رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عصام السيد يكتب: سيدى (الرئيس).. انسف إعلامك القديم

عصام السيد يكتب: سيدى (الرئيس).. انسف إعلامك القديم
دعا (الرئيس) إلى الأخذ بالأسباب العلمية في التعامل مع الاعلام

بقلم المخرج المسرحي الكبير: عصام السيد

انتقد السيد (الرئيس) عبد الفتاح السيسي الإعلام المصرى عدة مرات ، مطالبا إياه بتعديل منظومته ليقوم بدوره المحورى و رسالته الأساسية في (بناء الشخصية المصرية الواعية والمثقفة، لا الجاهلة أو المغيبة).

و برغم تغيير قيادات الشركة المتحدة 4 مرات في 6 سنوات إلا أننا لم نر جديدا في منظومة الإعلام، فمازال بعض الإعلاميين يلجأون إلى الشهرة و(التريند) من أجل جذب المعلنين، حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية.

لذا اجتمع (الرئيس) مؤخرا بالقيادات الإعلامية ليؤكد على أهمية دعم الكوادر الشابة المؤهلة مهنياً وعلمياً، ودعم الكتاب والمبدعين المتميزين، مشيراً إلى أن الإبداع يمكن أن يعوض الندرة المالية دون أن تتخلى الدولة عن التزاماتها تجاه المؤسسات الإعلامية.

كما دعا (الرئيس) إلى الأخذ بالأسباب العلمية في التعامل مع الاعلام بضرورة حضور مراكز البحث والتفكير والأكاديميين في المؤسسات الإعلامية، مؤكداً أن الاستعانة بالمثقفين أمر هام للغاية ، وأن تتيح الدولة المعلومات بشكل سريع .

وعلى الفور أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء – كما جاء بالصحف – أن الاجتماع الذي عقده (الرئيس) عبدالفتاح السيسي مع رؤساء الهيئات الإعلامية المختلفة في الدولة يمثل لحظة فارقة في تطوير منظومة الإعلام المصري.

حيث وجه (الرئيس) بأن تكون هناك خارطة طريق واضحة، تُعرض عليه في أقرب فرصة ممكنة، بكل التفاصيل الخاصة بتطوير الإعلام المصري، وأن يتم إعدادها بالاستعانة بكل الكوادر والخبرات والشخصيات العامة المعنية بهذا المجال، بحيث تحظى هذه الخارطة بتوافق وإجماع من كل المعنيين بهذا القطاع المهم.

وأكد رئيس الوزراء أنه: (لدينا ثقة كبيرة جداً في هذا القطاع المهم، وفي الكوادر المصرية في مجال الإعلام التي تعتبر مصر ثرية بها.. وهذا الموضوع له أولوية قصوى، وبإذن الله ننتهي من هذه الخارطة والخطة التنفيذية لعرضها على (الرئيس) والتوافق عليها وبدء تطبيقها في أسرع وقت ممكن).

عصام السيد يكتب: سيدى (الرئيس).. انسف إعلامك القديم
الدكتور مصطفى مدبولي

خارطة طريق لإعلامنا

وهنا لابد أن نتوقف لنتساءل: هل اكتشف الدكتور مصطفى مدبولى فجأة أن إعلامنا يحتاج الى خارطة طريق ليخرج من ازمته ؟ – أو لنقل لكى يحقق دوره المنشود – وهل مهمة الحكومة انتظار تعليمات السيد (الرئيس) دون أدنى مبادرة منها؟، وهل منعها أحد من قبل من الاستعانة بكل الكوادر والخبرات والشخصيات العامة؟

أم أن المسألة برمتها لا تخرج عن (تلبية) رغبة (الرئيس) في التغيير مع (عدم التغيير فعليا) وبقاء الحال على ما هو عليه؟، فمن المعروف أنه لو أردت قتل فكرة عليك أن تحولها إلى (لجنة) كما حدث في الحوار الوطنى وفي المؤتمر الاقتصادى ولجنة تطوير الدراما، وأيضا سيحدث في خارطة الطريق!

وإذا كانت الحكومة ستصدق هذه المرة وتضع خارطة طريق للإعلام فمن سيضعها؟، وكم تتكلف؟، ومن يتحمل التكلفة؟، والسؤال الأهم من سيحاسب على فاتورة (التطوير) الباهظة التي صُرفت من قبل؟، وهل بعد التطوير سيتم استبعاد أي إعلامى يختلف مع مسئول ونعود سيرتنا الأولى؟

و من ضمن ما قاله الدكتور رئيس الوزراء أن (الرئيس) أكد حرصه على ترسيخ مبدأ عرض الرأي والرأي الآخر، مؤكداً أن الدولة مُنفتحة تماماً على هذا الموضوع، وتحرص على إتاحة كل الآليات والوسائل التي تضمن حرية التعبير، وعرض كافة الآراء ليكون المواطن مُطلعاً على كل جوانب وزوايا الموضوعات التي تشغله، دون سيطرة أو غلبة لرأي على حساب آخر.

بل السعي لعرض كل الآراء، كما أكد (الرئيس) أن ما يحدد نجاح هذا المعيار أن يكون هناك إتاحة لكل المعلومات التي ترتبط بأية قضية، لكل الناس، لمعرفة التفاصيل، وبناء آرائهم عن دراية ومعلومات حقيقية عن كل موضوع.

