
بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ
ياما كان نفسي بعد ما خلصت أزمة (لجنة الدراما) في الإذاعة المصرية، إن حد يطلع علينا ولو بسبب واحد لرفض الدكتور (حسام عقل) الأستاذ أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس، أى سبب، غير أنه – قال إيه – (إخواني).
- ثانية واحدة.. هو مش كفاية إنه إخوانى أو حتى متعاطف مع الإخوان؟!
- إن كان كده ولا كده.. لازم نتفق الأول إنه تهمة إخوانى دى بقت لبانة على كل لسان، يتم ترديدها سواء بمناسبة أو بدون مناسبة وبطريقة بغبانية أصبحت مملة وسخيفة ومقرفة!
ماشي يا عم.. اعتبره إخوانى.. لكن كنت حتى تحاول إنك تدعم رفضك بأى سبب تانى.. ممكن أن تشكك؛ مثلاً؛ في قدراته النقدية، ولا هات مثلاً تهمة تملا العين بأنه ثبت إنه اقتبس بحوثاً لباحث مجهول من جامعة واق الواق، كتبها في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، ونسبها (حسام عقل) لنفسه بالكدب.
ولا حتى يدعوا عليه بأنه زور شهادة دكتوراه وخدع بها هيئة تدريس الكلية فقاموا عينوه أستاذ للنقد من بعد ما حلف اليمين كأستاذ جامعة!..
لكن مش كان الأفصل إنكم تقولوا عليه ولو بالافترا، إنه لا يلتزم بقواعد النقد الأدبي أو النقد الدولي أو أنه يبالغ أو يهون في نقد النصوص الأدبية أو يجامل أصدقاءه ويتحامل على خصومه!. باختصار.. اطلعوا علينا بأى حاجة تانية تسند بجانب اتهام الأخونة!.
………………….
يا جماعة مش كده
والله عيب عليكم..
كل الضجة دى من إن إخوانى محتمل أو حتى مؤكد، رشحوه يدخل (لجنة الدراما)
في ماسبيرو علشان يراجع مسلسلات ولا بقى حد بيسمعها؟!
ده إن كان فيه مسلسلات أصلاً!

قال يعنى ماسبيرو ناقص!
بص من الأول كده علشان عارف طفرة جديدة من فيروسات متحورة للأمراض النفسية المنتشرة اليومين دول.. أنا سبق وقابلت الدكتور (حسام عقل) مرتين في ندوتين، لم نتبادل في كليهما إلا التحية العابرة دون تعارف كاف!
وفي أول ندوة منهم كانت في أيام حكم الإخوان، سمعت محرر ثقافي يذكر هذا الاتهام في حق الدكتور (حسام عقل)، بامتعاض شديد.. بس ليه؟!
- هو كده وخلاص!
بس ربك والحق.. لم أجد في كلام الرجل ما يعضد هذا الاتهام (ولم نؤمر أن ننقب في صدور الناس)، لكن الدكتور (حسام عقل) قال كلمتين في الندوة بما يفيد تمجيده لثورة 25 يناير.
وأنا لا أطيق سيرة 25 يناير ولا أى كلام عنها، فعملت ودن من طين والثانية من عجين، خصوصاً إنى كنت بجواره على منصة مناقشة رواية (رتوش اللوحة) للأديبة الأستاذة (لمياء مختار)، في المقهى الثقافي بمعرض الكتاب.
وأذكر أنه كانت معنا على المنصة نفسها الأستاذة الروائية الكبيرة (سلوى بكر)، وكان المسئول عن المقهى الثقافي في تلك السنة، الأستاذ الكاتب والأديب الكبير (شعبان يوسف).
فلم يكن بينى وبين الدكتور (حسام عقل) أى ما يمكن أن يجعلنى أدافع عنه فيما بعد ولا فيما قبل!
ثم جرت مياه كثيرة تحت قنطرة ترعة في البلد اللى جنب بلدنا، لألتقى به المرة الثانية في ندوة لمناقشة (هبرة بنت دمرة) للأديب الأستاذ (محمد المغربي)، ولم يحدث ثمة حوار بيننا، اللهم إلا كما سبق أو ما يشبهه!

