
بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
تعد (الدراما) مرآة تعكس واقع المجتمع وتجمله أحيانا وتأخذه لأحلام قادمه أحيانا أخري،ولقد عانينا في السنوات الأخيره من ضياع بوصلة (الدراما) المصرية، حيث ترك القائمون عليها عنانهم لخيالات الجنس والدعاره والبلطجه والخيانه والانتقام والتآمر وتجارة الأثار وكل ماهو ممنوع من أجل ظنهم بأن هذه الموضوعات تجذب المشاهد والمعلن علي السواء!
ولما انفلت عيار (الدراما) وطفح كيلها ورفضها المجتمع كله قيادة وحكومة وخبراء ومواطنين، نظرا لعظيم تشويهها لصورة المجتمع المصري وعظيم بعدها عن واقعه المشرف وكبير تجاهلها لضغوط المجتمع وهمومه، وما سببته من إساءة لصورة اولادنا في الخارج في دول عملهم وهجرتهم.
مما استلزم تدخل القيادة السياسية بتوجيه مباشر لإصلاح المسار وتدخلت الحكومه بلجنتها لوضع تصور لتصويب مسار (الدراما) وأعقب ذلك لجان الهيئه الوطنيه للإعلام ولجنة وزارة الثقافه رغم أن جهات هذه اللجان لاتنتج (الدراما) أصلا، ولم تتحرك الجهات المنتجه لمعظم دراما السوق وهى الشركة المتحدة أو شبكة mbc السعوديه التي تنتج دراما عن مصر وتذاع داخل مصر.
ولست أدري لماذا لم يظهر لهما صوتا كإستجابه لدعوة السيد الرئيس لإصلاح مسار (الدراما) المنحرف، وانتظارا لما تسفر عنه أعمال هذه اللجان من توصيات تمثل خطة قومية لملامح إنتاج مصر الدرامي مستقبلا، نحن منتظرون.
وفي مرحلة الإنتظار يبدو أن ماكينة (الدراما) أفرزت أعمالا صالحة تعالج ما أفسدته دراما الأيام السابقة، ومن بين هذه الأعمال الجيدة (فات المعاد)، والتي ناقشت موضوع حضانة الأم والتي لاتصلح لأم متزوجة.
وعليه فكانت زيجات الأمهات تتم سرا وعرفيا تحايلا علي القانون كما يحدث في صرف المعاش لو تزوجت الزوجة أو الأم أيضا وعندها تنتقل الحضانة إلي الجدة أو أهل الأب مهما كانت صلاحيتهم لأصول التربية وقواعدها، ورغم حتمية دور الأم في الوصايه والتربيه.

(كتالوج) ودور الأم السوبر
وسبق هذا العمل أيضا مسلسل (تحت الوصاية) الذي طرح ذات الموضوع عن وصاية الأم، ثم جاء مسلسل (كتالوج) المذاع على منصة نيتفليكس ليتناول دور الأم السوبر ودور الأب الشقيان في كسب قوت أسرته دون علمه بتفاصيل حياة أولاده.
ليدعو إلي مشاركة الأب مع الأم في إدارة شئون الأولاد والمشاركه في المهام، مهما كانت مسئوليات الأب الذي لولا يوميات الأم علي جهاز الـIpad لضاعت تفاصيل الأسره ومشاكل الأبناء من الأب ولضاعت معه أسرته الصغيرة، وهنا يبرز دور الدراما الجاد والبناء في إصلاح تشريعات المجتمع وتقديم الحلول لمشاكل قانونية يعاني منها المجتمع وتحتاج لإصلاح تشريعي، كما تسهم دراما المنصات في إلقاء الضوء علي مشاكل الأسره وكيفية علاجها.و
من هنا نلتقط بداية خيط إصلاح مسار الدراما ونضع الخطوط الإولي لملامح دراما مصر المستقبل، وأول هذه الخيوط رصد قضايا المجتمع ومشكلاته وتقديم الحلول لها، وتعظيم دور الأم والأسرة والدعوة لعودة الترابط الأسري، والتطلع لمستقبل أفضل من خلال دعم الطموح والتطلعات.
وتقديم النماذج الإيجابية والقدوة السليمة لاولادنا وشبابنا، وعرض واقع مصري ملئ بالقيم وقصص الولاء والوفاء،وتجميله أحيانا بما يعكس آصالته وجذوة ترابطه ومجموعة قيمه وروافدها.
وبهذه المناسبه ظلت مصر ترفع شعارات الإصلاح التشريعي وتشكلت لجان واجتمع خبراء وتداولت أخبار حول إصلاح هذه الغابه من التشريعات المتضاربه والمكرره والسالبه للحقوق والحريات، ولم تنته اللجان هنا أيضا إلى تشريعات منقحه تلائم حالة المجتمع وتطوره وتطلعاته وحقوق مواطنيه وحفاظا علي نسيج أسرته.
ومازال ينقصنا الكثير في هذه المراجعات والإصلاحات التشريعية، ولعل الدراما كما ساهمت قديما في تشريعات زيارة المساجين وأضاءت الطريق أمام مشاكل الميراث فهي تقدم الآن طلبا عاجلا بإصلاح تشريعي لو صاية الأم حتي لو تزوجت مادام الزوج أمينا علي اولادها لأن وضع الأولاد مع الام في وجود زوج أمين هو أفضل من وجودهم مع غيرهم من الأهل في غياب الأم.

(الدراما) قاطرة التعديل
وكذا تعديل صرف معاش الزوج للزوجة حتي لو تزوجت طالما تعول أولاد الزوج المتوفي حتي نغلق الباب أمام التحايل من زواج سري أو عرفي حفاظا على حضانة أو معاش، ولعل لدينا عشرات التعديلات في جوانب حياتنا تستلزم إصلاحا تشريعيا تتقدمه دعوات الإصلاحيين والخبراء والدراما من أجل مجتمع معتدل ظاهر لا يتخفي وراء تحايل او يخاف تعسف.
وهكذا تكون (الدراما) قاطرة التعديل والتطوير والتنميه والإصلاح المجتمعي، وهكذا تعود للميديا والفن دورهم ووظائفهم في بناء المجتمع وتقديم الحلول لمشاكله وريادة المجتمع نحو الغد الأفضل.
ومرحبا بدراما التشريع، ودراما الإصلاح، ودراما مصر القيم والأعراف والتطلع لحياة كريمة في غد أفضل داخل جمهوريته الجديدة بفضل الله.. حمي الله مصر،وأصلح إنتاجها، وتحيا دوما مصر،آمين.