
بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان
بدأت أخشى الطبيب المزيف (حسين إبراهيم) الذي لم يستطع لعدة سنوات دخول اختبار المادة الأخيرة في السنة الأخيرة له في كلية الطب، حيث تمنعه (نرجس) التي تسكنه من ذلك، بعد أن نبش في مقبرتها وأخذ من عظامها ليدرس عليها انتقاما منه..
أصبح (حسين إبراهيم) خطرًا على حياتي ونفسيّتي وصحتي.. حتى هذا الوقت لم أكن أستطيع الاستغناء عنه. فمع انشغالي الكامل في الإذاعة وتأليف الأغاني، كان هو يقوم بكنس الشقة ومسحها ووضع الملابس في الغسالة ثم كيّها.. حتى في الأتوبيس ينبهني من غفوتي نتيجة السهر المستمر في الكتابة حتى أستعد قبل وصولنا للإذاعة.
كنت أعطيه المبلغ الذي يكفي لقطع تذكرتين، ولا أذكر أنه أعطاني الباقي يومًا.. بل كان يسرق بعض النقود من جيبي. لذلك كنت أضعها في مكان لا يستطيع الوصول إليه.
ازدادت كراهيته وحقده عليّ بعد أن قطعت (أ) كل علاقتها به.. كانت بالنسبة له الدجاجة التي تبيض له كل يوم بيضة من ذهب. كانت كلما جاءت لزيارتنا بشقتنا في طلخا – لا أدري كيف كان يعلم بوجودها – فيحضر والدته لزيارتنا على غير عادته ومعها تورتة من التي تصنعها في البيت، فنرسل (أ) لتختبئ في شقة شقيقي فيصل بالدور الثالث، وتظل هناك حتى ينصرفا.
كما كان في معظم زياراته يصطحب معه ابنة أخته الصغيرة، والتي عوّدها على التسول. فبمجرد وصولها تقول لزوجتي: “أنا جعانه”، لتأتي على كميات الطعام في لحظات، وكأنها لم تأكل منذ سنوات.

الفنان (سامح الصريطي)
أذكر أن صديقي الفنان (سامح الصريطي) كان في زيارة لي بصحبة زوجته الفنانة نادية فهمي. كان (حسين إبراهيم) يعلم بموعد الزيارة، فحضر ومعه ابنة أخته قبل موعد الغداء.. جلسنا جميعًا على المائدة. طلبت نادية فهمي من زوجتي زيتونًا أسود.
اعتذرت لها زوجتي بأنه غير موجود عندنا.. صرخت ابنة أخت (حسين إبراهيم): (دا عندها والله العظيم زيتون أسود في التلاجة ومخبيه منك!)، قامت زوجتي على الفور وأحضرت طبق البلح الأسود لتريه لنادية فهمي، وتزيل ما سببته الطفلة من إحراج للجميع.
إحدى الأيام قابلت صديقًا له يمتلك صيدلية.. أخبرني أنه قلق بشأن (حسين إبراهيم) لأنه يشتري بعض الأدوية التي تحتوي على هرمونات خطيرة تزيد من حجم الصدر والمؤخرة.. تعجبت من ذلك! حسين غير شاذ جنسيًا. كانوا في الشارع، أو في الإذاعة، أو في الطريق العام يتعجبون من مشيته التي تشبه مشي الراقصات.
كنت أسير معه وأنا في غاية الخجل، لكني كنت أعلم أن في أعماقه أنثى تتحكم فيه وتريد أن تنتقم منه.. مع ذلك كنت أصطحبه معي إلى مجلة المصور لزيارة صديقي سليمان عبد العظيم، الذي كتب عنه في أحد أعداد المجلة.. كان سليمان يعرف عشقي للطعمية، فيرسل حسين يشتري لنا كمية من ساندويتشات الفول والطعمية والخبز، ولا يغادر (حسين إبراهيم) المجلة إلا بعد أن يلتهم كل ما تبقى من السندوتشات.
تعود (حسين إبراهيم) على ضرب والده كل يوم بمساعدة أمه وشقيقته الكبرى، حتى يفقد وعيه، بحجة أنه كان يضرب حسين بمسطرة حديد على أطراف أصابعه عندما كان طفلاً.
الغريب في الأمر أن ابنة أخت (حسين إبراهيم) نهجت طريقهم فيما بعد، وبدأت عندما كبرت تضرب والدها الذي كان يشغل منصبًا في إحدى المصالح الحكومية.

سافر (حسين إبراهيم) ليبيا
أذكر أن شقيقته الأخرى كانت تقيم مع زوجها في ليبيا.. أبلغتهم يومًا بمعاناتها من معاملة زوجها السيئة.. على الفور سافر (حسين إبراهيم) ووالدته إلى ليبيا.. بمجرد وصولهما، قام حسين بقوته المفرطة – مصدرها نرجس – بربط زوجها بالحبال وتعليقه من قدميه، لينهال عليه جلدًا بالحزام حتى أوشك الرجل على الموت.
ثم قاما بجرح أنفيهما، وتوجها إلى المستشفى للحصول على تقرير بالإصابة، ليحملا التقرير إلى وزارة الداخلية بليبيا، ويبلغًا هناك أن زوج أخته قد قام بالاعتداء عليه وعلى والدته وعلى شقيقته بآلة حادة وحاول قتلهم.
بالفعل تم القبض على الرجل المسكين وأودعوه الحجز لحين تقديمه لمحاكمة عاجلة.. حينها بدأ (حسين إبراهيم) في التفاوض مع الرجل حتى يتنازل عن التهم مقابل الحصول على كل مدخراته المالية. فأذعن لهم.
كما ذكرت من قبل أن فاروق إبراهيم مصور رئاسة الجمهورية، جاء هو والصحفي محمد صلاح لتصوير أم حسين.. كتب تحقيقًا كبيرًا كان حديث العالم العربي كله، ونشر صورتها على غلاف مجلة أخبار الحوادث، يعلوها مانشيت كبير: (صدق أو لا تصدق.. هذه السيدة 80 سنة مطلوبة في بيت الطاعة!).
بعد أيام اتصل بي محامٍ شاب ليخبرني أنه سيتولى القضية على حسابه الخاص.. لكن حسين ذهب إليه ذات صباح يطلب منه مبلغًا كبيرًا لأن والدته لم تأكل منذ شهر.. بالفعل قام المحامي بإقراضه المبلغ، رغم أن آلاف الجنيهات تدفقت عليهم حينها من كل أنحاء العالم العربي.. وطبعًا لم يرده إليه.
أذكر حينها أنه اصطحب والدته لمقابلة (حسام أبو الفتوح) صاحب أكبر معرض سيارات لإحدى الماركات العالمية، ليأخذا منه مبلغًا من المال.. وافق الرجل، لكن المذيعة والفنانة نجوي إبراهيم رفضت تسليمهم مليماً واحدًا، لأنها بحدسها وحرفيتها لم تسترح لهذه السيدة، ووصفتها بأنها ممثلة عظيمة.