رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(آسر).. مسلسل يدعوك لكره نجومه، وترديد مقولة (آكل العيش مُر)!

(آسر).. مسلسل يدعوك لكره نجومه، وترديد مقولة (آكل العيش مُر)!
هذا المسلسل لا يليق بنجومه، الذين لم يحترموا أسمائهم الكبيرة
(آسر).. مسلسل يدعوك لكره نجومه، وترديد مقولة (آكل العيش مُر)!
أحمد السماحي

بقلم الكاتب الصحفي: أحمد السماحي

(أكل العيش مُر).. هذه المقولة الشعبية رددتها مؤخرا كثيرا، وأنا أشاهد بخيبة أمل نجوم كبار مثل (باسل خياط، عباس النوري، سامر المصري، باميلا الكيك، وخالد القيش، مجدي مشموشي)، وهم يجسدون أدوارهم في مسلسل (آسر) المُقتبس من المسلسل التركي (إيزل) الذى عرض عام 2009.

 وسألت نفسي ما الذي دفع هؤلاء النجوم الكبار لإرتكاب هذه الجريمة الدرامية بالصوت والصورة على مرأى ومسمع ملايين من البشر؟! من خلال مسلسل (آسر)، هل فعلا (أكل العيش مر) وهوالذي دفعهم لهذه الجريمة؟!

أم حبهم للفلوس ـ المصاري ـ؟!، أم عشقهم للتواجد أمام أعين الجمهور لأطول فترة ممكنة؟! أم الهدف كان التنزه لشهور في (تركيا) مجانا وعلى حساب الإنتاج؟ أم ماذا؟!

لا أحد يدري ما دوافع نجوم كبار لا ينقصهم مال ولا شهرة! لارتكاب هذه الجريمة المسماه (آسر)؟! خاصة أن هذا المسلسل لا يليق بنجومه، الذين لم يحترموا أسمائهم الكبيرة، ولم يراعوا الجمهور الذي يحبهم ويقدرهم.

(آسر).. مسلسل يدعوك لكره نجومه، وترديد مقولة (آكل العيش مُر)!
بداية مليئة بالأثارة والتشويق شهدتها الحلقات الأولى لمسلسل (آسر)

بداية قوية مليئة بالإثارة

فبعد بداية مليئة بالأثارة والتشويق شهدتها الحلقات الأولى لمسلسل (آسر) جعلت الجمهور على مستوى العالم العربي يلتف حول المسلسل، ويشيد بأداء أبطاله على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.

مما أغرى بعض نجومه مثل (سامر المصري) الذي جسد شخصية (عزت كماشة) أن يعتقد أنه قضى على اللعنة التى تطارده وتضج مضجعه ليل نهار، وهى شخصية (العكيد) التى جسدها في المسلسل الشهير (باب الحارة) وأصبحت تمثل له عقدة، فخرج يهلل لشخصية (عزت كماشة) على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي!.

(آسر).. مسلسل يدعوك لكره نجومه، وترديد مقولة (آكل العيش مُر)!
عزت وراغب يتآمران على ضحية جديدة

أحداث مسلسل (آسر)

لكن بعد البداية القوية المبشرة لمسلسل (آسر) الذي يدور حول  قصة انتقام تُبنى على الخيانة والألم، حيث تدور الأحداث حول (مجد) الشاب البرئ الحالم، الطموح، العاشق الذي يؤمن بالمحبة، لكنه يتعرض للخيانة من أصدقاء العمر.

وهذه الخيانة تدخله السجن بتهمة لم يرتكبها، وداخل السجن، يلتقي بشخص يُدعى (رستم) أو(الخال) الذي يمد له يد المساعدة في أحلك لحظاته.

وخلال أحداث تمرد داخل السجن، يندلع حريق كبير، يواجه فيه (مجد) أحد الحراس، ويُصاب إصابة بالغة تؤدي إلى تشوه وجهه، يُنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وهناك تُعلن وفاته رسميًا.

 لكن ما يجهله الجميع أن تلك اللحظة كانت بداية جديدة لحياة جديدة، حيث يخضع (مجد) لعدة عمليات جراحية تُغيّر ملامحه وصوته بالكامل.

ويخرج من تلك التجربة باسم جديد هو (آسر) وبهوية مختلفة، يعود إلى الحياة ليس بدافع النجاة، بل بدافع الانتقام، عاقدًا العزم على مواجهة من غدروا به، وكشف الأسرار التي دمرته في الماضي.

