
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
عقد المجلس الأعلي لتنظيم (الإعلام) جلسته الأولي بمقره بماسبيرو، للجنة التطوير التي صدر بها قرار رئيس الحكومة، فجأة، ودون مراعاة للتمثيل العادل في هذه اللجنه لشتي فروع وأجيال الإعلام، فلم تضم اللجنه ممثلين للهيئه العامه للاستعلامات بإعلامها الداخلي والخارجي المعبر عن صورة مصر خارجيا.
ولم تضم ممثلين قانونيين لأن التطوير يستلزمه تشريع، ولم تضم شباب المهنه العارفين بفنون الإعلام الرقمي، ولم تضم ممثلين عن صناعة المحتوي، ولا ممثلين لسياسات التسعير للخدمات الإعلاميه والإعلانيه،وأغفلت تمثيل (الإعلام) الأقليمي والمتخصص.
وكذا خبراء المجتمع المدني وصناع الدراما والوثائقيات، وحتي مناهج تدريس وتدريب (الإعلام) أغفلتها اللجنة، وجاءت بأسماء في ملف بمكتب رئيس الحكومة يرشحهم في كل شئ وأي شئ، وإستجابة سريعه لهذا التشكيل عقد المجلس أولي جلساته وتبين له انه لا مكان يستوعب الـ 67 عضوا.
ففعل خيرا وطلب تقسيم العدد إلي لجان متخصصه حتي يجدوا مكانا يجتمعوا فيه بالتوازي في لجان متعدده،وأتمني ان لايختار عضو اللجنه لجنته الخاصة، بل يتم توزيع الأعضاء على لجان حسب تخصصهم وخبراتهم، ولعل أوراق تطوير الإعلام وهيكلته وإعادة تنظيمه قد تم تقديمها مرار إلي الحكومه وأجهزة عدة.
ولكن لم ينفذ منها شئ،وأتمني هذه المره ان تخرج هذه اللجان بورقة عمل وطنيه واضحه ومفصله ومهنيه ومرحليه تصلح حال إعلامنا المصري، متضمنة أهداف الوطن من (الإعلام) داخليا وخارجيا، وهوية كل شبكة أو قناة أو وسيله أخري، وسياسات تحريرية واضحة، وأكواد مهنية ملزمة، وصناع محتوى.

تحقيق رضا وظيفي
وخطة إنتاج، وآليات متابعة، ونظم تسعير سوقية وتسويق يدر عائدا معنويا وماديا وخطط للتدريب والتحديث وتحقيق رضا وظيفي عن بيئة العمل وأدواته والقائمين عليه.
* وهنا أهمس في أذن لجنة التطوير العامة وأيضا لجانه المتخصصة، قبل ضياع الوقت والجهد في جلسات لا تصل إلي جديد:
– يمكن لكل عضو وضع رؤيته في ورقتين او ثلاث وتسلم الأوراق إلى لجنة مختصة تنتقي من هذه الأفكار خطة التطوير القومية.
– لابد من معرفة الهدف من الدعوة للتطوير حتي تعمل اللجان على أرضية معلومة ولا تتجه إلى مسار لم يكن في خلفية الدعوة للتطوير.
– انه لاتطوير بدون شفافيه في معرفة اوجه القصور والمطلوب صراحة من التطوير.
– انه لاتطوير بدون حريات وتنوع إعلامي في المحتوي والمناطق والضيوف ومقدمي الخدمه والآراء المتنوعه لأطياف المجتمع.
– ان ظهور الرأي الآخر أمر واجب الحدوث في إعلامنا المصري.
– إن الإحتكار أمر قاتل للإبداع وأن 93%من سوق الإنتاج والإعلانات هو حكر علي الشركه المتحده وشبكة mbc،و٧%لكل وسائل الإعلام الأخري!؟
– ان (الإعلام) يديره المهنيون من خبراءه وليس غير ذلك دون الدخول في تفاصيل يغضب منها البعض من المهيمنين علي وسائل الإعلام ومحتواه.
– انه لابديل عن ماسبيرو كإعلام رسمي وطني وعلينا دعمه وإحيائه.
– إن الهيكله لكل الوسائل أمر هام لأن ما لدينا من عدد متشابه في الوسائل لانظير له في العالم؟!
– ان لو الحل الخروج من ماسبيرو بأفضل كوادره إلي المقطم بأستديوهاته أو إلى مدينة الإنتاج لبث محتوي جيد تنافسي يدر عائد يتم صرفه علي تحسين أدوات العمل وبيئته وتحسين دخول كوادره، هذا أمر واجب الطرح والنقاش والتنفيذ.
– ان يمتد التطوير للمواقع والمنصات وان يكون للإعلام الرسمي مواقعه العصرية الديناميكيه ومنصة يبث فيها إنتاجه الجيد الجديد ذو المواصفات العصرية وأيضا ماتبقي له من تراث يميزه عن غيره.
– ان إلتباس الهويه يجب ان ينتهي لدي المشاهد حيث يتم بث مواد تنمويه ودعائيه علي شبكات يظن الجمهور أنها قطاع خاص وأن هذا البث نفاقا وليس واقعا حقيقيا، ولو تم بثه على (الإعلام) الرسمي لتمتع بمصداقية، ولن ينصرف الجمهور عنه كما هو الآن.

(الإعلام) صناعة مكلفة
– إن (الإعلام) صناعة مكلفة وصناعة استثمارية فلابد من توفير موازنات لما بعد التطوير.
– إن التطوير يتطلب تشريعا فلابد من وضع قوالب التطوير في تشريعات تسهل تنفيذه وتضمن حماية كوادره ومنفذيه.
– إن تطوير (الإعلام لايتم بمعزل عن المحتوي المذاع حولنا وعالميا ولا بمعزل عن تقنية المعدات والبث الحديثة.
– إن التطوير يجب أن يتوصل إلى كيان مهني مستقل ذو خبرات في بحوث وإستطلاعات الرأي للقراء والمستمعين والمشاهدين بدقة وليس شراءا بالمال، لمعرفة النسب الحقيقيه للقراء والمشاهده والاستماع وأي المحتويات جيد وأيها غير صالح.
– إن التطوير تمتد يده إلي الإعلام الرسمي وشبه الرسمي والخاص علي حد سواء!؟
– إن مصطلح التطوير،والهيكلة، والإحياء، والعودة، وإعادة التنظيم، كرهناها من كثرة طرحها والحديث عنها وانعدام نتائجها، فأرجو أن يختلف فألنا هذه المرة.
– إن مواطنينا هربوا إلي مصادر إخبارية، ودرامية، وبرامجية أخرى نرجو استعادتهم بمحتوي هذا التطوير.
– إن مواطنينا سئموا من وجوه مقدمي الخدمة وأسلوبهم وثرواتهم فأرجو الزج بوجوه جديده مع هذه المضامين الجديده بعد التطوير.
– إن صناع المحتوى، وكوادر الإدارة، وخبراء الإنتاج، وكوادر التسويق، هم فريق متكامل لا يجب أن يتسيد المشهد صنف واحد منهم دون الآخر.
▪︎▪︎▪︎ إن أهل مصر، وخبرات إعلامها، وصورة مصر، ومايحدث فيها، وماتقوم به، وما ينتظره مواطنوها، هو حمل على كاهل هذه اللجنة، فأعملوا بأمانة الوطن والمهنة، ولا تتصارعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وفقكم الله لما فيه خير مصر وأهلها وإعلامها، وتحيا دوما مصر.. اللهم آمين.