعد أن أصبح نجما سينمائيا معروفا، ماذا يريد مني؟ فقال لي : أنه لديه سيناريو يريد أن يعرضه علي، واستمعت إليه جيدا، وهو يشرح لي قصة الفيلم الجديد (أغلى من حياتي) الذي سيقدمه، ويريد مني أن أشاركه في بطولته.

قصة الشارع الخلفي
أنها تقريبا نفس قصة الفيلم العالمي (الشارع الخلفي) الذي لعبت فيه النجمة العالمية (سوزان هيوارد) دور البطولة، أما (صلاح) فسيمثل نفس الدور الذي قدمه على الشاشة (جون جافن).
وقصة الفيلم تدور حورالإنسان الذي خفق قلبه بالحب وهو ما يزال شابا صغيرا، لكن ظروف الحياة ابعدته عن الإنسانة التى أحبها، وتزوج من فتاة لا يحبها.
أما فتاة الأحلام فلم تتزوج، وظلت تحبه في صمت، ولم يخفق قلبها بحب لإنسان غيره، وبقيت تعيش على ذكراه، وبعد الفراق الطويل يلتقيان من جديد بعد أن أصبح هو أبا لأبناء أصبحوا شبابا كبار.
لذلك لم يجرؤ على الزواج منها رسميا، بل فضل أن يتزوجها سرا من خلف ظهر المجتمع حتى لا يصدم أبناءه الذين كبروا، ولكي لا يؤثر الزواج الجديد على عمله كرئيس لمجلس إدارة إحدى الشركات.
وكانت الحبيبة قانعة بهذه الدقائق الخاطفة التى يراها فيها الحبيب، وكانت فقط تسافر معه، إذا سافر، وتكتفي طول الوقت بأن تلاحظه وتشاهده من بعيد مع زوجته وأولاده.
وأستمر هذا الحال إلى أن أكتشف ابن الرجل او الحبيب هذه العلاقة، وظن أنها علاقة غير شرعية، فثار على الأب الذي لم يتحمل هذه الصدمة، فمات، وهو يدافع عن الإنسانة الوحيدة التى أحبها.

حسن الأمام يعتذر
تستكمل (شادية) قصة تعارفها بالفنان صلاح ذوالفقار فتقول: بعد أن حكى لي صلاح ذوالفقار القصة، سألني: ما رأيك في هذه القصة؟ أنني أعدها منذ ستة شهور لكي أقوم ببطولتها أمامك، السيناريو جاهز!.
قلت له: (لا مانع من قراءة السيناريو، وبعد ذلك سأحدد موقفي)، وفي اليوم التالي كان (صلاح ذوالفقار) يدق جرس الباب حاملا معه سيناريو (أغلى من حياتي).
وبدأت أقرأ معه السيناريو، ووجدته متحمسا جدا، وأنا أحترم الإنسان الذي يتحمس لعمله، وكان المفروض أن يخرج القصة المخرج (حسن الإمام) الذي كان مرحبا جدا بالسيناريو جدا.
لكن نظرا لتأخر (صلاح ذوالفقار) في إعداد الفيلم مع كتاب السيناريو (محمد أبو يوسف، وفتحي زكي)، أعتذر (حسن الإمام) لأنه كان مشغولا بأعمالا آخرى.

مولد قصة حب شادية وصلاح
تقرر أن يتولى (محمود ذوالفقار) إخراج فيلم (أغلى من حياتي)، وسافرنا معه إلى (مرسى مطروح) التى اختارها لتصوير المناظر الخارجية، وأعجبت جدا بأماكن التصوير فما أروع لون مياه البحر في مرسي مطروح كان لونه تركوزاي، هذا اللون المحبب إلى نفسي.
وما أحلى ذلك الهدوء العجيب، إن جمال الطبيعة، حرك أحاسيسي التى تأثرت بقصة الحب الإنسانية التى نمثلها، وشعرت أن (صلاح ذوالفقار) يشعر بأنه يؤدي دور العمر حيث كان يعمل بصدق وإحساس لدرجة أنني أحسست أنها تكاد تكون قصة حياته هو.
وبدأت أحب القصة و(الجو) وأندمج فيهما، وبدأت قصة حب حقيقية تولد في قلبينا، وساعد جمال الطبيعة، وقصة الفيلم الرقيقة على النمو السريع لهذا الحب في قلبي وفي قلب صلاح.
وكان لابد أن نسافر بعد ذلك إلى مدينة (أسوان) لكي نكمل تصوير بقية أحداث الفيلم، وتحت شمس أسوان الدافئة أكتملت قصة حبنا.
الأسبوع القادم نستكمل قصة حب وزواج (شادية)، و(صلاح ذوالفقار).