بقلم الكاتب الصحفي: أحمد صفوت
من الطبيعي أن تفخر ببلدتك عندما تجد شعوب من بلاد أخرى تثني عليها وتتحدث عن حضارتها ورقي شعبها بل وتردد لاغنياتها وتنبهر بفنانيها، وهذا بفضل الله يجده المصري دائما من أغلب شعوب العالم عندما يلتقيهم. ولكن بات الأمر مختلفا وأكثر روعة وجمالا عندما تجد طفل اسمه (جير) لم يبلغ من العمر سوي عشرة سنوات تقريبا من مواليد مقاطغة ستوك هولم بدولة السويد.
هذا الطفل يعتبرونه في بلدته نبغة عصره وذلك لتفوقه في دراسته، بل وحصوله على العديد من المراكز العالمية في بعض الأنشطة.
فقد حصل (جير) على المركز الأول في لعبة الشطرنج، وكذلك ركوب الخيل وعزف الكمان.. أما الموهبة المزهلة حقا هو براعته في العزف على البيانو وتأليفه لمقطوعة موسيقية وهو في السبع سنوات من عمر.
يعزف جميع مقطوعات (عمر خيرت)
ولأن مصر هى أرض الفنون والحضارة تجد هذا الطفل الغربي (جير) الذي لايعرف شئ عن العالم العربي يعزف جميع المقطوعات الموسيقية للموسيقار (عمر خيرت) بجدارة، بل ويستطيع عزف أية مقطوعة مجرد سماعها.
والأروع من ذلك هو أن (جير) ترك عزف الموسيقي الغربيه التي كان يعشقها وأصبح متخصص ببراعة في عزف الموسيقى الشرقية.
التقيت الطفل (جير زنكة) في القاهرة منذ أيام قليلة، وشاهدته بعيني وهو يعزف ببراعة فقمت بارسال فيديو وهو يعزف موسيقى عمر خيرت للموسيقار عمر خيرت عبر تطبيق الواتساب لأنه خارج البلاد وعلى الفور تلقيت من (خيرت) تسجيل صوتي يشيد به بالطفل (جير) ويؤكد أنه موهوب حقا وانه يتشرف بأن يكون هذا الطفل من عازفي مقطوعاته وطلب ان يلتقيه بمجرد وصوله من الخارج.
وفي اليوم التالي اصطحبت الطفل (جير) بصحبة أسرته إلى منزل الموسيقار (منير الوسيمي) بمنطقة الهرم، وامتدت السهرة إلى الثانية صباحا، و كان (جير) طوال الوقت يجلس على بيانو الوسيمي يعزف جميع مقطوعاته.
والأكثر روعة هو أن (جير) وأسرته يعشقون الأفلام المصرية القديمة التي يغني بها الراحل (عبد الحليم حافظ)، وخاصة فيلم (الوسادة الخالية) مع الجميلة (لبنى عبد العزيز)، فهاتفت الفنانة (لبنى عبد العزيز) وأبلغتها باصغر معجبيها الطفل (جير) فرحبت بلقائه في منزلها بمنطقة الزمالك.
لا شك أن (جير) موهبة حقيقية تستحق الاهتمام والتبني من قبل معهد الموسيقى العربية وكبار الموسيقيين المصريين، لأن مصر دائما ولادة وصانعة التاريخ.