رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حسين نوح يكتب: (ليلة سقوط بغداد).. وسينما الاستشراف

حسين نوح يكتب: (ليلة سقوط بغداد).. وسينما الاستشراف

حسين نوح يكتب: (ليلة سقوط بغداد).. وسينما الاستشراف
يستعرض المخرج بذكاء مردود الحدث

بقلم الفنان التشكيلي الكبير: حسين نوح

فيلم (ليلة سقوط بغداد)، دائماً وبعد يوم طويل من متابعة الاحداث في مصر والعالم وما يحدث أجد نفسي بعد منتصف الليل ابحث عن فيلم لاغتسل عقلاً قبل الذهاب إلى النوم وأحياناً.. أجد أفلام  تحفزني على الكتابه عنها، كتبت كثيراً من قبل (الفستان الأبيض وعيار ناري والمستحيل) للمبدع حسين كمال وأفلام أراها تستحق.

 أشار لي صديق مخرج مبدع متابع ما أكتب طالباً أن اشاهد فيلم (ليلة سقوط بغداد) رغم انه انتاج 2005.

ونجحت في العثور على فيلم و(ليلة سقوط بغداد)، جلست وحيداً ليلاً لأتابع عمل فني جريئ مكتوب بوعي ونجح في أن أعيش متعة سينمائية قليلاً ما تحدث، الفيلم من إخراج والتأليف محمد الأمين وبطولة (بسمة، وأحمد عيد، والرائع حسن حسني، وهالة فاخر).

يبدأ فيلم (ليلة سقوط بغداد) بالناظر حسن حسني (شاكر) في منزله وهو يتابع مع أسرته دخول القوات الامريكيه الي العراق الشقيق ويستعرض المخرج بذكاء مردود الحدث على المنزل فنجد وجهات نظر مختلفه وينقلنا للقهوة ويستعرض جمهور القهاوي والادعاء البائس بمعرفة الحقيقه وكلمة بعيد عننا! 

ثم الشارع هرتلة ونسمع (لطفي لبيب) يقول: السحابة السودة تجارب نووية!، وأيضاً تلاسن أجوف وبعض الآراء لشخص يؤكد أن الاحتلال قد يحسن من أوضاع الناس!

ثم شخصية اللواء المتقاعد وهو الجانب الإيجابي للقوة ويتحدث عن الإرادة والإيمان  وهما جزء من سلاح الردع،  كاتب واعي  يريد إضافة قيم الولاء.

فنجد أيضاً طارق (أحمد عيد) المحب لأم كلثوم، وهنا الولاء للأصالة والحقيقة، وتقديم شخصية رجل الأعمال السلبي لتنبيه لبعض نوعية من بشر لا يبحث إلا لما يأتي إليه بالمال عن طريق الكورة والاستثمار في الفن والغناء، وهى نوعية محدودة البصر والبصيرة.

حسين نوح يكتب: (ليلة سقوط بغداد).. وسينما الاستشراف
تدرك أن الوطن وأمانه وقوته هو أكبر ضامن لبقاء المواطن في كل مجال ومنه رجال الأعمال

قيمة الوطن والولاء إليه

ولا تدرك أن الوطن وأمانه وقوته هو أكبر ضامن لبقاء المواطن في كل مجال ومنه رجال الأعمال، فالمواطن هو الضلع الثالث للوطن فبدونه يصبح المثلث منقوص، أن المواطن في المنزل والشارع والمدرسة والجامعة هو الفاعل والعاقل وأساس تكوين الوعي بقيمة الوطن والولاء إليه.

أضاف هذا الفيلم وهو إنتاج 2005 أكثر من قيمة مضافة للعمل الفني منها استشراف المستقبل، وقد صدقت توقعاته، وأيضاً كيفية الصحوة حين يكون الوطن مهدداِ ثم ان المواطن في الأمة العربيه يتآثر بما يحدث لجيرانه، وهو ما حدث مع الناظر وهو اختيار من الكاتب ليكون هو صاحب فكرة البحث عن وسيلة.

