محمد شمروخ يكتب: في نقابة (الممثلين).. شبه تحقيق !

بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ
(الموضوع بسيط جداً يا جماعة.. إيه الحكاية؟!.. واحدة ساكنة في عمارة من حقها تعترض على نشاط عيادة بيطرية في نفس ذات العمارة، والتانية اعترضت على الاعتراض بكلمتين في ساعة غضب!.. لكن الموضوع يعدى كده من غير هيصة وزمبليطة؟!.. ودى تيجي يا أساتذة؟!).. فكل شيء كان عادياً، حتى تدخل السيد نقيب (الممثلين) أشرف زكي!
وهنا تبين أن الأمور تتخذ منحى آخر، يؤكد أننا ما زلنا نصر على أن نعيش في مرحلة (شبه دولة)!
هل وصلت إلى هذا الحد؟!
نعم، فعندما تتدخل نقابة (الممثلين) في خلاف بعيد بين اثنين من أعضائها ولكن بعيد كل البعد عن مجال التمثيل ولا يمت له بصلة، فهنا تنهار القواعد المؤسسية، فلا يصبح هناك مقياس لاتخاذ أى إجراء ضد أى عضو في نقابة حتى ولو لم يتصل فعله المعاقب عليه بمجال عمله.
وليس لى شأن بتفاصيل ما حدث في أزمة قيام ممثلة شابة اسمها (آية سماحة) مع الفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل، والحديث لا يمكن أن يتطرق لدور أو مكانة أى منهما الفنية واقعاً أو تاريخاً، لأن الخلاف في الأساس لا علاقة له من قريب أو بعيد بالفن التمثيلي، إذ أن الأمر لم يزد عن خلاف نشأ بسبب تضرر الفنانة الكبيرة (مشيرة إسماعيل) من فتح عيادة للطب البيطري في العمارة التى تقطن إحدى شققها.
وهذا أمر عادى جداً لا شيء فيه، ومن حق الفنانة مشيرة أن تتضرر من ذلك، فهناك لوائح وقوانين تنظم هذا الأمر.. وكذلك أمر معتاد أن لا يعجب (آية سماحة) هذا التصرف من السيدة (مشيرة)، فتكتب (آية) رأيها على صفحتها على موقع فيسبوك.
وإن كان قد وقع تجاوز لفظى، فمن حق السيدة (مشيرة) أن تلجأ إلى الطرق المعتادة ، بتحرير محضر في قسم الشرطة أو بإبلاغ النيابة أو برفع دعوى قضائية مباشرة.
وكون السيد نقيب (الممثلين)، وكون السادة النقاد وكونى أنا شخصياً وكون كثير من الناس، يرون أن هناك تجاوزاً في حق (الفنانة الكبيرة)، إلا أن كل هذه (الكونينية) لا تبرر أى إجراء عقابي أو إحالة إلى التحقيق في مقر نقابة (الممثلين.)
فهل كل خلاف يحدث بين عضوين ينتميان إلى نقابة واحدة أو نقابتين مختلفتين، يتطلب تدخل السادة النقباء؟!
يعنى مثلاً لو كنت أقود سيارتى في شارع رمسيس ثم صدمت سيارة صحفي زميل، هذا يقتضي أن تستدعينا نقابة الصحفيين للتحقيق لأننا (شرشحنا لبعض) في الإشارة؟!

بعيداً عن قضاء الدولة
كذلك الأمر لو كانت الخبطة في عربية أحد (الممثلين) أو طبيب أو مهندس، فهل ذلك يستدعي النزال في ساحات الوغى بين أعضاء نقابة الصحفيين وأى من النقابات السابق ذكرها؟!
ونعود إلى خلاف (آية ومشيرة)، ولنتساءل، لماذا فتحت نقابة (الممثلين) ساحة قضاء خاصة بها بعيداً عن قضاء الدولة؟!
هل رأت نقابة (الممثلين) أن إبلاغ اى من سلطات الدولة المتعاد اللجوء إليها في هذه المواقف، يعتبر استعانة بكيان غريب، باعتبار أننا نعيش في شبه دولة ولا نضمن الحصول على حقوقنا عبر هذه السلطات؟!
وبدون معذرة للسيد نقيب (الممثلين)، فقد كان واضحاً جداً، انحيازه للسيدة الفنانة (مشيرة إسماعيل) باعتبار تاريخها الفنى العريض، لكن ما علاقة التاريخ الفنى لفنان ما، بقواعد التحقيق النقابى وتوقيع الجزاءات؟!
هل الفنان الكبير كيان مقدس لا يمس، وإذا تم مسه، تتخذ حيال القائم بالمس، إجراءات استثنائية؟!
(نقطة نظام: هذا لا يعنى رضائي الشخصي عن أسلوب آية سماحة في التعريض بحجاب الفنانة القديرة (مشيرة إسماعيل) أو باعتزالها كذلك، فهذا تجاوز لا يمكن قبوله).
غير أن أسلوب التعامل مع الحدث تجاوز القواعد المؤسسية، وأدى إلى أن خلع السيد أشرف زكي رداء نقيب (الممثلين) وارتدى عباءة شيخ القبيلة!
فتحت أى بند تم إجراء التحقيق؟!
أو بمعنى أكثر دقة (شبه التحقيق)؟
ما هى الجريمة أو المخالفة التى تم التحقيق بشأنها؟!
وهل كان في ألفاظ البوست الذي نشرته الممثلة الشابة على صفحتها، ما يشكل جريمة جنائية أو مخالفة نقابية؟!
فإن كان ثمة جريمة ما، فلماذا لم تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة السابق الإشارة إليها؟!
وإن كان بالبوست مخالفة نقابية فما هى على وجه التحديد؟!
وبصراحة نفسي أعرف ما هى الأسئلة التى شملها التحقيق (واعتبروها تدخل مرفوض مسبقاً في شئونكم الداخلية).
يعنى مثلاً: هل سيوجه السيد المحقق سؤالاً إلى الممثلة الماثلة للتحقيق:
ماذا تقصدين بكلمات (محجبة) و(معتزلة)؟!
أم تراه سيسألها:
ذمة ودين يا شيخة.. كنتى بتشتمى في سرك ولا لأ؟!
ما خلاص بقى.. مش بنقول شبه دولة!

مخاطبة فنانة كبيرة
طبعاً مش هاعمل فيها (قال الفيلسوف) وأقول إنه كان لازم الأمور تدار بحكمة، وأن تعلن النقابة استنكارها لما حدث من مخاطبة فنانة كبيرة بأسلوب غير لائق، وأن تطالب الممثلين و الممثلات – من هنا ورايح – بضبط النفس عند مخاطبة الكبار!
أو أن تتدخل النقابة (تدخلاً سلمياً) لإصلاح ذات البين، خاصة أن الخلاف لا يستحق كل هذه الضجة!
…………………..
…………………..
بس مش عارف ليه افتكرت مشهد خدناه زمان في كتاب التاريخ في سنة سادسة ابتدائي، لما دخل (اللورد اللنبي) على رأس قوة مسلحة مقتحماً مكتب الزعيم (سعد زغلول)، يطالبه بالاستقالة من رئاسة الوزارة، إثر اغتيال (السير لي ستاك) في سنة 1924!
ولا ليه خطر في بالي لما حاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين والسفير البريطاني داخل يزق باب أوضة الملك (فاروق) برجله ويطالبه بالتنازل عن العرش، في حادث 4 فبراير 1942؟!
(وقد تفضل جلالته فوافق على المطلبين!
هههههههههههه..
بس والنعمة احنا عالم عسل عسل عسل!