رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: شخصيات في حياتي الدكتور (حسين إبراهيم).. (3)

إبراهيم رضوان يكتب: شخصيات في حياتي الدكتور (حسين إبراهيم).. (3)
لم أرى (أ) منذ سنوات طويله جدا..

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

ظل (حسين إبراهيم) يتردد على منزل (أ) التى دفعته لمقابلتها والاختلاط بأسرتها عل النصيب يصيب.. أحبته الأسرة وفرحوا به كونه سيصبح زوجا لشقيقتهم.. كانت والدته تجيد عمل الحلوي فكان يذهب إليهم بتورتة من صنعها بعد أن يضعها في علبة خاصه بمحلات الحلوي الغالية.. ثم يعود بنفس العلبة مكتظة بالقشطة.. والفطير.. وحسين بطبيعته أكول جدا..

 لم أرى (أ) منذ سنوات طويله جدا..  قالت لي (لما جيت من أمريكا لقيت ورقه عليها تليفونك وقالوا لي إنك زرت بابا..).

سألتها عن أخبارها فقالت لي هامسة بصوت مرتجف أنها لم تتزوج لأنها كانت تحبني وهي طفلة.. وظلت مكانتى في قلبها حتى الآن.. قالت لي مترددة أن الدكتور (حسين إبراهيم) يريد أن يقابلها يوم الجمعة في المنصورة.. شجعتها على ذلك.

حضرت ومعها شقيقتها.. جلسنا معا.. سألتها كمقدمة للموضوع أمام الدكتور (حسين إبراهيم): اتجوزتي يا (أ)؟، ضحكت وقالت لي بلهجة ذات مغزى: ما أنت عارف!..

بعد أن غادر (حسين إبراهيم) الجلسة قلت لها مازحا: لو هاتستني لحد ما اتجوزك.. يبقي نقبك هايطلع علي شونه،غضبت وعقبت في عصبية (حتي لو مش متجوز واتقدمت ليا..عمري ما هاقبلك).. اعتبرتها أنا أيضا إهانة فجلست صامتا الى أن حضر (حسين إبراهيم)..

استأذن للذهاب إلى المسجد القريب ليصلي الجمعة.. تأخر (حسين إبراهيم) جدا بعد أن قابل جار لى،  و هو موظف مرتشي ليخبره الجار إنني أتكلم عنه بطريقة مسيئة.. بعد فترة عاد حسين الينا مكتئبا.. شعرت في نظراته بكراهية ما تطل..

بعد أيام طلب منها (حسين إبراهيم) أن يتقابل معها وشقيقتها في دعوة على الغذاء في احدى مطاعم المنصورة.. كان يعرف صاحب المطعم فاتفق معه أن يقوم بتحيته عندما يحضر مع (أ) وشقيقتها.. وأن يتعمد مناداته  بلقب (دكتور) كثيرا.. وأن لا ينسى  تخفيض المبلغ الذي سيدفعه..

إبراهيم رضوان يكتب: شخصيات في حياتي الدكتور (حسين إبراهيم).. (3)
كان من المفروض أن تسافر(أ) الى أمريكا في اليوم التالى

سافرت (أ) إلى أمريكا

تقابل (حسين إبراهيم) مع (أ) على الكافتيريا.. تضايق جدا عندما سألت عني معقبا: (جاره بلغني انه بيشتمني من ورايا) .. دافعت (أ) عني.. أراد أن يعاقبها فلم يذهب بهما الى المطعم..

كان من المفروض أن تسافر(أ) الى أمريكا في اليوم التالى وهو يوم عيد ميلاد  ابنتى (رضوى).. قالت (أ) لحسين: (أنا جايبه لرضوى هديه عايزاك توديها لها.. وتقول لها مامتك( أ) بتسلم عليكي و بتقولك لك كل سنه وانتي طيبة).

قال لها (حسين إبراهيم): أنا لم أعد أتردد على هذا المنزل – رغم أنه شبه مقيم عندي في حجره الصالون..  عقب (حسين) إبراهيم يرسلني إلى مزرعة صديق له لشراء الحليب والبيض.. يتعامل معي كأنني خادم عنده)، رغم أن الحليب كان خاصا به..

كان صاحب المزرعة (علي رمانه) – الذي أصبح بعد ذلك عضوا في البرلمان – يرفض أن يأخذ منه مليما واحدا.. ولأن (أ) عنيدة بطبعها صممت أن تقدم الهدية لرضوي بنفسها.. طلبت  معرفه المنزل.. وإن لم يدلها عليه فستبحث عنه بنفسها.. حضر معها (حسين إبراهيم) وهو فى غاية الضيق..

فتحت لها زوجتي الباب.. قالت لها: أنا (أ) تلميذة الأستاذ إبراهيم.. وجايبه هدية بسيطة لرضوي.. رحبت بها زوجتى.. كانت جائعة جدا هى وأختها لأنه لم يذهب بهما إلى المطعم.. فجأة أثناء جلوسهما صاحت فيه شقيقتها بصوت مرتفع: (مطعم إيه يا بو مطعم اللي أنت كنت هتغدينا فيه؟.. إحنا في مصر ما بناكلشي غير من عند الدهان.

جلست (أ) مع رضوي.. قدمت لها الهدية وظلت تقبلها طوال الجلسة.. قالت لها أنها أصبحت مرتبطة بها جدا.. بل وأنها من الآن تعتبرها ابنتها وطلبت منها أن تناديها بماما.. أخبرتنا أنها ستسافر إلى أمريكا اليوم التالى ولن تحضر قبل عام.. أخذت رقم تليفون المنزل..

بعد وصولها أمريكا اتصلت بنا..علمت أن رضوي تسلمت شهادتها من المدرسة الإسلامية الخاصة فأرسلت   لها 100 دولار  ولابنى شادي نفس المبلغ.. كنا لا نملك جنيها واحدا في هذا الوقت.. أرسل لها (حسين إبراهيم) أكثر من رسالة.. لم ترد عليه لأنه في خطاباته كان يتكلم عني بطريقة ضايقتها منه.

هددته  بالفراق إذا كتب لها عني كلمة واحدة.. استمر (حسين) يسبني في خطاباته إلى أن قالت له (لا ترسل لي خطابات أخرى لأنني سأحرق أي خطاب يأتي منك قبل أن اقرأه).

من كتاب (مدد مدد..)

سيرة ذاتية للبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.