رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الفيلم الأردني القصير (كمين) يشهد عرضه الأول بالعالم العربي بمهرجان الجونة السينمائي

الفيلم الأردني القصير (كمين) يشهد عرضه الأول بالعالم العربي بمهرجان الجونة السينمائي
تدور قصة  فيلم (كمين) في عمّان حيث يغزو نادٍ لموسيقى التكنو شوارع وسط المدينة

كتبت: سما أحمد

الفيلم الأردني القصير (كمين) للمخرجة (ياسمينا كراجة) يشهد عرضه الأول بالعالم العربي بمسابقة الأفلام القصيرة بالدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي (16 – 24 أكتوبر)، بعد أن شهد عرضه العالمي الأول بالدورة الخمسين من مهرجان تورونتو السينمائي الدولي.

تدور قصة  فيلم (كمين) في عمّان حيث يغزو نادٍ لموسيقى التكنو شوارع وسط المدينة، مُغرقًا حيًا محافظًا بأصوات جهير قوية ووجوه غريبة. تصل جنى، وقد استعادت صحوتها مؤخرًا، تُصارع مشاعرها الحميمة. بينما يراقبها حسن من سطح منزل عائلته، مُترقبًا لقاءً طال انتظاره.

بدأت فكرة فيلم (كمين) في ليلة صيفية بعمّان، عندما حضرت المخرجة ياسمينا كراجه فعالية تكنو مؤقتة أُقيمت في أحد أقدم مطاعم وسط البلد. كان هذا الحدث، الذي نسقه فنانون محليون، امتدادًا لظاهرة (pop – up) المتزايدة: حفلات تكنو تُقام في أحياء تقليدية ومحافظة، مضيفة سحرًا بصريًا وإثارة جدلية في آن واحد.

بالنسبة للبعض، كانت هذه الحفلات محاولة لاستعادة المساحات وتخيل المدينة من جديد؛ وللبعض الآخر، كانت علامة على تغريب المكان. وبغض النظر عن السياق، كان الناس يأتون للرقص.

في تلك الليلة، لاحظت المخرجة خمسة شبان يراقبونهم من سطح مبنى مقابل. كان المبنى، الذي كان في ما مضى مركزًا لساعات “روليكس”، قد تحول إلى سكن/فندق منخفض التكلفة، وبقيت لافتته الأصلية شاهدة على حي طواه النسيان.

وبينما كانوا يرقصون، كان الشبان يراقبونهم، وسرعان ما أصبح الراقصون هم من يراقبون الشبان. في تلك اللحظة، وسط هذه التناقضات المتراكبة، شعرت المخرجة أن القصة بدأت تناديها.

في صناعة فيلم (كمين)، اتبعت المخرجة نهجًا وثائقيًا لبناء سردية خيالية، كما في أفلامها السابقة، حيث تدعو الورش الفنية الأفراد والمجتمعات للمشاركة في تأليف قصص تنبع من تجارب شخصية. يواصل هذا الفيلم المسار نفسه، بمزج الواقع بالخيال من خلال تعاون حقيقي بين ممثلين محترفين وآخرين يشاركون للمرة الأولى.

الفيلم الأردني القصير (كمين) يشهد عرضه الأول بالعالم العربي بمهرجان الجونة السينمائي
وصفت المخرجة فيلمها بأنه (رسالة حب إلى مدينتي. هو أشبه بقصيدة بصرية)

أشبه بقصيدة بصرية

وصفت المخرجة فيلمها بأنه (رسالة حب إلى مدينتي. هو أشبه بقصيدة بصرية، لكنه متجذر في تفاصيل الحياة اليومية وتوترات شباب عمّان. نستحضر ونستعيد المدن، والأشخاص، الذين شكّلونا، وربما، في بعض الأحيان، لم يستطيعوا احتواءنا. آمل أن يعكس هذا الفيلم نوعًا من الرقة العربية، بتجليات نادرًا ما نراها: رجال عرب متعددي الأبعاد، ونساء عربيات لسن ضحايا، بل شخصيات مركبة.”

فيلم (كمين) من كتابة وإخراج (ياسمينا كراجة)، وبطولة سيرين خاص وعماد الكوبري، بمشاركة مع جوانا عريضة وبهاء سليمان، ومعاذ زقزوق، ومحمد الجيوسي. تولى إنتاج العمل أسيل أبو عياش، وراية أبو الرب ويوسف عبد النبي وخواكين كاردونير من شركة صور ميغمار.

كما شاركت رولا ناصر في الإنتاج التنفيذي من خلال شركتها نقطة الخيال. قام فرهاد غاديري بتصوير الفيلم، وتولى عبد الله سعدة المونتاج، وهندسة الصوت جانيس أهنيرت. وتتولى MAD Distribution مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.

ياسمينا كراجه كاتبة سيناريو ومخرجة أردنية- فلسطينية، عُرضت أعمالها في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية البارزة، من بينها مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ومهرجان المعهد الأمريكي للسينما ومهرجان ملبورن السينمائي الدولي، ومهرجان (مخرجون جدد وأفلام جديدة) في متحف الفن الحديث (موما) نيويورك.

فيلمها القصير (رابتشر- 2018) اُختير ضمن قائمة (أفضل عشرة أفلام كندية) التي يصدرها مهرجان تورونتو، وتم اقتناؤه من قبل منصة كرايتيريون المرموقة، كما حاز على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان سلام دانس، حيث أصبحت أول من يحصل على زمالة الأخوين روسو.

فيلمها الأحدث (كمين) عام (2025) عُرض لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي، وسينافس ضمن مسابقة “الزاوية الواسعة للأفلام الآسيوية القصيرة” في مهرجان بوسان السينمائي الدولي.

تحمل (ياسمينا) شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة بريستول، وشهادة البكالوريوس في إنتاج الأفلام من جامعة كولومبيا البريطانية، وهي أيضًا خريجة مختبر الإخراج في المركز الكندي للسينما. تعمل حاليًا على تطوير أول فيلم روائي طويل لها، تدور أحداثه في مدينة عمّان، الأردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.