رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: أعجب (قرار) في تاريخ الصحافة المصرية

محمد شمروخ يكتب: أعجب (قرار) في تاريخ الصحافة المصرية
صالات التحرير ممنوع دخولها للصحفيين والنجوم العرب

بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ

شاهد معى مشهداً تدور أحداثه في ريسبشن مؤسسة صحفية قومية كبرى في العاصمة المصرية القاهرة، يتلخص في أن رجلاً اسمه (نزار قباني) وشغلته شاعر، وجد نفسه قريباً من مقر المؤسسة، فقرر زيارة رجل آخر اسمه (إحسان عبد القدوس) ويعمل كاتباً روائياً!

طلب الأستاذ (نزار) من موظف الريسبشن الاتصال بالأستاذ إحسان – إن كان موجوداً – لإخباره برغبته في الصعود إليه، فقام الموظف بالاتصال بالفعل بالأستاذ، لكن لا ليخبره برغبة نزار في زيارته، ولكن ليبلغه بعدم الموافقة على الزيارة مبدئياً، لصدور (قرار) بمنع دخول الأجانب والعرب إلى المؤسسات الصحفية، إلا بعد الحصول على موافقة كتابية.

وذلك بعد طلب يقدم من الاستاذ إحسان (المستضيف) إلى المؤسسة، للسماح للأستاذ نزار(الضيف) بالصعود لمكتبه لعدد واحد زيارة فقط لا غير، مع ضرورة بيان سبب الزيارة والموضوعات التى سيتناولها الكاتب مع ضيفه وبيان طبيعة الزيارة عامة أم شخصية، كل ذلك مشفوعاً بصورة من جواز سفر الضيف!.

(ملحوظة: ممنوع منعاً باتاً الذهاب لدورة المياه لأى من طرفي الطلب المقدم لحين انتهاء الزيارة المحدد لها وقت لا يزيد عن)..

طبعاً رفض الأستاذ (نزار) هذه الشروط المدرجة في (قرار) غير مفهوم، ونزل إليه إحسان وجلسا على مقهى في شارع الصحافة!

(انتهت الحكاية)..

  • هههههههههههه
  • الآن ما رأيك في هذه القصة العبثية جراء (قرار) قادم من جهة ما؟!

ولنترك الحكاية الوهمية ولنهبط إلى الواقع الحالي!

محمد شمروخ يكتب: أعجب (قرار) في تاريخ الصحافة المصرية
نزار قباني
محمد شمروخ يكتب: أعجب (قرار) في تاريخ الصحافة المصرية
إحسان عبد القدوس

نزار و إحسان

طبعاً لم يحدث في أى عهد من العهود التى عاش فيها الأستاذان (نزار أو إحسان)، فقط هى قصة تخيلية الغرض منها أن تجيب عن سؤال: ماذا لو بعث (نزار قباني) من الموت وهبط مصراً راغباً في زيارة لإحسان عبد القدوس بعد بعثة، بأى المؤسسات الصحفية التى عمل بها أو رأس تحريرها أو مجلس إدارتها، في روزاليوسف أو الأخبار أو الأهرام؟!

–  لن يحدث إلا بعد تقديم طلب جهة ما – بموجب (قرار) صادر عنها – قبل موعد الزيارة بثلاثة أيام على الأقل، مع صورة جواز سفر الضيف وذكر السبب.. وهكذا!

هذا هو الآن الواقع الحقيقي والعجيب و(المرير)!

والأعجب أن هكذا (قرار) معمول به منذ أكثر من عامين، فأنت كصحفى مصرى (ممنوع عليك استقبال ضيف أجنبي في مكتبك بمؤسستك الصحفية إلا بعد اتخاذ الإجراءات عاليه!).

(قرار) مذهل.. مش كده؟!

لا بقى.. الأعجب منه أن الصحفيين – خصوصاً المعروفين بطول اللسان – اتخرسوا أمام هكذا (قرار)!

  • والمؤسسات يا خضرة؟!
  • المؤسسات تنفض يدها وترجع (قرار) الزيارو إلى جهة ما!
  • والنقابة يا خضرة؟!
  • النقابة طول عمرهم هناك مشغولين بالصراعات الداخلية بين (أولاد يمين)، و(بني شمال!)
  • ولجنة الحريات يا خضرة؟!
  • إيه ايه إيه إيه إيه إيه؟!
  • والعمل يا خضرة؟!
  • سيبك بقي من فيلم (الأرض) وروح لفيلم (العار) أسأل المعلم (فسواني) عن هكذا (قرار)!
  • لا بقى هاروح لمسلسل (ذئاب الجبل) وأصرخ مع وفاء مكي: (يا مرك يا مهجة.. يا مرك يا مهجة).

أقسم بالله العظيم إن هكذا (قرار) معمول به منذ عامين وربما أكثر، لأسباب لا يعلمها إلا علام الغيوب!

محمد شمروخ يكتب: أعجب (قرار) في تاريخ الصحافة المصرية
فيروز

ماذا لو جاءت (فيروز)

يعنى.. لو حدث وجاءت السيدة (فيروز) لزيارة الأهرام كما سبق أن حدث قديما، لأوقفوها في الريسيبشن وأمروها (تتلطع) لحين التأكد من الحصول على موافقة كتابية مذكور فيها طبيعية ومدة وغرض الزيارة؟!

– وليه لأ؟!.. مش يجوز الزائر الأجنبي أو العربي، يشكل خطراً على الأمن القومي.. (بالضبط كما رأيت في عيني السيد مدير قطاع الأمن في ماسبيرو تجاهي!).

– بس يعنى ممكن سؤال واحد؟!

– اتفضل اقرقنا!

– هو لما أشترى دماغي وأروح مع ضيفي الأجنبي القهوة اللى جنب الأهرام.. هناك ستنتفي مبررات الحرص على الأمن القومي؟!

هذا مع الأخذ في الاعتبار أنه لم يسبق أن زارنى بصفة شخصية أى شخص يحمل غير الجنسية المصرية، غير أنى سمعت ورأيت ما حدث مع زملاء لى وقفوا مواقف محرجة مبلولين من الكسوف أمام ضيوفهم من العرب أو الأجانب، حتى أنهم بعضعهم اضطر لإجراء عمله الصحفي في الريسبشن أو ع القهوة!

وذكروا في مبررات هذا الـ (قرار)، عدة وقائع، لكن ولا واقعة منها يمكن أن تبرر هذا التضييق على عمل الصحفي ومس كرامته الشخصية، وإظهاره ولا كأنه (كيس جوافة بايظ) أمام ضيفه الذي سبق أن منحته مصر تأشيرة دخولها فقطع تذكرة وحجز في فندق وبرطع في طول البلاد وعرضها، ثم إذ فجأةً إذا به يقف مشكوكاً في أمره لمجرد لقاء صحفي مصري في صحيفة مصرية قومية!

دعونى في النهاية الإشادة بمؤسسة صحيفة قيل إنها ضربت بهذا القرار عرض الحائط ولم تلتزم به.. بس ادعوا معايا يارب ما تلا قيش جزاء (محمد أبو سويلم)!

– وفيروز يا خضرة؟!

– سيبها ملطوعة في الريسبشن.. أحسن.. تستاهل.. إيه اللى جابها مصر من أساسه؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.