نقيب الموسيقيين اللبنانيين لـ (شهريار النجوم): (زياد الرحباني) كان أيقونة في الإبداع


كتب: أحمد السماحي
بكلمات قليلة لكنها مؤثرة نعى (فريد بو سعيد) نقيب الموسيقيين اللبنانيين الموسيقار العبقري (زياد الرحباني) الذي رحل عن حياتنا الفنية أمس عن عمر يناهز الـ 69 عاما.
وقال (بو سعيد) في كلمات أرسلها لـ (شهريار النجوم): (ببالغ الحزن والأسى، وبقلبٍ مثقل بالمرارة، ننعي الراحل الكبير، الفنان (زياد الرحباني).
كان رحيله خسارة فادحة لعالم الفن والموسيقى، فقد كان أيقونةً في الإبداع، وصوتًا موسيقيًا فريدًا في سماء الإبداع العربي والعالمي، طوال مسيرته، منحنا ألحاناً وأغاني حفرت في الذاكرة الجماعية لأجيالٍ عديدة.. إن فقدانه يمثل خسارة لا تعوض، ولكن عزاؤنا في إرثه الفني الذي سيبقى حيًا في قلوبنا وذاكرتنا.
نتقدم بأحر التعازي لعائلته ولجميع الزملاء والمحبين، ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يرحمه برحمته الواسعة).

وليد توفيق.. سيبقى خالدا
لم تقتصر كلمات العزاء والرثاء على (فريد بوسعيد) نقيب المهن الموسيقية، فأرسل لنا النجم العربي الكبير (وليد توفيق) كلمات بصوته نعى فيها (زياد الرحباني) قال فيها: (رحيل زياد الرحباني خسارة كبيرة، لأنه كان لا يشبه أحدا..
وكان متمردا كما كتبتوا عنه، هو الوحيد من أبناء النجوم الكبار الذي استطاع أن يبني مجده الفني بمجهوده وفكره وموهبته، وبلونه وشكله، بعيدا عن ما قدمه والده، ووالدته).
وتابع وليد توفيق قائلا: للأسف رحل (زياد الرحباني) بكير، لكن عزائنا أنه سيبقى خالدا ورائدا بما تركه من تراث غنائي متنوع من خلال أعماله الغنائية والمسرحية الكثيرة التى قدمها.
واستطاع (زياد الرحباني) أن يطور الأغنية اللبنانية، وينقلها من خلال كلماته وألحانه إلى مراحل متقدمة، وأماكن لم يستطع أحد قبله أن يأخذها إلى هذه الأماكن، وسيبقى زياد الرحباني خالدا بفنه وسخريته وروحه المرحة الحلوة).

كارمن لبس .. فضي لبنان
أمس وبعد رحيل (زياد الرحباني) مباشرة اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ـ ومازالت ـ بكلمات رثاء للراحل من جميع نجوم الفن والأعلام والصحافة في مصر والعالم العربي.
فكتبت الفنانة اللبنانية الكبيرة (كارمن لبس) كلمات تعد على أصابع اليد الواحدة لكنها مؤثرة للغاية حيث قالت: (ليش هيك؟! حاسة كل شيئ راح، حاسة فضي لبنان).
أما سوبر ستار العرب (راغب علامه) فكتب قائلا: (رحل اليوم عبقري لبنان (زياد الرحباني)، الفنان والإنسان الذي سكن قلوبنا بفنه الحر وكلماته الصادقة.
زياد لم يكن مجرد فنان، بل حالة استثنائية متمرّدة، تركت أثراً لا يُمحى في تاريخنا الثقافي، أحرّ التعازي للسيدة فيروز، ولعائلة الرحباني، ولكل من أحبّه، وداعاً يا زياد ستبقى خالداً).
وكتب المطرب فضل شاكر قائلا: (لبنان فقد العبقري (زياد الرحباني)، الله يرحمه، ويغفر له بعزي السيدة فيروز، وآل الرحباني).