وطوال الأحداث يسير (مجد) كالأساطير مغمضا عينيه صاما أذنيه، مصمما على الانتقام، والوصول إلى هدفه، الذي ما أن يصل إليه حتى يفاجأ بقوى أخرى، وبعنف آخر، وبجدران عالية صماء تحجب عنه الرؤيا والشمس وتدفعه لأن يجري هائما وراء ظله طريدا ومطاردا إلى الأبد.

(آسر).. مسلسل يدعوك لكره نجومه، وترديد مقولة (آكل العيش مُر)!
بعد حوالي 20 حلقة وقع مسلسل (آسر) في ظاهرة المط والتطويل والتكرار

ظاهرة المط والتكرار

بعد حوالي 20 حلقة وقع مسلسل (آسر) في ظاهرة المط والتطويل والتكرار، وكأنه يطبق المثل الشعبي القائل: (علمني يا أبا الرذالة، فقال له: اللي تقوله تعيده يا حبيبي!).

فعلى مدى (90 حلقة) كان أبطال المسلسل رذلين على قدر كبير من السخافة!، يقولون كلام أشبه بالحوار الدرامي، لكنه ليس حوارا، هو فقط كلام ـ رغي ـ ثم يكررونه، وكأنهم يعلموا المشاهد الذي يتبعهم الأدب!

ولسان حالهم يقول: (طالما تتابعنا هنطلع البلى الأسود على دماغك، حد يتابع مسلسل عربي 90 حلقة.. استحمل بقى يا حبيبي!).

وحاول صناع مسسل (آسر) منح العمل بعداً عميقا بإدخال صوت يذكر من خلال مونولوجات داخلية حِكماً صوفية، لكن (ايه تعمل الماشطة في الوش العكر)، أو ايه تفيد الحكم الصوفيه لكبار المفكرين والشعراء في دراما منتهية الصلاحية.

(آسر).. مسلسل يدعوك لكره نجومه، وترديد مقولة (آكل العيش مُر)!
مسلسل (آسر) مشحون بالأحداث اللامنطقية، والشخصيات الميلودرامية المفتعلة

أحداث لا منطقية، وشخصيات مفتعلة

مسلسل (آسر) مشحون بالأحداث اللامنطقية، والشخصيات الميلودرامية المفتعلة، ويطرح أكثر من موضوع، ومع ذلك فأول انطباع تخرج به منه، أنه مسلسل (مفكك) لا يوجد فيه جديد، يطرح موضوعات سبق وشاهدتها عشرات المرات.

والحسنة الوحيد في مسلسل (آسر) أنه يكشف زيف العواطف في مجتمعاتنا، ومن خلال العواطف الزائفة تكتشف القيم الزائفة، وتحس أن العاطفة ليست إلا جزءا من النصب.

 وأن المجتمع الذي تدور فيه الشخصيات ليس إلا بركة آسنة يغرق فيها الطيبون، ويعيش الفاسدون لأنهم تعودوا أن يحيوا في العفن به، ومن خلاله، وبواسطته.

(آسر).. مسلسل يدعوك لكره نجومه، وترديد مقولة (آكل العيش مُر)!

(آسر).. مسلسل يدعوك لكره نجومه، وترديد مقولة (آكل العيش مُر)!
في مسلسلات مثل (آسر) لا تسأل عن الإخراج، والتصوير، والديكور، والمونتاج، والموسيقى

لا تسأل عن الإخراج والموسيقى والتصوير

في مسلسلات مثل (آسر) لا تسأل عن الإخراج، والتصوير، والديكور، والمونتاج، والموسيقى، لأن تخمة الأحداث والشخصيات والعبثية التى تدور فيها أحداث العمل تجعلك لا تلتفت إلى كيف وزع المخرج زواياه، ولا كيف رسم كادراته، ولا كيف يهيئ الجو لمشهد ما؟ ولا كيف يستغل الإطار الطبيعي ويوظفه.

وحتى لو كان أجاد في بعض المشاهد، أو كان الديكور موفقا، والتصوير رائعا، والموسيقى تأخذ العقل، فكل هذا ذهب هباء، ولم يلتفت إليه أحد، ولم يشفع لبراءة هذه الجريمة المسماة (آسر)!

والسؤال الذي نريد طرحه في النهاية لنجوم المسلسل الكبار: أين كانت عقولكم وأنتم تقرأون سيناريو المسلسل؟، أين ذهبت خبراتكم، وتجاربكم الفنية السابقة؟!.. هذه بعض من الأسئلة المؤلمة التى لم أستطع أن أجد لها جوابا!، لعل أحد من أبطال المسلسل يجيبني عليها!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.