رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: (حسين إبراهيم) – (5).. حياتى في خطر

إبراهيم رضوان يكتب: (حسين إبراهيم) - (5).. حياتى في خطر
اصطحبت (حسين إبراهيم) ذات صباح معى الى شقتى بالهضبة الوسطى بالمقطم

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

بعد أن سألت (حسين إبراهيم) ماذا كنت ستفعل إذا شاهدتك جدة د. منير وأنت مختبئ في الشقة وصرخت بأعلي صوتها!.. وبعد أن قال لى دون تردد (كنت سأقتلها).. هاجسنى القلق من التغير في شخصيته.. فهو  يقوم بتنظيف الشقة لى .. وإعداد الطعام لنفسه – على حسابي طبعا –  كان مدمنا لاعداد الطعام الاضافى لنفسه ليلا..خاصة أكلته المفضله (المغروفة) وهي عباره عن شربة عدس بالأرز..

 اصطحبت (حسين إبراهيم) ذات صباح معى الى شقتى بالهضبة الوسطى بالمقطم لاستنشاق بعض الهواء النقي.. ولزيارة (أحمد فؤاد نجم) الذي يسكن في الدور الأخير في العمارة الحكومية المجاورة.. حيث يستولي (نجم) هناك على السطح وقد أعده مكانا يستقبل فيه عشرات الفنانين الذين يحضرون لزيارته..

كان الجميع يسمي هذه المنطقه بعمارات الزلزال، وهى المساكن التي أقامتها الدولة لضحايا زلزال القاهرة الشهير.. بالقرب منها سوق للخضراوات، ترتفع منها أصوات الباعة تختلط الشارع والنوافذ المفتوحة في بيوت شعبية بكل مفردات الضوضاء بداخلها..

وللصعود إلى المكان الذي يستقبل فيه ضيوفه على السطح لابد من أن تتسلق كقرد  سلما خاصا ضيقا  ثبت طرفاه بخطاطيف معدنية ، ووضع بشكل رأسي على الأرض، ليصعد الضيف مخرجا نفسه من كوة ضيقة ليطل بعدها من السطح على القاهرة في الليل ..

مجلس (نجم) في  حجرة صغيرة ملئت جدرانها بأرقام هواتف مختلفة وشخبطات مكتوبة و مرسومة ، و تاتى ابنته زينب معظم الوقات و قد اطلق عليها نجم  “رئيس مجلس قيادة السطوح..

 جاء معي (حسين إبراهيم)  الشقة.. أخذ يصلح الحنفيات ويقوم بتركيب النيون باهتمام خاص.. قلت له شاكرا – عقبال ما تعمل كده في شقتك يا حسين.

 رد جادا بثقة مفرطة مقرا لواقع: ما هي دي شقتي يا أستاذ ابراهيم!

–        نعم ؟..  ازاى ؟

–        وانت تعمل إيه بشقتين؟.. أنا هاخد الشقه دي.

إبراهيم رضوان يكتب: (حسين إبراهيم) - (5).. حياتى في خطر
أحضر بعض حبات البطاطس.. أخذ يقوم بتقشيرها بسكين كبير

بعض حبات البطاطس

قالها بصوت نسائي وقد أحضر بعض حبات البطاطس.. أخذ يقوم بتقشيرها بسكين كبير وهو يشير به ناحيتى بإيماءات مكتومة.. أحسست بالخطر يتزايد.. طلب مني فجأة أن اكتب له تنازلا عن هذه الشقة.. أخبرته كذبا واتقاء للحظة غير مفهومة العواقب أن لي شقة أخرى في بورسعيد.. سارع بإحضار ورقة وقلم لأكتب له إنني تنازلت عن شقتي الوهمية في بور سعيد..

 كنت أرقب (حسين إبراهيم)  متوجسا أثناء نومي من حجرتي الخاصة يتجول في الشقة مرتديا جلبابا نسائيا.. يربط رأسه بإيشارب حريمي مزركش ويمشي بطريقه النساء.. يذهب الى دوره المياه فأسمع ضحكاته الخليعة بداخلها تزلزل الشقة.. في الأيام التالية وبمجرد دخولي الى الحجرة كنت أقوم بإغلاقها بترباس كبير..

بمناسبه الترباس.. طلبت منه يوما أن يشتري لي ترباسا غاليا لشقة القاهرة.. رأته زوجتي وأعجبها.. طلبت مني أن تأخذه.. فجأة صرخ (حسين إبراهيم) في وجهها: هو حضرتك كل ما تشوفي حاجة واخدها لشقتي في مصر تاخديها؟

كان (حسين إبراهيم) يأتي معي الإذاعة.. في الاستعلامات يعرفونني.. رغم ذلك كانوا يطلبون الكارنيه الخاص بى.. لاحظت أن (حسين إبراهيم) يدخل الإذاعة دون أن يعترضه أحد.. حتى هذه اللحظة لا أعرف السر وراء ذلك.. قد يكون لوجود شبه بينه وبين السيناريست (فيصل ندى) فاختلط عليهم الأمر؟ يجوز ..!

إبراهيم رضوان يكتب: (حسين إبراهيم) - (5).. حياتى في خطر
نجلاء عبد البر

نجلاء عبد البر

في هذا الوقت كنت أكتب برنامجا بإذاعة الشباب والرياضة تقدمه نجلاء عبد البر- وهى صديقه غاليه على قلبي – ومن أولى المذيعات اللاتى خضن تجربة التعليق علي المباريات وحققت نجاحا ببرامجها المتميزة بإذاعة الشباب والرياضة..

وقد تدرجت فى عدد من المناصب حتى تولت فيما بعد رئاسة الشباب والرياضة، وقدمت مجموعة من البرامج الناجحة التى ارتبط بها المستمعون.. كانت نجلاء تحتفظ بالحلقات التي اكتبها في درج خاص حتى تقوم بعمل إذن صرف لي عند تسلم مستحقاتي.. في يوم بحثت (نجلاء) عن سكريبتات الحلقات الخاصة بى فلم تجدها..  انفجرت فجأة صائحة:

–        فين الدكتور (حسين إبراهيم)؟ ..تعالي هنا..إيه اللي خلاك تفتح درجي وأنا مش موجودة؟

–        أنا ما فتحتش أدراج

–        الزملاء بلغوني أنك فتشت في أوراقى وأخدت حلقات الأستاذ إبراهيم.

انفجر (حسين إبراهيم) باكيا يقسم أن هذا لم يحدث..لكن زملاء السيدة نجلاء كذبوه.. اعترف حسين أخيرا وأعاد الحلقات.. تنبهت حينها لمدى كراهيته لى ..

عندما رجعنا إلي الشقة أخذ يبكي بصوت حريمي ويحلف بأنه لم يفعل ذلك.. كنت ألحظ نظراته المشحونة بالكراهية الشديدة لي..  فجأة أحضر البطاطس والسكينة الكبيرة، وبدأ في تقشيرها و هو ينظر ناحيتى بين الحين والآخر في شرود مريب..

من كتاب (مدد مدد..)

سيرة ذاتية للبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.