و هنا تثور عدة أسئلة أيضا: كيف يصبح هناك رأى آخر دون ضمانات بعدم القبض على صاحبه وتقديمه للمحاكمة؟، وهل حرية التعبير تقتصر فقط على الإعلام المرئى والمقروء؟، أليست حرية التعبير تشمل أيضا الإفراج عن كل المقبوض عليهم في قضايا رأى ولم يقدموا إلى المحاكمة؟.. ألا تتضمن مراجعة الاحكام التي صدرت في قضايا الرأي و العفو الرئاسي عن أصحابها؟

وهناك وسائل أخرى لضمان تعدد الآراء وحرية التعبير، أولها ألا يكون هناك احتكار وخاصة في الإعلام والدراما، فهل تعود القنوات الخاصة ونرى إعلاما متعدد الأصوات بعد ان صارت كل القنوات نسخا متكررة؟

لقد كره المشاهدون تلك الوجوه التي لا تعبر عنهم و انما تعبر عن توجهات وتوجيهات الحكومة فقط، ولذا انصرفوا عن إعلامنا واتجهوا لإعلام مسموم يداعب أحلامهم ويزيدهم سخطا على واقعهم.

عصام السيد يكتب: سيدى (الرئيس).. انسف إعلامك القديم
لميس الجديدي
عصام السيد يكتب: سيدى (الرئيس).. انسف إعلامك القديم
إبراهيم عيسى

عودة كل الأصوات

فهل يعود الإعلام معبرا عن الجماهير؟، وهل نفتح الباب لعودة كل الأصوات التي تم استبعادها مثل (لميس الحديدي، وخيري رمضان، وإبراهيم عيسى وخالد تليمه وجابر القرموطي)، وغيرهم على اختلاف اتجاهاتهم ورؤاهم؟

لقد عبر السيد (الرئيس) سابقا عن إعجابه بإعلام (عبد الناصر)، ولكن السادة فهموا أن إعلام عبد الناصر كان صوتا واحدا، لم يروا التعدد داخله، لم يلاحظوا أن مؤسسة الأهرام التابعة للدولة كانت تصدر مجلة تعبر عن اليسار (مجلة الطليعة) يرأس تحريرها الأستاذ لطفى الخولي، وفي نفس الوقت مجلة أخرى تعبر عن اليمين هى (السياسة الدولية) يرأس تحريرها الدكتور بطرس غالي.

وذلك الإعلام كان يضم قامات رائعة تضمن التنوع مثل (محمد حسنين هيكل، وأحمد بهاء الدين، وخالد محيي الدين، وكامل زهيري).. و عشرات غيرهم – بل مئات – من محترفى العمل الصحفى والإعلامى يكتبون ما يشاءون دون تعليمات، التي وصلت اليوم إلى منع انتقاد أي شيئ و كل شيئ حتى المسلسلات التي تنتجها الشركة المحتكرة!

أما اليوم فللأسف الشديد يتولى مسئولية الإعلام مسئولين تفكيرهم قاصر وليس لديهم خيال أو إبداع، وأبسط دليل على ذلك أنهم جروا للبحث عن (أم كلثوم) جديدة والشيخ الشعراوى الجديد، في تنفيذ حرفى لما قاله (الرئيس)! لم يدركوا الهدف الأكبر من وراء حديثه عن تعديل وتهيئة البيئة.

 فعصرنا اختلف عن عصر هؤلاء، فلعصرنا متطلبات أخرى لن يحققها تقليد ما سبق وإنما باستنبات مواهب جديدة تملك لغة معاصرة تخاطب الأجيال الجديدة، ولن يتم بزوغ تلك المواهب بإنتاج برامج تتكلف ملايين لكى تعيد اختراع العجلة!

فنحن بالفعل لدينا آلاف المواهب تتجلى في نشاطات وزارة الثقافة وبالتحديد في الثقافة الجماهيرية، وفي مسابقة المبدع الصغير، ومسابقة الصوت الذهبى، وفي نشاطات وزارة الشباب و في قلبها مسابقة ابداع التي تقيمها في 19 مجال من المجالات الادبية والفنية و العلمية والخدمة المجتمعية.

ولكن الإعلام لا يلتفت لكل تلك الأنشطة ويعاملها باحتقار لأنها تتبع (جزر أخرى) في أرض المحروسة، خارج جزيرة الاعلام .

ولذا أتوجه للسيد (الرئيس) بطلب: لكى تحقق ما تريد: انسف إعلامك القديم، وتخلص من كل من يحولون أفكارك إلى لجان، و(بالمرة) ممن لا يتحركون انتظارا لتعليمات (الرئيس).

وفي إطار الرأي والرأي الآخر، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، حرصه على متابعة كل ما يثار من أفكار وآراء، لافتاً في هذا الصدد إلى أنه تم عقد مجموعة اجتماعات متوالية حول تطوير القاهرة، شملت تطوير الأراضي الفضاء الواقعة على كورنيش النيل، وإحياء القاهرة الخديوية، وإعادة إحياء وتطوير حديقة الأزبكية، إلى جانب مشروع تطوير حديقة تلال الفسطاط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.