رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

على (التيك توكرز).. صرخة قوية في وجه الانحراف!

على (التيك توكرز).. صرخة قوية في وجه الانحراف!
واقع مرير يتعلق بالمخدرات والمحتوى الهابط
على (التيك توكرز).. صرخة قوية في وجه الانحراف!
وائل شفيق

بقلم الكاتب والسيناريست: وائل شفيق

في ظلال الساحة الإعلامية، تندلع شرارة حملة غير مسبوقة على (التيك توكرز)، كرياح عاصفة تزيل الغبار عن وجوه المشاهير، مسفرة عن واقع مرير يتعلق بالمخدرات والمحتوى الهابط.

هذه الحملة ليست مجرد إجراء أمني، بل هى صرخة قوية في وجه الانحراف، وجزء من معركة أكبر لاستعادة القيم والأخلاق في المجتمع، معركة تهدف إلى إعادة بناء الذوق العام وتجديد الروح الجميلة في نفوس الشباب.

في عالم منصات التواصل الاجتماعي، يظهر المحتوى الهابط كسحابة سوداء تظلل براءة المجتمع، خاصة أطفالنا وشبابنا الأعزاء، هذا المحتوى المشوه يزرع بذور القبح والانحدار، ويشوه القيم الجميلة التي نشأنا عليها.

ولكن وزارة الداخلية المصرية تقف كحصن منيع، تلاحق صناع هذا المحتوى المشوه، وتتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الذوق العام والقيم المجتمعية، وتحافظ على جمال وروعة مجتمعنا.

في ساحة (التيك توكرز)، تتلألأ الشهب الزائفة، وتتحول المنصة إلى سوق للابتذال والمحتوى الهابط.. الكثير من مستخدمي التطبيق يلهثون وراء الشهرة، مستعدين للتضحية بالمبادئ والقيم من أجل لفت الأنظار.. ألفاظ نابية وإشارات خارجة تملأ الفضاء الافتراضي، وتؤثر سلبًا على عقول الشباب والمراهقين، وتغرس فيهم فكرة أن الشهرة تأتي عبر إثارة الجدل والانحراف عن القيم النبيلة.

في هذا العصر الذي تتشابك فيه الأفكار وتتنوع فيه التأثيرات، يصبح دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية كدور البوصلة التي تهدي الشباب إلى طريق الحق والفضيلة.. يجب على هذه المؤسسات أن تتعاون وتتكاتف لتعزيز الوعي والتربية لدى الشباب، وتحميهم من رياح المحتوى الهابط التي تهدد نقاءهم وطهرهم على (التيك توك).

على (التيك توكرز).. صرخة قوية في وجه الانحراف!

على (التيك توكرز).. صرخة قوية في وجه الانحراف!
يبدو المحتوى الهابط كشجرة خبيثة تُلقي بظلالها على القيم والمبادئ النبيلة

المحتوى الهابط على (التيك توكرز)

من منظور الدين الإسلامي، يبدو المحتوى الهابط كشجرة خبيثة تُلقي بظلالها على القيم والمبادئ النبيلة.. الله تعالى يُحذرنا في كتابه الكريم: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” (النور: 19).

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يُذكّرنا بآثار الدعوة إلى الضلال، فيقول: (من دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا).. (رواه مسلم).. هكذا، يظل الدين الإسلامي منارة تهدي النفوس إلى طريق الحق والصلاح، وتُنير دروب الحياة بضوء الإيمان والتقوى.

السلوك الإنساني كاللوحة الفنية، تتأثر بألوان البيئة والمحيط.. التعرض للمحتوى الهابط على (التيك توكرز) يمكن أن يرسم خطوطًا سوداء في لوحة حياتنا، ويجعلنا نتقمص السلوكيات السلبية دون أن نشعر.

