رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود عطية يكتب: (درب طياب) الجديد !

محمود عطية يكتب: (درب طياب) الجديد !
تسود قواعد السوق والرذيلة والصوت العالي وتختفي القيم والفن الحقيقي

بقلم المستشار: محمود عطية *

نحن لا نعيش في دولة مؤسسات بل في سيرك كبير اسم بعضه الوسط الفني حيث تنقلب الموازين وتضيع القيم وتهان العدالة على يد شلة متحالفة على الباطل ما يُسمى زورًا بالوسط الفني أصبح اليوم عبارة عن بعض من المنتفعين في (درب طياب) الذين لا يعرفون معنى الشرف أو الحقيقة أو حتى الحياد.

كلما خرج اسم أحدهم في فضيحة أو قضية انحطاط أخلاقي أو جريمة كاملة الأركان او حتي إشاعه عن عصابة بيع أعضاء نجد الجوقة المأجورة نفسها تصدر بيانًا بائسًا عنوانه التضامن والدعم غير المشروط  بدلا من مناشدة العداله بالتحقيق فهؤلاء لا ينتظرون تحقيقات ولا يهتمون بأدلة ولا يعبؤون بالرأي العام.

هم فقط يدافعون عن بعضهم البعض بمنطق العصابة لا المجتمع، آخرهم المخرج صاحب القضية الذي أثبتت وكشفت التحقيقات إدانته بعد أن أصبح الموضوع تصفية حسابات بين فسطاطين مع وضد.

والغريب أن كل هذا والتحقيق قائم وإذا ببعض بصناع الدراما والسينما والمسرح يتسابقون للدفاع عنه وكأنهم يدافعون عن شرف المهنة وليس عن أفعال، أانا لست بصدد اتهامه هو او غيره ولكن من يدافعون  باسم الفن فلقد تحوّل اغلب الوسط الفني في مصر إلى (درب طياب) الحقيقي.

حيث تسود قواعد السوق والرذيلة والصوت العالي وتختفي القيم والفن الحقيقي ليحل محله الاسترزاق والتدليس والزيف، لم نعد أمام فن بل أمام شبكة علاقات قذرة تكرّس حماية الفاسدين وتؤلّه المنحرفين في مشهد مقزز لا علاقة له بأي مبدأ ولا بأي شرف هذه الزمرة لا تعرف العدل بل تعرف فقط منافعها الشخصية.

ومن يدرّ لها أرباحًا سواء كان فنانًا أم منحرفًا لا يهم طالما هناك من سيشتري ويوزع ويربح أما الكارثة الأكبر فهي ما يسمى تيك توك هذه الحفرة النتنة التي تُبث منها كل أنواع السفالة والانحطاط وبالأخص من النساء اللائي وجدن فيه أرضًا خصبة للاستعراض القذر وبيع الجسد بالصوت والصورة وسط تصفيق وقلوب وفلوس إلكترونية.

محمود عطية يكتب: (درب طياب) الجديد !
لقد أصبح (التيك توك) وكرًا رسميًا للدعارة المقنعة

(التيك توك) وكرًا للدعارة

لقد أصبح (التيك توك) وكرًا رسميًا للدعارة المقنعة كأنه (درب طياب) وتمثيلية ساقطة اسمها المحتوى وهو في الحقيقة دجل رخيص وبث مباشر للسقوط الأخلاقي، ما يحدث على هذا التطبيق لا يرقى لمستوى الانحدار فقط بل هو تحريض علني على الرذيلة واستغلال وقح للفتيات تحت شعار الربح السريع والشهرة كل يوم نرى عريًا مبتذلًا وحركات ساقطة ومواقف تُدرّ آلاف الجنيهات على حساب كرامة المجتمع وقيمه.

والدولة تتفرج وكأن الأمر لا يعنيها بل وتشارك أحيانًا بالصمت أو التسهيل أو التجاهل ولأن المهزلة لاتكتمل إلا بإعلام ساقط لدينا إعلامية سبق وأن عوقبت واوقفوها  بسبب استضافتها لعاهره لا علاقة له بالبشر تلقب  نفسها بالبورجر وكانت فضيحة.

ثم ها هي تعود لاستضافة أخرى أكثر انحدارًا لتكتشف أنها تطلب مائة ألف جنيه مقابل الظهور ولم تتعظ فمن يقف خلف هذه المذيعه ومن يدعمها  فأي إعلام هذا الذي تتحكم فيه وتصر مذيعه لاستضافة ساقطات وتُحدد فيه قيمة الحوار كلا  بحسب  مدي الاباحية في فيديوهاتها كما كان يحدث في (درب طياب).

 فلا أي استفاده إلا من أفكارها أو أملي إليها من تحرير برنامجها لزيادة عدد المشاهدين، فأي بلد هذا الذي يسمح فيها للإعلام أن يصبح بازارًا رخيصًا لعرض القمامة ومن تمارسن الدعاره علناً أي مهزلة هذه التي نعيشها.

