(شذى سالم): فرحتى لا توصف بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان التجريبي عن (سيرك)

كتب: أحمد السماحي
(شذى سالم) واحدة من نجمات الأرستقراطية الفنية المسرحية، مهما تنوعت أدوارها، وإختلفت، فوقفهاعلى المسرح بوهج موهبتها، وبريق حضورها في أي دور قادر على منح الجمهور المتعة والمصداقية.
ولم لا، و(شذى سالم) تنتمي بحكم موهبتها إلى جيل الرائدات المسرحيات، وأستاذات الأداء المسرحي الرفيع، مثل (أمينة رزق، سميحة أيوب، سناء جميل، سهير البابلي، حياة الفهد، نضال الأشقر، سهير المرشدي) وغيرهن.
منذ أيام حصدت سيدة المسرح العراقي الدكتورة (شذى سالم) على جائزة (أفضل ممثلة) عن عرضها المسرحي (سيرك)، في الدورة الـ 32 من مهرجان المسرح التجريبي الدولي.
ولم تكن هذه الجائزة الوحيدة التى حصل عليها عرض (سيرك)، ولكنه حصل أيضا على جائزتين مهمتين هما جائزة أفضل نص مسرحي حصل عليها الدكتور (جواد الأسدي).
وحاز الفنان الدكتور (علاء قحطان) جائزة أفضل ممثل مناصفة مع الممثل البحريني المرزوقي، كما رشح (جواد الأسدي) لجائزة أفضل مخرج مسرحي، والفنان (أحمد الشرجي) لجائزة أفضل ممثل.
عن جائزة (أفضل ممثلة) دق (شهريار النجوم) باب سيدة المسرح العراقي الدكتورة (شذى سالم) وكانت لنا هذه التصريحات التى خصتنا بها.

سعادة لا توصف بالجائزة
في البداية أعربت (شذى سالم) عن سعادتها الغامرة بجائزة (أفضل ممثلة) في الدورة الـ 32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، لأن الجائزة جاءتها من واحد من أهم المهرجانات العربية، بل والدولية في العالم.
ففيه مشاركات لتجارب مسرحية عربية ودولية مهمة، كما تتعدد فيه الأنشطة والورش والندوات، والتجارب المسرحية المهمة، فضلا عن حضور مميز لكبار نجوم المسرح في العالم كله، سواء في أوروبا، أوفي العالم العربي.
وصرحت سيدة المسرح العراقي: أن فرحتها وسعادتها بالجائزة لا توصف، وما يضاعف من سعادتها هو الأقبال الجماهيري الكبير على عرض (سيرك) تأليف وإخراج الدكتور (جواد الأسدي) لمدة يومين في سينما (ميامي) في وسط القاهرة.
والبعض طالب بيوم آخر، لكن قوانين العروض المشاركة في المهرجانات حالت دون ذلك، كما استقطب العرض كتابات نقدية مصرية مهمة.
وأشارت (شذى سالم): أن الجميل في مهرجان (القاهرة للمسرح التجريبي) أن لجان التحكيم مشتركة، ومهم جدا أن نستعين في مهرجاناتنا العربية بخبرات عالمية، وعربية، فهذا شيئ مهم ومفيد جدا.

مشاركات سابقة
قالت الفنانة العراقية الكبيرة: هذه ليست أول مرة أشارك في مهرجان (القاهرة الدولي للمسرح التجريبي)، فسبق وشاركت في الدورات السابقة بأكثر من عرض مسرحي.
ففي أحدى الدورات شاركت بعرض (الجنة تفتح أبوابها متأخرة) تأليف فلاح شاكر، إخراج محسن العلي، وقد رشحت عنه لجائزة أفضل ممثلة، و يحكي العمل معاناة المشهد اليومي للحياة العراقية بكل عمقها وجذورها أثناء الحرب والحصار.
حيث يتناول الحزن الذي صاحب كل بيت جراء الحصار، وتبرز عظمة المرأة العراقية في ظل هذا الحصار المرير.
كما شاركت (شذى سالم) في دورة أخرى بعرض (وكأنك يا بوزيد ما غزيت) للمخرج المسرحي الكبير (غنام غنام)، وتم ترشيحي لجائزة أفضل ممثلة، فضلا عن مشاركاتي في دورات متعددوة كضيفة شرف.
وهذا العام سعيدة جدا بمشاركتي في الدورة الـ 32 بعرض (سيرك)، والذي سبق وشاركنا به في مهرجان (بغداد الدولي للمسرح) العام الماضي، وحصلت من خلاله على جائزة أفضل ممثلة.
كما شاركنا به أيضا في مهرجان (المسرح العربي) الذي تنظمه (الهيئة العربية للمسرح) وقد عُقدت الدورة الخامسة عشرة منه في مسقط، سلطنة عُمان، في الفترة من 9 إلى 15 يناير 2025، وكان العرض ومخرجه من المرشحين بجوائز المهرجان.

كأنها أول جائزة
في نهاية تصريحاتها سألت الدكتورة (شذى سالم) هل ما زالت الجوائز تمثل شيئا ما لسيدة المسرح العراقي، وهى الحاصلة على العديد من الجوائز المهمة من عدد كبير من المهرجانات العربية؟!
قالت بسرعة وكأنها كانت تنتظر الرد: الفنان الحقيقي يبقى في كل مراحله عندما يخطو أي خطوة فنية يعتبرها الأولى، وكل جائزة وكأنها الجائزة الأولى لها رونقها، ولها جمالها، ولها فرحتها الرائعة.
وأنا أشعر أن المسرح جزء كبير من حياتنا المهمة، خاصة نحن المجتمع العربي، فالمسرح يمثل لنا شيئ مهم في ممارستنا وفي حياتنا.

مسرحية سيرك
من المعروف أن مسرحية (سيرك) تأليف وإخراج جواد الأسدي، تسلط الضوء على التصدع والتفكك في المجتمعات الإنسانية، وترصد إنهيارات المدن المتحضرة، وتحويلها إلى رماد في نزعة وحشية قاسية لإبادة الناس وتهجيرهم من بيوتهم إلى منافي جديدة شديدة الوحشة والمرارة،
و يظهر ذلك من خلال فرضية وجود (سيرك) تهدمت واجهته الجنوبية خلال حرب دموية أطاحت بشخوصه الذين يلعبون أدوارهم أمام جمهور احتشد عن شباك التذاكر.
المسرحية في مضمونها توضح ذلك النسيج بين الإنسان والحيوان في رسم ملامح الشراكة الروحية والفنتازية في تشكل الحكاية، عبر أنسنة الأحداث وتضاداتها الفكرية والجمالية.