رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب: أمواج الساحل (الشرير) تجرف (راغب علامة) و(النقيب)!

محمود حسونة يكتب: أمواج الساحل (الشرير) تجرف (راغب علامة) و(النقيب)!
قرار المنع أفاد (راغب علامة) ولم يضره، بل أفاده أكثر من الحفل نفسه

بقلم الكاتب الصحفي: محمود حسونة

جرفت أمواج الساحل الفنان (راغب علامة) ومصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية، الأول أحيا حفلاً حدث فيه ما أدى إلى ارتفاع أمواج الغضب بين الناس، والثاني حاول استغلال الموقف واتخذ قراراً غير مسبوق بمنع النجم اللبناني الكبير من الغناء في مصر.

لتجرفه هو الآخر أمواج غضب تؤمن بريادة مصر الفنية وترفض أي قرار ينال من مكانتها كقبلة للفنانين العرب أمس واليوم والغد.. الحفل والقرار أكدا انقسام المجتمع تجاه كل منهما، البعض يريدها جغرافيا منغلقة على أهلها والبعض يريدها أرض للتحرر الذي يتجاوز القيم، وكلاهما يدفع باتجاه تخلي مصر عن وسطيتها واعتدالها ورفضها للتطرف بجوانبه المتناقضة.

من صنفوا بلادنا إلى شعبين (شعب مصر)، و(شعب إيجيبت) كان معهم حق، ولم يتم ذلك من باب السخرية بقدر ما كان تعبيراً عن انقسام مجتمعي أفرز مجتمعين يختلفان في كل شيء ولا يتفقان سوى أنهما يحملان نفس الجنسية.

الاصطياف عادة مصرية قديمة وحق لكل مواطن، وهو الحق الذي يمارسه القادرون على تحمل نفقاته منذ عقود وعقود، يذهبون للسواحل هروباً من حر القاهرة والدلتا والصعيد بحثاً عن نسمة هواء باردة واستمتاعاً بالبحر، وقد أنعم الله على مصر بشواطئ على البحرين تعد الأجمل عالمياً.

كثيرون يفضلون شواطئ المتوسط صيفاً والأحمر في باقي فصول السنة، ولكن ما يحدث فيما يسمونه (الساحل الشرير) غير مسبوق، فلم يعد الذهاب إليه سعياً للاسترخاء بل للتباهي والتفاخر والرياء والانفلات والتبذير.

وبالتالي لصنع التوتر بين فئات غارقة في الملذات وفئات مهمومة بغلاء الأسعار وعاجزة عن نيل أبسط سبل العيش الكريم، فئات يدفعها الفقر للتطرف السلوكي وفئات تدفعها الوفرة لتطرف معاكس، والنتيجة حالة الجدل التي اعتدناها كل صيف والتي تتحول إلى أحقاد وكراهية لدى فريق واحتقار وتباه لدى آخر.

(الساحل الشرير) لا يتصدر الترند مرات عدة خلال موسم الصيف، ولكنه تحول إلى صانع للترند طوال الصيف، غطت حكاياته وانفلاتات بعضهم فيه على أخبار الابادة في غزة والتوترات العالمية والمؤامرات التي تحاك لمصر في الخارج.

محمود حسونة يكتب: أمواج الساحل (الشرير) تجرف (راغب علامة) و(النقيب)!
لا يخفى على أحد أن ما يحدث في هذه الحفلات يكون مقصوداً وليس فطرياً

ليالي مراسي وسهرات هاسيندا باي

لم يعد يشغل الناس متابعة ما يحدث عندنا وحولنا بقدر متابعاتهم للحفلات التي يعج بها الساحل الشرير على امتداده، (ليالي مراسي ومهرجانات العلمين وسهرات هاسيندا باي) وغيرها، والتي حولت هذه المنطقة الغالية من الجغرافيا المصرية إلى خشبة مسرح، عروضها مستمرة وجاذبة ومثيرة كل الأوقات وباقي أهل مصر هم الجمهور المتفرغ لمتابعة ما يحدث على المسرح والتجادل العقيم بشأنه.

ثرثرة وضجيج وصخب لا يفيد في شيء وإنما يضر في أشياء، ولأن النجوم دائماً ما يعتلون المسرح ويكونون النموذج المستحب تقليده، فإن الجمهور المتابع لما يحدث في الساحل ينقسم بدوره إلى فرق، بعضها يريد التقليد ولكنه عاجز، وبعضها يدرك عجزه ولا يملك سوى النقمة، وبعضها يمارس فلسفة الأمر، وبعضها يستغل ما يحدث في محاولة لصناعة فتنة، كل حسب جذوره وثقافته ومساحة وعيه.

