كتب: أحمد السماحي
اليوم نحيي الذكرى الـ 24 لرحيل أيقونة الفن، السندريلا (سعاد حسني) المعجونة بالموهبة، وأصدق من جسد نماذج للمرأة المصرية، وكانت بدايتها من خلال الغناء في برامج (بابا شارو).
وانقطعت (سعاد حسني) عن الغناء فترة لانشغالها بالتمثيل، لكن مع منتصف الستينات عادت إليه مجددا، وتعاونت على مدى مشوارها الغنائي مع عدد كبير من أساطين التلحين من هؤلاء (كمال الطويل، محمد الموجي، مراد منير، سيد مكاوي، إبراهيم رجب، عمار الشريعي، هلكوت زاهير) وغيرهم.
وفي الذكرى الـ 24 لرحيلها نتوقف لأول مرة عند شهادة ثلاثة من عمالقة التلحين، في صوت (سعاد حسني)، وهم الموسيقار كمال الطويل، والملحن محمد الموجي، والعبقري بليغ حمدي.
أقدر من تغني الأغنية الخفيفة
عام 1965 وأثناء تصوير فيلم (صغيرة على الحب) أدلى الملحن الكبير (محمد الموجي) برأيه في صوت (سعاد حسني)، حيث قال: سعاد تمتلك صوتا جميلا، ودمه خفيف، والذي يسمعه لا يستطيع أن يقول أنه صوت نجاة، أو شادية.
وهو صوت كنا نفتقده بشدة، لأنه صوت من نوع جديد، وخطأ أن يقارن بصوت أختها (نجاة)، وفي البداية وقبل أن تغني قال ولاد الحلال: أن سعاد ستفشل!، وأن هذا سيؤثر على مكانتها كممثلة.
وأنا أقول أن هذا خطأ، فسعاد ممثلة لها مكانتها، ولن يؤثر الغناء بحال على هذه المكانة، وأنصحها أن تحافظ على صوتها بالتمرينات الرياضية، والتمرينات الصوتية.
وأن تتحاشى نزلات البرد والأنفلونزا، وأنا أتنبأ لها بأنها ستكون أقدر مطربة تقدم الأغاني (السندويتشات) أو الأغاني الخفيفة.
صوت نادر ولن يتكرر
يقول كمال الطويل: حين لحنت أغنية (يا واد يا تقيل) لم أكن أحلم أو أتوقع أن يكون لها كل هذا الدوي، وهذا النجاح الضخم، وهذه الشعبية الكبيرة، والأهم هذا المذاق الذي أدت به الأغنية الموهوبة (سعاد حسني).
فقبل غنائها لي كنت أعتبرها ممثلة نادرة الموهبة، وفنانة من الطراز الأول، وملكة متوجة فى مجال التمثيل، لكن إعجابي زاد بها وبصوتها عندما غنت.
فصوت (سعاد حسني) نادر، ولن يتكرر أبدا، صوت يجمع بين الطرب والأداء الجميل السهل والمتميز، والتمثيل الصادق في الصوت، صوت حقيقي فريد فى نوعه.
وقد قلت ولا زلت أقول أن (سعاد حسني) حين تغني وتؤدي لا يمكن لمخلوق أو صوت آخر أن يؤدي مثل هذا الأداء، وبهذه الحلاوة، وبخفة الدم المحببة التى تؤدي بها، ولا يمكن لصوت آخر أن يدخل القلب بمثل هذه الصورة السريعة إلا صوت سعاد حسني.
صوت فيه حلاوة تضاهي نجاة
من الأسرار التى لا يعرفها الكثيرين أن الموسيقار العبقري (بليغ حمدي) لحن أغنية للأسطورة (سعاد حسني) في فيلم (خلى بالك من زوزو) إخراج حسن الإمام.
وفى هذا الفيلم كتب العبقري صلاح جاهين السيناريو والحوار والأغانى، ولمعت سعاد بقوة وتألقت وهى تمثل، وتغنى بصوتها الشقى الجميل المتلون أغنيات الفيلم وهي (الفتاة المثالية، خلى بالك من زوزو، يا واد يا تقيل)، والاستعراض الأخير (استنى استنى)، ولحن الأغنيات (كمال الطويل، سيد مكاوى، إبراهيم رجب).
وكان من المقرر أن يكون فى هذا الفيلم أغنية بعنوان (البوسة) لحنها بالفعل (بليغ حمدي، وتم تصويرها ضمن سياق الأحداث والمشاهد فى الفيلم.
لكن بعد تصويرها اعترضت الرقابة على مضمونها، بحجة خدش الحياء العام، والخروج عن تقاليد المجتمع، وأصرت الرقابة على تزمتها وموقفها!.
رغم أن الأغنية كسرا لقاموس الحب المعتاد، فالشاعر ينتصر للحب والمفردات فى آن واحد، وبعد تفكير ونظر لطول عرض الفيلم اكتفى صناعه بمشهد الحلم، والذى يقبل فيه حسين فهمي، أو ـ المخرج سعيد ـ (سعاد حسني، أو زوزو).
وتم حذف الأغنية التى كانت تترجم فرحة البطلة بالقبلة، وتمثل اللقاء الأول بين الموسيقار العبقرى (بليغ حمدى)، و(سعاد حسني).
وفى هذا الوقت صرح (بليغ حمدي) برأيه في صوت (سعاد حسني) حيث قال : (أن فى صوت سعاد حسنى حلاوة تضاهى صوت شقيقتها نجاة الصغيرة).
أين اختفت هذه الأغنية
والسؤال الآن أين اختفت هذه الأغنية ولماذا لم يفرج عنها (آل الصباح) الذين انتجوا الفيلم حتى الآن، وعرضها كأى فيديو كليب؟
تقول كلمات الأغنية التى كتبها صلاح جاهين:
أحلى كلام اللى الشفايف بيقولوه من غير كلام
فى البوسه الكلام يتوه.. ولا ملام
بوسه منى للحياة.. بوسة من قلبى وهناه
للسما والأرض وحبيبى الجميل
ولكل شئ صنعه الإله
بوسه بتقول يا سلام أحلى كلام
بوسه من قلب انفطر وانبدر طرح الشجر
كل أزهاره شفايف دايبة دوب
فى بوسه من نور القمر
بوسه بتقول يا سلام أحلى كلام
بوسه منا لحبنا من شفايف قلبنا
من شفايف روحنا بنبوس الأمل
يوم اللقا.. يوم المنى
بوسه بتقول يا سلام أحلى كلام.