رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حنان أبو الضياء تكتب: (أنتوني هوبكنز).. ذكرياته تشبه أحلام اليقظة وقائمة التسوق (51)

حنان أبو الضياء تكتب: (أنتوني هوبكنز).. ذكرياته تشبه أحلام اليقظة وقائمة التسوق (51)

حنان أبو الضياء تكتب: (أنتوني هوبكنز).. ذكرياته تشبه أحلام اليقظة وقائمة التسوق (51)
الفيلم مقتبس من مسرحية (زيلر) التي عُرضت عام 2001
حنان أبو الضياء تكتب: (أنتوني هوبكنز).. ذكرياته تشبه أحلام اليقظة وقائمة التسوق (51)
حنان أبو الضياء

بقلم الكاتبة الصحفية: حنان أبو الضياء

(أنتوني هوبكنز) أحد أبرز نجوم السينما.. جميعنا يتذكر إحراجه لبراد بيت، وعمله مع (بوب هوسكينز)، وإزعاجه لجوناثان ديمي.

يفضل (أنتوني هوبكنز) أن يكون مستلقي على السرير، يُراقب الشمس.. هناك مناظر يُمكن تأمّلها و هو يجمّع شتات نفسه.. صوته مُريح، وأدائه المُتقطّع يميل إلى التسارع بين الحين والآخر.

في ذلك المزيج من الحزن المُنحسر والعزيمة المُتحدية، وهو مزيج مألوف من أكثر من 50 عامًا من العروض. ذكرياته تشبه إلى حد كبير أحلام اليقظة وقائمة التسوق.

لعب (أنتوني هوبكنز) في دور (أنتوني ميلر)، والد بيتر وجد نيكولاس، (الابن) هو فيلم درامي صدر عام 2022، من إخراج فلوريان زيلر، وسيناريو كتبه هو وكريستوفر هامبتون.

الفيلم مقتبس من مسرحية (زيلر) التي عُرضت عام 2001، والفيلم من بطولة (هيو جاكمان ، ولورا ديرن ، وفانيسا كيربي ، وزين ماكغراث، وهيو كوارشي).

في عام 2020، قام (زيلر) بتحويل مسرحيته الحائزة على جائزة إلى فيلم بعنوان (الأب)، حاز فيلم (الأب) على ستة ترشيحات لجوائز الأوسكار، حيث فاز (أنتوني هوبكنز) بجائزة أفضل ممثل، بينما فاز (زيلر وكريستوفر هامبسون) بجائزة أفضل سيناريو مقتبس.. كما نالوا نفس الجوائز في جوائز بافتا.

في فيلم The Son، أعاد (أنتوني هوبكنز) تمثيل دور أنتوني من فيلم The Father. قبل بضع سنوات من تشخيص أنتوني بالخرف في فيلم (الابن)، يقوم (بيتر) شخصية (جاكمان)، بزيارة نادرة لوالده في منزل طفولته الفخم. هناك تلميحات إلى تدهور صحة أنتوني، لكن لا شيء يُشير صراحةً إلى تشخيصه بالخرف.

المخرج (فلوريان زيلر) أكد إنه كان يفكر فيه دائمًا للعب دور والد (بيتر) في فيلم The Son.

حنان أبو الضياء تكتب: (أنتوني هوبكنز).. ذكرياته تشبه أحلام اليقظة وقائمة التسوق (51)
من الرائع مشاهدة، مشهدًا محوريًا في القصة

الأفلام تجربة عاطفية بامتياز

قال (زيلر): كتبتُ السيناريو و(أنتوني هوبكنز) في ذهني، ولأكون صريحًا، عندما انتهيتُ من كتابة السيناريو، كان أول من أرسلتُ إليه النص، وقرأه فورًا.

كنتُ أرغب بشدة في العمل معه، لأن صناعة الأفلام تجربة عاطفية بامتياز، وقد عملنا معًا في فيلم (الأب)، وكان ذلك بمثابة تجربة مميزة لكلينا. لذا، كنتُ أرغب بشدة في أن يكون موجودًا، كما أن الكثيرين لجأوا إليّ بعد فيلم (الأب) يسألونني: (هل هو بخير؟)، كما لو كان يعاني من الخرف، فقلتُ: (نعم، إنه في حالة جيدة جدًا، إنه ممثل استثنائي).

في فيلم (الابن)، يزور المحامي المرموق (بيتر ميلر) والده (أنتوني ميلر). ومنذ الثواني الأولى من لقائهما، يتضح جليًا أن علاقتهما متوترة للغاية.

(أنتوني) غاضبٌ ومتجاهلٌ لابنه، و(بيتر) مستاءٌ من والده لأنه لم يكن الأب الذي كان يأمله.. سرعان ما يتضح أن (بيتر) يبذل قصارى جهده كي لا يصبح مثل والده، لكن أوجه التشابه بينهما مدفونةٌ في الأعماق، تطفو ببطء على السطح.