ولماذا لا يُحاسب أحد من هؤلاء على تلويث عقول الناس وتدمير الذوق العام لقد انتهت مرحلة الإلهاء وبدأت مرحلة الفضيحة المستمرة كل دقيقة، التيك توك صار شاشة مفتوحة للسفالات العلنية بنات في عمر 17 و18 عامًا يتراقصن عاريات أو يبعن أجسادهن بالنظرات والكلمات.

ومن فوقهن الأمهات يهللن ويشجعن والبعض منهن يدير العرض معهن عن بعد من الذي سمح بهذا هل هذه هي مصر التي نحلم بها هل هذه هي المرأة المصرية التي نراها في مناهج التعليم لقد سقط القناع وأصبح الأمر وقاحة علنية والفاحشة تُمارس في بث مباشر بلا خجل أو خوف أو حساب.

محمود عطية يكتب: (درب طياب) الجديد !
هذا الماخور المسمى تيك توك يشبه (درب طياب)

يشبه (درب طياب)

ومع كل هذا نسأل هل تستطيع مصر أن تُغلق هذا الماخور المسمى تيك توك الذي يشبه (درب طياب)، أم أن هناك من يرى فيه فرصة اقتصادية أو أداة سياسية أم أن الكلام عن الحجب والمنع مجرد استهلاك إعلامي للضحك على عقولنا نحن في قلب الانهيار والكارثة أن من في أيديهم القرار يكتفون بالفرجة أو يطلقون تصريحات تافهة لا تُسمن ولا تغني من جوع.

وإذا انتقلنا للجهات المعنية كالشرطة والنيابة فالسؤال الأهم أين أنتم من كل هذه الفضائح من هذه المعارك اليومية على السوشيال ميديا من هذه الاتهامات المتبادلة التي تفضح شبكات تجارة الأعضاء والدعارة الإلكترونية.

لماذا لا يتم التحقيق فيها علنًا لماذا يُترك الأمر للفضائح والتسريبات والتلميحات والاتهامات التي تُدمر صورة المجتمع ولا يتحرك فيها أحد بشكل واضح وصريح هل ينتظر أحد أن تقع الجريمة علنًا على الهواء ليبدأ التحرك أم أن كل هذا يتم برعاية الصمت المقصود الوضع لم يعد يحتمل المجاملة ولا الدبلوماسية.

نحن أمام حرب وجود ليس على الفن ولا على الإعلام بل على الإنسان ذاته على هويته وأخلاقه وضميره وما لم تتدخل الدولة بقبضة حديدية، وتغلق هذه النوافذ القذرة وتمنع هذا العبث المتواصل وتُحاسب من يحمون المنحرفين ويدافعون عن المنحلين فنحن مقبلون على موجة من الانحلال لا يوقفها أحد كيف نصمت على ممثلة تدافع عن مغتصب وتطالب ببراءته بلا دليل وتتهم الضحية بالنفاق.

كيف نترك فنانًا يُشيد بزميله في جريمة أخلاقية دون حتى أن ينتظر كلمة النيابة أو المحكمة هل أصبح الفنانون فوق القانون وفوق الأخلاق وفوق الحساب إلى متى سنسكت على هذا الدرب الجديد الذي لا يختلف عن درب طياب في أزقة الأزبكية حيث كانت تُباع الأخلاق على الأرصفة ويُشترى الشرف بقرشين.

بل الفارق أن ما نراه اليوم أخطر لأنه يتم على الهواء مباشرة وعلى هواتف أبنائنا وبناتنا وبمباركة من يُفترض أنهم رموز الفن والإعلام لقد بلغ السيل الزبى ولم تعد المهادنة تجدي نفعًا هذا الوسط الفني المزعوم بحاجة إلى تطهير شامل لا مجرد إصلاح.

لقد آن الأوان لنسأل من يضبط هذه  الامور المخجله والجهر بالفواحش هل أنتم جادون في الحفاظ على ما تبقى من الأخلاق أم أنكم راضون عن هذا العهر الجديد تحت مسمى المحتوى والحرية والدراما.

لأننا كدولة كأننا بصمتنا نكره الفتايات والسيدات علي البغاء كما كان في (درب طياب)، عندما نترك ما يقمن به من افعال مشينه والغريب اني اقرأ بيان دعم من نقابة الممثلين يدعم ممثله بدلا من طلب التحقيق في الاتهام الموجه اليها برغم اني أعلم أن الدكتور اشرف ذكي انسان محترم وأكاديمي.

فكيف يكون داعم لاتهام بجريمه دون ان يطلب التحقيق ومحاسبة من تتهم اذا كانت كاذبه وتبرئة من يقع او تقع عليه الاتهام، لاننا اذا تركنا هذا الماخور وكاننا مشتركون في الجريمه الحث علي الفواحش:

(وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [النور: 33].

* المحامي بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.