انشغل الناس بحفلات الساحل والتي وصل سعر التذكرة في بعضها إلى 20 ألف جنيه حسب المنشور صحفياً، وأسعار التذاكر أصبح ترند سنوي بعد أن فاق المعقول، وكذلك ملابس الفنانين والفنانات، والتي صنعت أكثر من ترند، شورت إحداهن والبنطال القصير لأحدهم والملابس المتجاوزة شكلاً ومضموناً والمثيرة أحياناً للسخرية.

بعضها استفز الناس وبعضها كشف عن ذوق هابط لنجوم يتصدرون الخريطة.. عمرو دياب وابنته جنى التي شاركته الغناء في أحد حفلاته أثار جدلاً بعد أن سرقت ابنته الأضواء منه ومن حلقه وتاتوهاته.

الأكثر والأحدث إثارة للجدل حفل (راغب علامة)، والترند فيه لم يكن لأغنياته ولا لملابسه فهو نجم يجيد اختيار ملابسه أكثر من غيره، ولكن للقبلات التي تلقاها من فتيات ونساء خلال الحفل، قبلات البعض يراها فطرية من معجبات والبعض يراها مدبرة ومتفق عليها.

البعض فسرها على أنها لفتيات مصريات والبعض يبرهن على أن معظمهن غير مصريات بل أن إحداهن تلقت أجراً نظير فعلها والمقصود منه صناعة ترند. البعض يحمل فيها (راغب علامة) المسؤولية وراغب يقول أنها مسؤولية المنظمين وأنه لا يستطيع منع معجبة عن التعبير عن إعجابها به.

محمود حسونة يكتب: أمواج الساحل (الشرير) تجرف (راغب علامة) و(النقيب)!
ما أشعل ترند (راغب علامة) أكثر وأكثر هو قرار (مصطفى كامل) بمنعه من الغناء والتحقيق معه

ترند (راغب علامة)

لا يخفى على أحد أن ما يحدث في هذه الحفلات يكون مقصوداً وليس فطرياً، ولا يمكن أن تصعد معجبة على خشبة المسرح وتقبيل نجم الحفل إلا إذا سمح هو شخصياً بذلك، والإلقاء بالمسؤولية على المنظمين ليس سوى تملص وسعي لحل أزمة. المتحكم في كل ما يخص أي حفل هو النجم الذي يفرض شروطه عند التعاقد معه.

والتي وصلت في حفلات لعمرو دياب وروبي وغيرهما إلى فرض لون الملابس التي يرتادها الجمهور، ولذا فإن ما حدث في حفل راغب متفق عليه وليس جديداً بالنسبة له وهو وسيلة يتبعها لتصدر الترند، كما يتبع غيره وسائل أخرى، فلكل نجم أسلوبه في الترويج لنفسه، والاستفادة من حفلاته بما يتجاوز جمهورها ويصل إلى الجالسين في بيوتهم.

ما أشعل ترند (راغب علامة) أكثر وأكثر هو قرار (مصطفى كامل) بمنعه من الغناء والتحقيق معه، وهو مجرد قرار سيتم إلغاءه خلال أيام، والهدف منه ليس المنع بقدر ما هو الاستحواذ على قطعة من الكيكة، أو على الأقل التواجد النقابي في قلب الحدث.

قرار المنع أفاد (راغب علامة) ولم يضره، بل أفاده أكثر من الحفل نفسه، لقاءات متعددة في وسائل الإعلام، بوستات مليونية على السوشيال ميديا، بيانات من نقابة المهن الموسيقية في مصر وبيانات من نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان.

بوستات تعاطف مع (راغب علامة) من الفنانين في مصر ولبنان، بوستات انتقاد للنقيب الذي لم يقدر الموقف بشكل صحيح، وكله يصب في صالح راغب ويضعه في قلب الأضواء.

الخسارة في هذا الحفل وقعت على المرأة المصرية التي وصمت بما ليس فيها، وعلى نقابة الموسيقيين في مصر التي سعت لاستغلال الحدث بشكل يعكس عدم وعيها بدورها الحقيقي وبما يليق بمصر وفنها ومكانتها كقبلة للفنانين العرب، وهو الدور الذي لن ينهيه قصر نظر نقيب ولا تجاوز جمهور ولا استهانة فنان ولا مساعي منظمين لا يشغلهم سوى الربح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.