(طارق فؤاد) يرثي (زياد الرحباني) بقصيدة من كلماته وألحانه وغنائه

كتب: أحمد السماحي
الأساطير لا تموت، الأساطير ترحل فقط بجسدها، لكنها تبقى خالدة بيننا طول الوقت بأعمالها، من هؤلاء الأساطير (زياد الرحباني) الذي رحل عنا منذ أيام، لكنه سيظل خالدا بيننا بألحانه وموسيقاه وأعماله الخالدة.
المطرب والملحن (طارق فؤاد) كتب قصيدة رثاء رائعة في (زياد الرحباني) يلحنها حاليا، ليغنيها خلال الفترة القادمة بصوته، ويقدمها كتحية حب وعرفان بالدور الذي لعبه هذا العبقري في موسيقانا الشرقية المعاصرة، تقول كلمات القصيدة :
لم يحمل زياد على كتفيه في الرحلة أيا زاد
غير لحن، ووطنى شارد في سبات ورقاد
تعارفنا عبر أرواح النغم، ولم يكن بيننا ميعاد
كان عصفورا يشدُ وحيدا، محاصرا بليال من سهاد
يقتحم القوافي والنغم، كمقاتل في ساحات الجهاد
كان جميلا كشتاء بيروت، وطفلا غير كل أطفال البلاد
ستبقى قريبا رغم الرحيل، ورغم الأنين، ورغم البعاد
رغم من حملوك نعشا، وكانوا ضدك في عناد
ستبقى في التاريخ رمزا قيدوه بالسلاسل والأصفاد
ستبقى لحنا عنيفا يشدُ لعروبة باتت بلا أمجاد
نغم ستبقى فينا أنشودة كبرى نغنيها في الأعياد
سلام زياد، ولكن بيننا ميعاد.

كان موهبة متفردة
طارق فؤاد قال لـ (شهريار النجوم): (زياد الرحباني) كان موهبة متفردة، وآخر حبة في عنقود الموسيقي العالمية، نعم العالمية، ورغم أنني لم أقابله، ولكني شغفت بألحانه لوالدته السيدة (فيروز)، وطريقة التوزيع الجديدة، التى نهجها لها.
فتوزيع (زياد الرحباني) كان عكس ماكان يفعله (الأخوان رحباني) رغم عبقريتهما التى لا ينكرها أحد، ولكن (زياد) كان أحسن عربي وزع موسيقى أوغناء عربي بطريقة الجاز، وأحسن من كتب لآلات النفخ، وأحسن موزع موسيقي كتب لكل الأشكال الموسيقية.
وأضاف طارق فؤاد: لم يكن (زياد الرحباني) ملحنا أو شاعرا أو موزع موسيقي فقط، لكنه كان حاله من الوهج الفني والحب الجميل صريح كالعاصفه، وديع كفيروز، إنه أيقونة هذا العصر مع إحترامي لكل الفنانين الموجودين حاليا.
لكن (زياد) كان في مكان آخر، ولايلتفت لأحد، يكتب، ويلحن ويوزع مايصدقه، وكان يعرف أنه يناطح السحاب ـ (منصور وعاصي) ـ لكنه ذهب بفيروز، وذهب بنا إلي نغمات جديدة لكنها كانت من القلب فأصبح (زياد الرحباني) في صميم القلب.

حاله خاصة جدا
وتابع طارق فؤاد حديثه المحب فقال: كان (زياد الرحباني) حاله خاصة جدا، ومتفردة، وهذا حال الفنان الذي يحمل في عاتقه وطن، كان (زياد) يحمل لبنان علي عاتقه، ولكنها أبت أن تحمله!.
لقد مات كمدا فقيرا، وليس هناك من يدعوه لعمل حفله موسيقيه أو مقابله مقابل أجر، مات (زياد) وتركته لبنان بكل فئاتها المنقسمه كسائر كثيرا من بلادنا العربيه إلا القليل من صدقوه.
وليعلم كل لبناني أن (زياد) إرث كبير، ومهما حاولوا طمسه سيلمع كضوء الشمس، عفوا (زياد) ليس هناك هدير، وليست هناك بوسطه، ولكن ستبقي رمزا رغم كل شيئ.