رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نقاش مفتوح حول (الموسم المسرحي) في جلسة فكرية موسعة

نقاش مفتوح حول (الموسم المسرحي) في جلسة فكرية موسعة
استهل الناقد أحمد خميس جلسة (الموسم المسرحي) بطرح ثلاثة محاور رئيسية للنقاش

كتبت: سما أحمد

استضافت القاعة الرئيسية بالمهرجان القومي للمسرح المصري في إطار فعاليات المحور الفكري للدورة الثامنة عشرة، الذي يُقام برعاية وزارة الثقافة وبرئاسة الفنان محمد رياض، جلسة فكرية موسعة بعنوان نقاش مفتوح حول (الموسم المسرحي)، بمشاركة نخبة من النقاد والباحثين المسرحيين، وحضور عدد كبير من المسرحيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي.

شارك في المائدة المستديرة حول (الموسم المسرحي) كل من: الناقد باسم صادق، الناقدة رشا عبد المنعم، الشاعر والكاتب المسرحي يسري حسان، الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والناقد الدكتور محمد الخطيب أستاذ النقد المسرحي بجامعة عين شمس، وأدار النقاش الناقد أحمد خميس.

استهل الناقد أحمد خميس جلسة (الموسم المسرحي) بطرح ثلاثة محاور رئيسية للنقاش، هي:

السمات المشتركة للعروض المسرحية: مع بروز الميل نحو النصوص المترجمة والتقليدية على حساب الإبداع المحلي.

العلاقة مع الجمهور والإعلام: والحاجة إلى تطوير أدوات الجذب والتواصل مع جمهور المسرح.

الفرص والتحديات: ومنها محدودية دور العرض، وتراجع التجديد المسرحي، وأزمات إدارة الإنتاج.

أكد الكاتب والشاعر (محمد عبد الحافظ) ناصف خلال جلسة (الموسم المسرحي) على أهمية الدور التاريخي الذي تؤديه الهيئة العامة لقصور الثقافة في دعم الحركة المسرحية بمصر لأكثر من 80 عامًا، مشيرًا إلى أن المسرح الجماهيري لا يزال المنصة الأساسية لاكتشاف المواهب وتدريبها.

نقاش مفتوح حول (الموسم المسرحي) في جلسة فكرية موسعة
طرحت الناقدة (رشا عبد المنعم) في جلسة (الموسم المسرحي) تساؤلات حول اغتراب المحتوى المسرحي

تعزيز العدالة الثقافية

وأوضح أن موسم نوادي المسرح هذا العام شهد تقدم أكثر من 250 مشروعًا، تم تصفيتها إلى 155 عرضًا، بتمويل 10 آلاف جنيه لكل منها، بالإضافة إلى عروض كبرى بميزانيات بلغت 80 ألف جنيه. وقد بلغ إجمالي المشاركين 9000 فنان ومتدرب، فيما تجاوز جمهور المسرح 300 ألف مشاهد سنويًا.

وشدد على أهمية وصول العروض والفعاليات إلى المحافظات، معتبرًا أن توجه المهرجان القومي نحو الأقاليم يُعزز العدالة الثقافية ويخلق تفاعلًا مباشرًا مع جمهور جديد.

من ناحيته أعرب الدكتور محمد الخطيب في جلسة (الموسم المسرحي) عن قلقه إزاء ما وصفه بـ (تشابه الصيغة الفنية) بين معظم العروض المسرحية، مؤكدًا أن مصر تنتج ما يفوق 5000 عرض سنويًا في مختلف القطاعات (الدولة، الجامعات، الكنائس، المستقلون، قصور الثقافة)، لكن دون جمهور مستقر أو حقيقي.

وقال: (الفنان بات حريصًا على الظهور وليس على الرسالة. نعيش حالة من المبادرات الفردية، بينما يظل الجمهور غائبًا، وهو ما يستدعي تغييرًا في الثقافة العامة، لا في الفنان وحده).

أما الكاتب المسرحي (يسري حسان) فقد انتقد غياب النشاط المسرحي عن بعض المحافظات مثل المنيا، رغم وجود مسارح مغلقة بالإسكندرية، مؤكدًا أن مسرح الأنفوشي يكاد يكون المنصة الوحيدة النشطة هناك.

واقترح استغلال المساحات المفتوحة في المحافظات لتقديم عروض جماهيرية حقيقية، بعيدًا عن النمط الرسمي (لعروض اللجان)، داعيًا إلى توجيه جزء أكبر من الميزانيات للتدريب بدلاً من الاكتفاء بالإنتاج، لضمان الجودة والابتكار.

وطرحت الناقدة (رشا عبد المنعم) في جلسة (الموسم المسرحي) تساؤلات حول اغتراب المحتوى المسرحي عن الواقع المصري، مشيرة إلى أن كثيرًا من العروض تنطلق من نصوص مترجمة أو محلية تدور أحداثها في بيئات غربية، مما يفقدها التواصل الحقيقي مع الجمهور المحلي.

وأشادت بظهور تجارب شبابية واعدة تتناول القضايا الاجتماعية المصرية بصدق، وبتزايد عدد الكاتبات والمخرجات الجدد، معتبرة أن المهرجانات، وعلى رأسها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، كان لها دور بارز في تشجيع هذه الاتجاهات.

نقاش مفتوح حول (الموسم المسرحي) في جلسة فكرية موسعة
تحدث محمد رياض عن العروض التي ساهمت في ترسيخ الوعي المسرحي الجماهيري

تجارب مسرحية عريقة

رأى الناقد باسم صادق أن المسرح الجامعي بات يشكل (خط الدفاع الأول عن المسرح)، مشيرًا إلى أنه قدم 8 عروض هذا العام، مقارنة بـ 18 عرضًا فقط للبيت الفني للمسرح، دون توجه أو رؤية إنتاجية واضحة.

كما نوه إلى عودة مسرح العرائس بقوة، وتزايد العروض الغنائية، لكنه شدد على أن المسرح العام بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة في الإنتاج والرؤية الفنية.

وفي ختام الجلسة، تحدث الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، مؤكدًا أن المسرح الخاص، الذي كان يمثل سابقًا أحد أعمدة الحركة المسرحية، غاب عن المشهد دون دراسة حقيقية لأسباب تراجعه.

واستشهد بتجارب عريقة مثل عروض (عادل إمام، وسمير غانم، ومحمد صبحي)، التي ساهمت في ترسيخ الوعي المسرحي الجماهيري، بينما اليوم، يظهر المسرح الجامعي كأكثر المسارات استقرارًا من حيث الإبداع والتواجد، واصفًا عروضه بأنها (مشرفة ومتميزة) خاصة تجربة (ماكبث المسرح).

كما أكد أن توجه المهرجان لإقامة ورش وعروض في المحافظات يُعد خطوة مهمة وملموسة نحو خلق قاعدة جماهيرية جديدة من قلب الأقاليم المصرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.