أوضح (زيلر): كان من المقنع لنا أن نفعل عكس شخصية هوبكنز تمامًا في فيلم (الأب) لأنه في فيلم (الابن) هو هذا الرجل المسيطر تمامًا على الموقف، وقاسٍ للغاية.

ومن الرائع مشاهدة، مشهدًا محوريًا في القصة، عندما ندرك أن هذا الأب، (هيو جاكمان)، هو أيضًا ابن، وهو ابن يتألم، وكان يحاول فقط، كما نفهم، أن يكون أبًا أفضل من الأب الذي كان لديه، أو الأب الذي لم يكن لديه، وهو ما نفعله جميعًا.

في هذه القصة، هناك ثلاثة رجال، ان اجتمع كل هؤلاء الممثلين في نفس الغرفة، يعلمنا كيف يمكنك التعامل مع حاضرك عندما لا تكون منغمسًا في ماضيك، وهذه قصة رجل ليس في سلام مع ماضيه، وبالتالي فهو غير قادر على التعامل معه عندما يكون ابنه أمامه مباشرة.

قال (زيلر): قبل أن أقدم (الأب)، كنت أعرف بالفعل أنني أريد أن أقدم (الابن).. إنها مسرحية أخرى من تأليفي، لكنها كانت قصة أردت حقًا أن أرويها، وقصة شعرت بالحاجة إلى سردها، لذا لم أضيع الوقت في التشكيك في تلك الرغبة.

حنان أبو الضياء تكتب: (أنتوني هوبكنز).. ذكرياته تشبه أحلام اليقظة وقائمة التسوق (51)

حنان أبو الضياء تكتب: (أنتوني هوبكنز).. ذكرياته تشبه أحلام اليقظة وقائمة التسوق (51)
فكرة الفيلم  تدور حول (بيتر ميلر) المتزوج حديثًا من زوجته الثانية، (بيث)، ويربي مولودهما الجديد

مشكلة الصحة العقلية

كان الأمر أشبه بقناعة حقيقية بأن تلك القصة يجب أن تُروى، ربما ليس لأنها كانت نابعة من مكان شخصي، ولكن أيضًا لأنني كنت أعرف أن الكثير من الناس يمكنهم التعاطف مع هذه المشكلة، وهى مشكلة الصحة العقلية.

يعاني الكثير من الناس من مشاكل الصحة النفسية، أو القلق الذي قد يدفعهم أحيانًا إلى التفكير في الانتحار، ويعيش الكثيرون بمفردهم مع هذه المشاكل، لذا بالنسبة لي كان إنتاج هذا الفيلم وسيلةً لفتح نقاش حول هذا الموضوع.

وأعلم أن هناك شعورًا بالخجل والجهل، وأن الكثيرين في حالة إنكار حول هذه المواضيع.. كما تعلمون، في تلك القصة، نجد أبًا محبًا، ومع ذلك، لا ينجح الأمر.. لا يعرف كيف يفتح الأبواب، وهذا ما أردتُ تسليط الضوء عليه في هذا الفيلم.

فكرة الفيلم  تدور حول (بيتر ميلر) المتزوج حديثًا من زوجته الثانية، (بيث)، ويربي مولودهما الجديد.. ظهرت زوجته السابقة (كيت) فجأةً وأخبرته أن ابنهما (نيكولاس)، البالغ من العمر سبعة عشر عامًا، يعاني من الاكتئاب وترك الدراسة.

مع أن (بيتر) لا يعرف نيكولاس جيدًا، إلا أنه يوافق على إيوائه.. (بيتر) أيضًا لديه علاقة سيئة مع والده (أنتوني) الذي كان قاسيًا عليه حتى في غيابه.. مع ذلك تجاوز بيتر صدمة طفولته ويأمل أن يكون أبًا صالحًا لنيكولاس.

رغم محاولته التقرّب من (نيكولاس)، يرفض بيتر الاعتراف بأنه ألحق به جرحًا عميقًا بخيانته لكيت.. ولكن عندما يحاول (نيكولاس) الانتحار ويُوضع في مصحّة علاجية، يُدرك بيتر متأخرًا مسؤوليته عن الوضع.

بعد أسبوع، أحضر (بيتر وكيت نيكولاس) إلى المنزل بعد أن تعاطفا مع توسلاته بأنه نادم على القرارات التي أدت إلى دخوله المنشأة.. عند عودتهما، حضّر (نيكولاس) الشاي لوالديه وتحدث بسعادة عن مشاهدة فيلم مع عائلته.

وبينما كان (نيكولاس) يستحم، وبينما كان والداه يتناقشان حول تحسن الأمور، أطلق النار على نفسه.. بعد سنوات، وبعد صدمة انتحار ابنه، راود (بيتر) خياله حول كيف كانت ستكون حياة (نيكولاس) لو كان على قيد الحياة.. كانت بيث تُواسيه بينما كان يُعبّر عن شعوره بالذنب والندم، ويُلقي باللوم على نفسه في المأساة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.