ضمت إليه (أحمد المسلماني)
ومالبثت الحملة الضارية التي لم يزل صداها قوياً، أن ضمت إليه (أحمد المسلماني) رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ليصبح الاثنان قي مرمى النيران!
ولندع الحديث عن (المسلماني) الآن، لأن علاقة الصداقة القديمة بيننا تلقي بي في دائرة الانحياز ولو بغير قصد، ولنركز في الدكتور (حسام عقل)، لأنه بالفعل تعرض لموجة (إرهابية) كاسحة من الهجوم من جانب مجموعات كان معظمهم بالأمس القريب فقط، يتحدثون عن الإخوان بأنهم رفقاء الميدان وأشقاء الثورة وأن نظام مبارك كان يستعملهم كفزاعة وهمية لإرهاب الناس!.
ولنتذكر السادة أعضاء جمعية عاصري الليمون!
نعم ما حدث لا أجد له وصفاً إلا بأنه إرهاب!.
فالإرهاب لم تحتكره جماعة الإخوان حصرياً!.
ولكن الإرهاب الحقيقي هو تلك التهم السخيفة بأخونة كل شيء، فصرنا ما بين فريقين، فريق (يأخون) نصف الشعب المصري، وفريق (يخون) النصف الثاني.
وأنت عليك أن تختار ما بين التخوين والأخونة!
حتى ما ذكروه عما نسب إلى الدكتور (حسام عقل) من اعتراضه على عزل الرئيس الإخواني السابق (محمد مرسي)، لا يصلح أن يكون دليلاً على أنه من الإخوان، فقد ردد هذا الرأي كثيرون منهم (متعاطفون) مع الإخوان، ومنهم يساريون، ومنهم ليبراليون، ومنهم انتهازيون يخافون أن يخرجوا من المولد بلا حمص ولعلهم النسبة الأعلى بين الفرقاء!
ثم إن مصر كلها منذ سنة 2011 المشئومة، غرقت في مستنقع فتنة كبرى ودخل الانقسام إلى البيت الواحد وفرق بين زملاء وأصدقاء في هوجة جنون كانت تجتاح الناس الى حد الاشتباك في المقاهي والمواصلات، بل ووصلت إلى قاعات الأفراح والجنائز!
هل أذكركم أنه في تلكم الأيام المشئومة ترددت كلمة (فلول) في كل مكان في مصر، اتهاماً جاهزاً مجهزاً، لا يصد ولا يرد ولا يقبل الدحض، وصف قميء كرية زاد من صب الزيت على النار المشتعلة وللتى سنظل ندفع ثمنها لسنين طويلة مقبلة، فقد وصموا به كل من يخالفهم الرأي، وكانوا يروجون له هم والإخوان ضد كل من يعترض على ما فعلوه من خراب في حاضر مصر ومستقبلها، سواءً بسواء!
فلا يمكن أن نناقش أى قضايا أو نقف على أي حقيقة أو نرتجي أى إصلاح في أى مجال، في ظل هذا الاستقطاب المميت.
يا جماعة ما هى دى (المكارثية).. ما هو ده الإقصاء.. ما هو ده نفى الآخر!
ولا أنتم شايفين أوصاف تانية غير كده؟
ولا ده نموذج جديد للمكارثية في طبعة مصرية جديدة؟!
وقال عاملين فيها ليبراليين وبتوع حرية الرأى وحقوق الآخر والاعتراف بالآخر وضرورة مش عارف إيه في الآخر.. لما زهقنا من الأخ آخر ده وعايزين نعرف هو إيه ولا هو مين بالضبط!
عموماً أنا شخصياً ولا يفرق معاى مكارثي ولا إقصاء ولا آخر!
عايز تتهمنى بأنى أنا كمان إخوانى؟!
اتفضل ياخويا أهلاً وسهلاً.. اتهمنى براحتك.. وفوق كده مستعد أبعت فيديوهات وأنا ع القهوة مع (سيد قطب) علشان ترتاح وتبلغ عنى أمن ماسبيرو يمنعونى من الدخول ويلبسونى قضية أمن قومى، حاكم أنا سوابق معاهم في الحتة دى بالذات!