زياد برجي ..ظاهرة إبداعية عالمية
أما المطرب اللبناني (زياد برجي) فكتب على صفحته على موقع (إكس) قائلا: (خسرنا اليوم قامة فنّية لبنانية كبيرة وظاهرة فنية وإبداعية عالمية صعب ان تتكرروقدوة لإلنا ولجيلنا المتأثر فيه..
ومتأثر بأعماله من موسيقى ومسرحيات، من عزّى لبنان بفقدان العبقري (زياد الرحباني)، ومن عزّي عائلة الرحباني، ولأرزتنا الغالية (فيروز) الله يصبرك ويطول عمرك وتكون نفسه بالسما).
وكتبت الفنانة (دارين حمزه) قائلة: (بكير يا زياد، بكرت يا صديقي، لمين تركت لبنان؟! ما قلتلي امبارح بدك تعمل مسرحية، والفيلم اللي حكيتلي عنه، وكل الأحلام؟ خلاص يا زياد فليت من لبنان).


عمر خيرت ولطيفة
أما الموسيقار المبدع (عمر خيرت) فكتب قائلا: (ببالغ الحزن والأسى، أنعى رحيل الموسيقار الكبير (زياد الرحباني)، رحل عن عالمنا اليوم أحد أهم أعمدة الموسيقى العربية المعاصرة، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا فريدًا جمع بين الإبداع والجرأة والصدق، عزائى لأسرته والشعب اللبنانى والأمة العربية).
ونعت المطربة (لطيفة) العبقري (زياد رحباني) بكلمات موجعة فكتبت قائلة: (حبيت الفن والإبداع من خلال أعمالك، خسارتنا كثير كبيرة، كم كان عندى أمل أن كل شىء يكون تمام لكن قدر الله ماشاء فعل، حزن كبير يا أغلى من عرفت فى حياتى ، وداعاً زياد الرحباني).

خالد يوسف: اتفقت معه على أعمال ولكن!
برحيل (زياد رحباني) يتركنا آخر العظماء الكبار في الموسيقى العربيّة، يتركنا مكشوفي الظهر، نَهْبًا لموسيقى في معظمها هابطة، وذوقٍ في أغلبه متدنٍّ.
موسيقى الرحابنة كانت عمودًا أساسيًّا في بنائنا الموسيقي العربي، كما كانت موسيقى (درويش وعبد الوهاب والقصبجي والسنباطي وبليغ والطويل والموجي) أعمدةً شاهقة في تاريخنا الموسيقي.
عندما رحل المؤسِّس لموسيقى الرحابنة (عاصي الرحباني)، جاء زياد ليصنع تجديدًا مُدهِشًا لهذه الموسيقى، فعَصْرنَها وحدَّثها، وساهم بشكل جليٍّ في استمرار صوت جارة القمر (فيروز)، ووصولها لأجيالٍ جديدة، ما كانت ستستمع لها لولا ألحان زياد.
اتّفقتُ مع زياد أكثر من مرّة على موسيقى تصويريّة لعددٍ من أفلامي، وتحمّس وشرع وبدأ في التنفيذ، واختفى كعادته منهمكًا في فَتْحٍ موسيقيٍّ آخر، أو هَمٍّ إنسانيٍّ أو وطنيٍّ، كان يُثقل أيّامه بالغَمّ والحزن.
لا ينسي له الناس أنّه ظلّ مرتبطًا بلبنان، باقِيًا فيها في أحلك ظروفها، وهو القادر على المغادرة والعيش عيشة الملوك بالخارج، ولكنّه آثر البقاء والمخاطرة بحياته.
وجودُه في حدّ ذاته وسط الناس إبّان الحرب الأهليّة خفّف كثيرًا على أهلها، فكان برنامجه الإذاعي اللاذع، والمحمّل بكلّ طاقات الأمل وآيات السخط في آنٍ واحد، مُعبِّرًا عمّا تجول به أفئدة اللبنانيين من لعناتٍ على كلّ ملوك الحرب والطوائف، فكان لسان حالهم، والمُعبِّر بصدقٍ عنهم.
كان واحدًا من الكبار الذين التحموا والتصقوا بالهَمّ العام، والهَمّ الوطني، بل والهَمّ الإنساني، فكان مُعبِّرًا بصدقٍ عن كلّ ذلك بموسيقاه ومواقفه، لروحه السلام والسكينة.