فكانت فكرة رجل العلم أول من يدرك أن (ليلة سقوط بغداد) قد تكون بداية لزيادة الأطماع ومحاولات الاستيلاء على دول أخرى وهو ما حدث الان ونراه.. قلق الناظر رجل العلم يجعله يفكر في كيف يواجه العدوان، وأكيد بالعلم فيجد الطالب الجهبذ الموهوب (طارق عبد الصمد)، وهو اسم مركب مرتبط بالبطوله والصمود فيدعمة.

ليجد اختراع يدافع به عن الوطن بعد كوابيس وأحلام بالقادم الخطير يستعرض الفيلم كيف كان يعيش (طارق مغيب بالمخدرات، ولكن حين تعرض الوطن للخطر، علينا جميعاً اليقظة لما يحاك للأمة من أطماع خبيثة، أليس هذا ما نشاهده يومياً الآن ويحتاج إلى توحيد الشمل العربي لنوقف قطار المؤامرات.. شكراً للفكرة ولنوعية سينما نحن في أشد الحاجة اليها

لقد تناول فيلم (ليلة سقوط بغداد) موضوع غاية في الخطورة، فالخطه والأطماع خبيثة تكررت في سوريا وليبيا وأصبح جلياً الهدف، وهو تفتيت الأمة العربية الي دويلات صغيرة تتفوق عليها دولة الاحتلال وتبتلعها وتسير في تحقيق حلم من النيل للفرات، أن الصهاينة لاعهد لهم ولاكلمة.

وعليه كانت مصر التي لم تعتد في تاريخها الطويل علي أي أرض أو دول بجوارها، ولكنها أيضاً قادرة على حماية كل متر في أرضها عبر تاريخ طويل يعرفه العالم، فمصر الآن غير مصر قادرة على دحر كل من تسول له نفسه إلى أى خيال أو اعتداء يكلفه وجوده فقد فعلتها مرة وتستطيع كل مرة.

حسين نوح يكتب: (ليلة سقوط بغداد).. وسينما الاستشراف

حسين نوح يكتب: (ليلة سقوط بغداد).. وسينما الاستشراف
أحمد عيد.. ممثل رائع يستحق الاهتمام

انتبه المنتجون لممثل مبدع

لقد قدم فيلم (ليلة سقوط بغداد) حالة الأزمة في الأمة العربيه والتي أدركنا جميعا وبعد أحداث واقع مر من تدهور وفوضي يساعد عليها بعض من لديهم أچندات خارجية، وكذلك مخابرات لدول تزرع جواسيس لبث الأخبار الكاذبه وإشاعات للفتنه والفرقه والعبث في اللحمة الوطنيه ومعظمها لقوى خارجية تسعى للسيطرة.

وهو ما تنبأ به الفيلم لغايات الصهاينه والأطماع وحتى حرب إيران.. إنها السينما حين تكون واعية ولا تبحث فقط عن ترفيه، بل لديها ماتقوله وقد يقدم قيم في خدمة المواطن والوطن.

شكراً لكل من شا رك في هذا العمل الممتع للعقل وإعماله.. تحية للكاتب والمخرج والرقابة التي سمحت بعرض الفيلم، وكذلك (أحمد عيد) الذي أندهش حين جلس دون عمل إلى أن اختاره المنتج جمال العدل في مسلسل (عملة نادرة) إنتاج كبير وحقق نجاحاً وانتبه المنتجون لممثل مبدع.

 رائع يستحق الاهتمام، لكنها أزمة الفرز والنقد شكراً النجم (حسن حسني) الذي احتضن معظم نجوم الشباب، فكان رمانة الميزان لمعظم الأعمال، وكان لوجوده في هذا العمل إضافة كبيرة، وبالمثل (هالة فاخر، لطفي لبيب، إحسان القلعاوي، حسن كامي، سامي مغاوري محمد الصاوي).

كانت الموسيقي للرائع (تامر مروان) مناسبه للأحداث لكنها إلكترونية، وأثمن التكلفة ومجهود رائع للمبدع مدير التصوير (خالد محمد علي).. شكراً شركة الإنتاج (نهضة مصر) لاختيارتها تلك الأعمال الواعية.. حفظ الله مصر والسينما.. ومصرتنطلق وتستحق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.