قلم وريشة الفنان: تامر يوسف
هو (سيد مرسي)، شاعر غنائي من كتيبة المبدعين الذين شكلوا على مدار سنوات الحالة المزاجية، والوجدانية للشارع المصري باختلاف طوائفه وثقافاته، كما أنه ابن البلد الذي أعطى للأغنية مزاقا خاصا.
ابن حي بولاق المولود عام 1930، وإذا كان (كُله ماشي) كما كتب بنفسه، وغناها فيما بعد الفنان محرم فؤاد، فالحقيقة أنه (كُله.. مش ماشي).. لأنه لابد وأن نتوقف عن هذا الشاعر كثيرا، ونتأمل فيما كتب وقدم من ابداع.
فما قدمه (سيد مرسي) من شعر غنائي يعد من أعزب وأجمل وأطرب الكلمات.. عرض من خلالها حالات فريدة في العشق والهوى.
وقد استعان بكلماته أشهر الملحنين ومنهم: (محمود الشريف، ومحمد فوزي، وعبد العزيز محمود، وبليغ حمدي، ومحمد سلطان، وحلمي بكر)، وغيرهم الكثير.
كماغنى لـ (سيد مرسي) الكثير من الأصوات المتميزة، ومنهم: (عبدالغني السيد، وليلى مراد، ومحرم فؤاد، وهدى سلطان، وشاديه، ومحمد قنديل، وماهر العطار، ومها صبري، وسعد عبد الوهاب، ووردة الجزائرية، وفهد بلان، وفايزه أحمد، وهاني شاكر، وعفاف راضي، ومياده الحناوي)، وغيرعم أيضا الكثير.
ومن أشهر أغاني (سيد مرسي) أغنية (ع الحلوة والمُرة مش كنا متعاهدين) – غناء (عبد الغني السيد) وتلحين (محمود الشريف)، وتعد أغنيته الأشهر على الإطلاق.
وكذلك مجموعة كبيرة لورده الجزائرية، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: (وحشتوني، أسمعوني، ليالين، وولد الحلاا)، وجميعهم من ألحان بليغ حمدي، كما لحن له (بليغ) أيضا (رودا السلام) لعفاف راضي، و(اعمل ايه) لميادة الحناوي، ولحن له محمد سلطان (خليكوا شاهدين) لفايزة أحمد.
وأغنية (والنبي وحشتنا) غناء شاديه وألحان بليغ حمدي، وبلا شك أن كل ما كتب (سيد مرسي) من الأغاني تعد أغاني متميزة، ولاقت من الشهرة ما يؤكد عبقريته وإبداعه.
احضنوا الأيام
(سيد مرسي) لم يتزوج، وتفرغ لإبداعه، وكأنه كتب تلك الكلمات (أحضنوا الأيام لتجري بين أيدينا.. أحلى أيام الهوى راحت علينا)، عن نفسه، وكان سيد مرسي نادر الظهور الإعلامي.
وحيث أنه لم يلحق بالثورة التكنولوجية على الشبكة العنكبوتية، حيث أنه توفي عام 1995، فبالتالي من الصعب أن تجد له صوره شخصية تظهر ملامحه البسيطة.. ملامح ابن البلد.. الشاعر الرومانسي.
ولذلك تكاثرت الحكاوي حول حياته وقصص عشقه وحبه.. إلا أنه من المؤكد أن أغانيه عاشت كثيرا عبر أجيال وأجيالا مضت وستستمر مع أجيالا غيرها قادمة بلا أي شك.