الأطفال كالزهور الرقيقة، تتأثر بكل ريح عابرة، والمحتوى الهابط يمكن أن يذبل براءتهم ويُغيّر مسار نموهم السليم. لذلك، يجب علينا أن نختار المحتوى الذي نتعرض له بعناية، ونحمي أطفالنا من الرياح العاتية التي تهدد نقاءهم وبراءتهم.

وسائل التواصل الاجتماعي كمرآة تعكس صور حياتنا، ولكن إذا كانت هذه المرآة مشوهة، فإنها قد تعكس صورة مشوهة عن الواقع. الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق، خاصة إذا كان المحتوى الذي يتم استهلاكه يحتوي على سموم المحتوى الهابط أو السلبي.

وسائل الإعلام تلعب دورًا هامًا في تشكيل القيم الاجتماعية، والمحتوى الهابط يمكن أن يؤدي إلى تآكلها، مما يهدد بنية المجتمع وقيمه النبيلة، ويجعل من الضروري أن نكون حذرين في اختيار ما نستهلكه.

لذلك، يجب على السلطات أن ترفع راية الحماية لتنظيم المحتوى على الإنترنت، وخاصة (التيك توكرز)، وعلى أولياء الأمور أن يكونوا كالحراس الأوفياء لما يشاهده أبناؤهم، ويوجهونهم نحو المحتوى المفيد الذي يبني العقول ويشحذ الهمم.

كما أن تشجيع صناعة المحتوى الهادف والتعليمي يمكن أن يكون بمثابة البلسم الشافي لروح الشباب، ويساعدهم على بناء شخصية سوية قادرة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل مشرق لمصر، يزدهر بالعلم والعمل والإبداع.

على (التيك توكرز).. صرخة قوية في وجه الانحراف!

على (التيك توكرز).. صرخة قوية في وجه الانحراف!
تُعد حملة القبض على (التيك توكرز) خطوة نحو استعادة بريق القيم والمجتمع

حملة القبض على (التيك توكرز)

في النهاية، تُعد حملة القبض على (التيك توكرز) خطوة نحو استعادة بريق القيم والمجتمع.. يجب أن نكون حذرين لما نستهلكه من محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، ونسعى لاستهلاك محتوى يزهر بالحكمة والمعرفة.

كما يجب على صناع المحتوى أن يكونوا كالنجوم الساطعة التي تضيء دروب الحياة، ويقدموا محتوى يليق بالقيم والمبادئ الأخلاقية، ويساهموا في بناء مجتمع قوي ومترابط، يزدهر بالعطاء والتفاؤل.

إنها معركة وعي وإنقاذ للهوية المجتمعية، ويجب أن نكون جميعًا جنودًا في هذا الميدان. يجب أن نعمل معًا لاستعادة بريق القيم والأخلاق، وحماية المجتمع من رياح الانحراف والابتذال. يمكننا أن نبني مجتمعًا كالجنة، مجتمعًا يزهر بالقيم والأخلاق، ويتمتع بالوعي والتربية، ويكون ملاذًا للسلام والطمأنينة، ويُضيء دروب المستقبل للأجيال القادمة.

لننظر إلى فيلم (حياة أو موت)، حيث كانت الإذاعة تنقذ الأرواح برسائل واضحة ومحددة، كشعاع نور في ليلة مظلمة. أما اليوم، فوسائل التواصل الاجتماعي تُقدم لنا (سمومًا) بطرق مشوقة وممتعة، كحلوى مسمومة تُقدم للأبرياء.

في ذلك الفيلم، كان النداء يقول: (من حكمدار بوليس العاصمة، إلى أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس، لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء فيه سم قاتل”. أما اليوم، فمحتواهم يقول: “نحن نقدم لكم أخطر أنواع السموم، فاشربوها أيها المغفلون).

هكذا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل (التيك توكرز)، كالسيف ذي الحَدَّين، تُستخدم لتدمير العقول بدلاً من إنقاذ الأرواح، وتُشكل خطرًا داهمًا على مستقبل الأجيال، وتحديًا كبيرًا لقيمنا ومبادئنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.