في الذكرى الـ 73 لـ (ثورة 23 يوليو)، ننشر صورة زكي طليمات في دور (محمد نجيب)

كتب: أحمد السماحي
لم تكن (ثورة 23 يوليو) 1952 تدرك بدقة في سنواتها الأولى ماذا تريد من السينما؟! ـ كما يقول الناقد الكبير (علي أبو شادي) ـ ولم ير فيها الرئيس (محمد نجيب) سوى أنها وسيلة من وسائل التربية والتثقيف، عندما نسيئ استعمالها نهوى بأنفسنا في الحضيض، وندفع جيلا من الشباب إلى الهاوية.
كما جاء في تصريحه في 18 أغسطس عام 1952، والذي استكمله في نوفمبر عام 1952 برسالته عن الفن، التى عدد فيها مساؤي فن العهد البائد، يقصد عهد الملك فاروق!.
وأشار إلى أن (ثورة 23 يوليو) لا تستطيع أن تقبل من الفن ومن المشرفين عليها شيئا من هذا الذي كان يحدث في الماضي).
لكن مع مرور الوقت عرفت قيادة الثورة أهمية السينما، وبدأ اهتمام الدولة يأخذ شكلا جديا، وملموسا بعد إنشاء مصلحة (الفنون) عام 1955، التى تولى رئاستها الأديب الكبير (يحيي حقي).
والذي بدأ تجربته الخصبة في مجال الثقافة السينمائية عام 1956 بإنشاء ندوة (الفيلم المختار) التى اتخذت من حديقة قصر عابدين ـ القصر الملكي سابقا ـ مكانا لعروضها.
وكانت هذه الندوة ـ كما يقول علي أبو شادي ـ هى الرحم الذي خرج منه جيل كامل من عشاق السينما، ومثقفيها، وخرجت من معطفها أيضا حركة النقد السينمائي الجديد، والتى بلورت في جمعية الفيلم عام 1960، ثم اتخذت شكلها الرسمي والقانوني في عام 1972 بتكوين جمعية (كتاب ونقاد السينما المصريين).
ومع بداية ترسيخ (ثورة 23 يوليو) لأقدامها في الحكم، تملق بعض صناع السينما ثورة يوليو 1952 وراح بعض صناعها يضيفون شعارات الثورة إلى نهايات أفلامهم الجاهزة، وأخفى هؤلاء السينمائيون قناعاتهم، تحت أقنعة التملق والنفاق والرياء والتأييد الكاذب.

الله معنا.. وتزييف الحقائق
من أهم الأفلام التى زيفت الحقائق وخدعتنا جميعا لسنوات طويلة فيلم (الله معنا) الذي يحكى قصة ما سمي بقضية الأسلحة الفاسدة في حرب فلسطين، والتي انتهت بقيام (23 ثورة يوليو) 1952.
كتب قصة الفيلم خصيصا للسينما الأديب والكاتب الكبير (إحسان عبدالقدوس) صاحب قضية (الأسلحة الفاسدة) التى أثارها وشنها على (الملك فاروق) على صفحات مجلة (روزاليوسف) وصدقها الجميع!.
وظل الجميع مخدوع فى هذه القضية حتى برأ الضباط الأحرار أنفسهم (الملك فاروق) من هذه القضية، من خلال كتابات بعضهم أو من خلال برنامج (الملفات السرية للثورة المصرية) للمذيع الراحل (طارق حبيب)، وأكدوا كذب هذه الحملة!.
بدأ تصوير فيلم (الله معنا) بعد قيام الثورة مباشرة، وتم تصوير مناظره الخارجية فى القصور الملكية مثل (قصرعابدين، والطاهرة، والمنتزه، رأس التين) وغيرها.
وجسد الفنان (شكري سرحان) دور الكاتب الصحفي (محسن عبد الموجود) الذي يرمز بقوة إلى مفجر القضية (إحسان عبدالقدوس) وتم تصوير بعض مشاهد الفيلم فى مجلة (روزاليوسف).
وظهر فى المشاهد التى يتحدث فيها (شكري سرحان) مع زوجته (ماجدة) تمثال لمؤسسة الدار الفنانة الكبيرة (روزاليوسف).


حذف دور محمد نجيب
كان من بين أحداث الفيلم مشاهد تتحدث عن دور الرئيس (محمد نجيب) في (ثورة 23 يوليو)، وأدى دوره الفنان الكبير (زكي طليمات) لكن نظرا لتأخر عرض الفيلم عامين، حدثت انقلابات في (ثورة 23 يوليو)، وطار الرئيس محمد نجيب من الحكم.
وأصدر الرئيس الجديد (جمال عبد الناصر) قرارا بتحديد إقامة (محمد نجيب) في فيلا (زينب الوكيل) بالمرج.
وبمجرد إعداد الفيلم للعرض وصل إلى (عبد الناصر) شائعة بأن الفيلم يبرز دور (محمد نجيب) في (ثورة 23 يوليو)، وأنه كان سببا قويا في نجاح الثورة.
فقرر (جمال عبدالناصر) وقف عرض الفيلم، حتى ذهب كاتب القصة (إحسان عبدالقدوس) إلى الرئيس (عبد الناصر) وطلب منه مشاهدة الفيلم.
وبعد أن شاهد الرئيس جمال عبدالناصر الفيلم، طلب حذف مشاهد اللواء (محمد نجيب) كما ذكرت مجلة (روز اليوسف) عام 1955 ووافق المسئولين عن الفيلم، فتم عرض الفيلم، وحضر (جمال عبدالناصر) العرض الأول للفيلم يوم 14 مارس عام 1955.
واليوم وبمناسبة الذكرى 73 لـ (ثورة 23 يوليو) عام 1952، ننشر لأول مرة صورة للفنان الكبير (زكي طليمات) وهو يجسد شخصية الرئيس (محمد نجيب).