رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: شخصيات في حياتي الدكتور (حسين إبراهيم).. (1)

إبراهيم رضوان يكتب: شخصيات في حياتي الدكتور (حسين إبراهيم).. (1)
قمصته فجأة روح سيدة مجهولة.. أصبح يمشي بطريقه نسائية

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

كنت دائم التردد على عيادة صديقي الدكتور (محمد المهدي).. هو من أذكى من قابلتهم من حيث العلاقات الإنسانية والذكاء الاجتماعي.. عنده قابلت شقيقه (إبراهيم) بعد أن دعانى لأذهب له فى الصيدلية التي يملكها شقيقه الدكتور (صبري) العائد من إفريقيا ..دعاني (إبراهيم)  لكي أجلس معه للمسامرة..

بينما أنا جالس مع (إبراهيم) في الصيدلية.. طالعنى شاب طويل أصلع الراس.. قدمه لي (إبراهيم) بصفته الدكتور (حسين إبراهيم).. أضاف (إبراهيم) انه من أمهر الأطباء الذين قابلهم في حياته.. وأنه يمتلك أكثر من مهنه رغم عبقريته كطبيب..

فهو الذي قام بتصليح كل الأجهزة الكهربائية الموجودة عندهم في المنزل.. وهو الذي قام بتركيب كل اللمبات الكهربائية في هذه الصيدلية.. وعيادة الدكتور (محمد) التي فوقها.. فرح (حسين إبراهيم) بوجودي.. تعلق بي.. قلت له أن لدى بعض الأجهزة في المنزل تحتاج الى إصلاح.. أنا على استعداد أن أحضر معك الآن..

 وصلنا شقتي.. قامت زوجتي بتجميع كل الأجهزة الكهربائية المعطلة فقام بإصلاحها بمهاره فائقة.. قام بتركيب سماعات في كل الحجرات.. بعد عدة جلسات صارحنى انه ليس طبيبا رسميا.. وأنه وصل إلى نهائي طب.. لكن دائما في المادة الأخيرة كانت هناك قوي خفيه تمنعه من دخول الامتحان لسبع مرات.. سألته عن السبب.. حكي لي عن هذه الليلة التي غيرت مصيره..

طلبت منهم كلية الطب هيكلا عظميا للدراسة.. كان من المعتاد أن يتم شراءه من الحانوتي الذي يقوم بحراسه المقابر.. ولأن والده بخيل جدا..أخذ الأب (حسين) إلي المقابر وقام برشوة الحارس.. و قام والده بمساعدته في تحطيم مدخل مقبره وأدخل (حسين إبراهيم) إلى جوفها  ليظل بداخلها لساعات بصحبة  شمعه صغيرة..

على ضوئها الخافت يحاول تجميع عظام أحد الميتين ليتكون معه هيكل كامل.. من يومها شعر (حسين إبراهيم) بشئ ما سكن بداخله.. احتله تماما.. جعله يتحول الى شخص آخر.. تقمصته فجأة روح سيدة مجهولة.. أصبح يمشي بطريقه نسائية.. يتكلم بطريقه الحريم..

إبراهيم رضوان يكتب: شخصيات في حياتي الدكتور (حسين إبراهيم).. (1)
لم يتمكن حسين من الحصول على بكالريوس الطب لسبع سنين

بكالوريوس الطب

يرتدي ملابسه ذات طابع أنثوى.. المهم أنه بعد دخوله بيتي فوجئت به يساعد في كل ما يستطيع.. يحمل شكائر الرمل ويصعد بها الى الدور الرابع ..  ينظف المكان.. يقوم بشراء كل ما نريده من المحلات و السوق ..

 أخبرني في يأس أنه لن يستطيع الحصول أبدا على بكالوريوس الطب.. دائما يفشل في مادة اليوم الأخير.. فالسيدة التي تسكنه تمنعه من دخول هذا الامتحان.. سألته عن والده..ق ال أنه يعمل في الصحة.. كل صباح يركب دراجته ويقوم بالذهاب إلي القنوات المائية و الترع في القري لاصطياد قواقع البلهاريسيا..

أضاف أن والده إلى جانب بخله الشديد فانه يقوم بإذلال والدته.. و يضربه منذ طفولته بالمسطرة الحديدية علي أطراف أصابعه.. زرته أكثر من مرة.. بالفعل  كانت والدته تشكو لي من تصرفات زوجها..

فوجئت ذات يوم بأمه تريني مذكره جاءتها على يد محضر من المحكمة.. يدعوها فيها زوجها لبيت الطاعة.. وأنها تخشي أن يتم ذلك إجباريا عن طريق الشرطة.. وهى سيدة كبيرة في السن لا تتحمل التعرض للبهدلة.. 

طلبها في بيت الطاعة رغم أنه يقيم في نفس المنزل في الدور الأرضي.. طعامه الجبن والفجل فقط، ويحتفظ بكل ما يدخره في البنك.. عندما يجتمع معه مبلغ يتبرع به لبناء سقف أو حائط في أى مسجد كصدقه جارية.. وأنه يكسب كثيرا من دكان يمتلكه في ش بنك مصر بالمنصورة..

كتبت عن هذه الواقعة ونشرتها في بعض الصحف المصرية.. اتصل بي صحفي أحبه جدا رغم أننا لم نلتقى، وهو الصحفي (محمود صلاح) المتخصص في أخبار الحوادث.. أخبرنى أنه قادم الى المنصورة..

تقابلنا في شارع العباسي ومعه المصور الصحفي (فاروق إبراهيم) مصور رئاسة الجمهورية.. اتجهنا إلى منزل (حسين إبراهيم) الذي استقبلنا وهو يبكي لأن والده حصل علي قرار إزالة للمنزل.. 

إبراهيم رضوان يكتب: شخصيات في حياتي الدكتور (حسين إبراهيم).. (1)
أخذ (محمود صلاح) كل البيانات وكان يرأس وقتها مجله (أخبار الحوادث)

محمود صلاح

بدأ (فاروق إبراهيم) في تصوير الأم معقبا أنها سيده تجيد التمثيل فلقد كانت مطيعة لتوجيهاته في التصوير تماما.. أخذ (محمود صلاح) كل البيانات وكان يرأس وقتها مجله (أخبار الحوادث).. تصدر التحقيق الصحفى المصور الصحف والبرامج وتحول إلى قضية رأي عام.. كان عنوان مجله أخبار الحوادث: (صدق أو لا تصدق.. هذه السيدة 80 سنه.. مطلوبة في بيت الطاعة).

قامت الدنيا و لم تقعد.. طلب الأب مقابلتي.. قال لي إنني ظلمته.. وأنه سيشكوني أمام الله.. قلت له إنك دفعت ابنك داخل المقبرة وأصيب بمس لم يشف منه حتى الآن.. وأنك بعد صلاه الفجر تقوم بشاكوش بالدق علي الجدران وهدمه طوبه طوبه حتى يقع المنزل عليهم..

فقال لي: هل يرضيك أن تضربني هذه الزوجة أمام الأولاد وتحرضهم علي ضربي؟.. بعد نشر أخبار الحوادث الموضوع كانت  المفاجأة.. انهالت عليهم  آلاف الجنيهات من كل مكان لتساعدها هى وأولاده على المعيشة..لكن ما حدث بعد ذلك كان في غاية العجب.. وللحديث بقية..

من كتاب (مدد مدد..)

سيرة ذاتية لبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.