

بقلم الكاتبة الصحفية: منى عشماوي
لاشك على الاطلاق أن ماصرح به وزير الترفيه السعودي المستشار (تركي آل شيخ) بأنه سيستعين بفنانيين من السعودية وسوريا في موسم الرياض القادم هو ظل توترات سياسية تعيشها العلاقات المصرية السعودية بين شد وجذب منذ أشهر مضت وإلا لما كان لهذا التصريح أي ظل من قريب أو بعيد قبل ذلك.
حيث كان لقاء في فبراير 2024 لقاء بالسفارة السعودية بالقاهرة حضره (تركي آل شيخ) مع كبار مطوري العقارات المصريين مثل (هشام طلعت مصطفى وصلاح دياب وأيمن الجميل) لمناقشة تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين في مجالات العقارات والصناعة.
وتطرق الحديث الى رغبة (تركي آل شيخ) في إبرام صفقات تعاون مع مصر لإقامة دور للسينما، وكذلك انتاج مشترك للمسرح والسينما بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية والشركة المتحدة.
لذا كان اللقاء المعلن في نوفمبر 2024 بين مسؤولين مصريين من المتحدة داخل استديوهات (بيج تايم) بالسعودية، والذي قيل وقتها أنه تم الانتهاء من التراخيص لصندوق استثماري بقيمة 50 مليون دولار بالشراكة بين المتحدة للأفلام وهيئة الترفيه ومستثمرين سعوديين.
كذلك تم الاتفاق على اقامة عدة حفلات غنائية كبرى في العلمين الجديدة برعاية (موسم الرياض) وإقامة أربع مسرحيات كبيرة برعاية (موسم الرياض) لعرضها في مصر ومسرحتين في الرياض لعرضها على المسارح السعودية برعاية المتحدة.
أكتب هذه المقدمة بهذه المعلومات حتى أستطيع وبأريحية شديدة أن أدحض ماذكره الاعلامي (عمرو أديب) على شاشة mbc مصر، من خلال برنامجه أنه كان هناك تربص وتنكيل وتأفف من (موسم الرياض) ومشاركة الفنانيين المصريين في أجوائه وهو ماجعل وزير الترفيه السعودي (تركي آل شيخ) ينفذ صبره!
لا نستطيع أن ننكر أن هذه الخلافات السياسية والتي في كواليسها (تيران وصنافير) والحرب الدائرة في غزة ومايريده ترامب ونتنياهو من المنطقة تداخلت، بل وباتت مثل كرة الثلج تكبر مع الوقت.

الضغط على جرح غائر
إلا أنها أيضا ضغطت بشكل كبير على جرح غائر بدا منذ ظهور (تركي آل شيخ) كمستثمر في مصر بشرائه النادي الأسيوطي وتحويله إلى (بيراميدز)، بعد إصراره على الرعاية المادية للأهلي مقابل التدخل في تفاصيل إدارته مرورا برعايته للزمالك وماحدث بعدها من مشادات في الوسط الكروي المصري بقطبيه الكبيرين ببيرميدز.
لينتهي بانسحاب وزير الترفيه وزير للهيئة العامة للرياضة بالمملكة سابقا من الصورة الكروية العلنية في مصر في 2018.
لتأتي بعدها (مواسم الرياض) مع توليه هيئة الترفيه إلا أن ذلك لم يمنع عن تدخله في عدة صفقات وتفاصيل ومسابقات كروية بين قطبي الكرة المصرية الكبيرين من حين لآخر، ليزداد اللغو والاحتقان بين الجمهور والوسط الكروي المصري لسنوات
وهو بلاشك كان مرتعا بل وسببا وحجة واضحة لحصد وزير الترفيه الكثير من الآراء السلبية بين الملايين من جمهوري الأهلي والزمالك لذا لاعجب أن يكون لذلك ظل قوي على كل مايقدمه (تركي آل شيخ) من ترفيه عند استعانته بالفنانيين المصريين لاسيما أن مايقدم من فن على المسرح السعودي.
والإنتاج السعودي السينمائي هو إنتاج ركيك في أغلبه تشعر معه أنه خلق للاستهلاك اللحظي وليس ليعيش او يترك بصمة ما في الثقافة المصرية بكل تاريخها وقوتها الناعمة في المنطقة، وتعاونها مع هذا الكم الكبير من الميزانيات التي صرفت للإنتاج!
ولكن هاهو شهر العسل بين الفنانين المصريين و(مواسم الرياض وجدة) وغيرها قد انتهى بهذا التصريح الذي من الممكن جدا أن لايكون سوى مكايدة سياسية، قد يتراجع عنها تركي آل شيخ) لو عادت المياه الى مجاري المودة وقد تعود!
حتى بعد كل ماصدر من نبطشي فرح (موسم الرياض) – المواطن السعودي المجنس (عمرو أديب)، متقمصا دور (ماجد الكدواني) وهو ينادي (احنا الفرح )!، وماقاله من تطاول على شركة المتحدة ومن يعملون بها!
بعد كل ماحدث يظل سؤال مهم: ألم يكن موسم الرياض بكل ما حمله من إغراءات مادية للفنانيين المصريين هو كاشف لكثير من الأمور التي تستحق الانتباه فنحن هنا لانتحدث عن مجموعة من الكوادر التعليمية أو الطبية أو شوية مرتزقة قرروا أن يذهبوا لجمع زكائب الدولارات.. نحن نتحدث هنا عن قوتنا الناعمه أو مانخالها أو نظنها كذلك.

مغارة علي بابا السحرية
ماذا ستفعل بعد غلق مغارة علي بابا السحرية تلك المغارة التي معها نسوا كل شئ، بداية بجودة ما يقدمونه من فن ونهاية بتلك النماذج الشائبة العائبة التي تم تشخيصها لتظهر شخوصا تترنح بين السرقة والنصب والنهب والمشي البطال والمشي العاطل وكل مشي سئ؟!
لتتنوع الأدوار في انتاجات هيئة الترفيه في الدراما السعودية والخليجية، بينما تستقر الحداقه والفهلوة والرقص والحنجله فيما يقدمونه قوتنا الناعمة ضمن خطة إنتاجات هيئة الترفيه!
الأغرب من كل ذلك أننا وجدنا هذا المصباح السحري الذي يجمع (الكينج مع الهضبة) و(نجمة مصر مع صوت مصر)، وكبارا كانوا يتححجون لسنوات طويلة أنهم كبار لاجمع بينهم في حفلة واحدة، ولكن يبدو لقوة الدوريال تأثير كبير جعل المستعجبون يطلقون عليها أحلام العصاري.
ها وقد أغلقت (مغارة علي بابا) على إصبع من عبث بها، يبدو أن فنانينا من (أيتام موسم الرياض) سيكونون الفترة القادمة في ظروف حرجه للغاية تجعلهم يفكرون كثيرا قبل الجلوس في حضرة وزير الترفيه بعد تجنيسهم أم يكملون بجنستهم المصرية مع المتحدة وينسون أحلام العصاري لفترة مرهونة بمتغيرات كثيرة على الساحة السياسية بالمنطقة آخر همها موسم الرياض ووزير الترفيه!