بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان
من بير تركته على الطريق.. للسواحين العطشانين.. بلوا في ريقهم بعد ما جفت علي الأسوار هناك كل القلل..
يا صاحبي (حمدي بلاط)..
مازلت السيد المختار من الرب الكريم..
علشان تكون رمانة لون الحب..
لميزان الوجود
فارس بتملي جيوب هدومك بالفواكه..
والحنان والحنطة..
عمرك يوم من الأيام ما حطيت الزلط جوه الحلل
ولا كنت غير معطاء في دنيا شحيحة غامقة الريحة..
مش معترفه حتي بالصداقة ولا العلاقة الصح..
حتي و لا السجود
إتوضي يا (حمدي بلاط) الحب..
من نهر احترامك واهتمامك باللي ضاعوا..
على طريق التوهة في الزمن الشحيح
واسبق في ضلك لاجل ما توصل لحلمك..
لاجل ما توصل لنفسك
وانت أحلامك بتتلخص في إسعاد اللي ماتوا علي الطريق
يا اللي انت قد الكون بقلب
حنون.. ما زال نابض في دنيا كل يوم بتضيق..
وتخنق في الجريح..
اللي ابتدي يصبح دبيح.
وما زلت شايل سيف زهور رباني..
لاجل تدوس علي كل النفوس السوده جوه الدنيا..
وبتبحث ليلاتي عن صديق.
والله يا (حمدي بلاط) الغالي..
إنت السد عالي..
ضد أفلال الضلالة والندالة والطريق غير المريح
وانت الإمام الواعي..
للقاعدين في أول صف..
رغم روايح الكره الدفين في القلب..
رغم الحقد و الحسد العتيق
قلبك يا (حمدي بلاط) نخيل مزروع..
علي كل الجهات الغامقه.. يعطي للجميع بلحة
محبة.. ويا لقمة بدون ملل
ويكون مظله ملائكيه..
للي ماشي بدون مداسه
لاجل داسه الظلم..
مش قادر يصدق..
في اللي سمعه من وعود
و ابتعادي عن الأحزاب مدى الحياه..
كان لعهدي أمام الله..
ألا أنضم لأي حزب مهما كان هذا الحزب..
ومهما كانت المغريات..
لإيماني بأن الشاعر الصادق..
يعتبر حزبا مستقلا بنفسه.

الدكتور (ممدوح البلتاجي)
قبلها حاول الدكتور (ممدوح البلتاجي) الذي كان يشغل منصب رئيس الاستعلامات قبل أن يصبح وزيرا للإعلام، ثم أقيل قبل ساعات من التوقيع علي قرارا ظالما بمنعي من التعامل من خلال شكوي قدمتها له إيناس جوهر رپبسة الإذاعه مقدمة لها من سهير الباشا بإذاعة الشباب و الرياضة.
كان هذا (الممدوح) يحاول أن يضمني للحزب الوطني بعد أن كتبت له أمسيه حضرها (مبارك، وصدام، والملك حسين، والشاويش عبد الله صالح)، ونجحت نجاحا باهرا، حيث كانت من بطولة (مديحه حمدي وسامح الصريطي ووجدي العربي)..غناء (ليلي غفران، وعزه بلبع) و ألحان أحمد الشابوري
حاول معي أيضا المستشار (محمود أبو الليل) عندما كان محافظا لكفر الشيخ، ثم الجيزة، ثم وزيرا للعدل.. حتي (مبارك) نفسه عندما نجحت أغنيتي (الله معاك ومعاك قلوبنا) طلب مني أن أنضم لحزب مصر فرفضت رفضا قاطعا.
ويعلم الله أنني دفعت ثمنا غاليا من وقف برامجي أو رفضها إلى أن وصلت الأمور إلي منعي من دخول مبني الإذاعه والتليفزيون، وعدم التعامل معي في كل وسائل الإعلام، رغم أنه كرمني تكريما باهتا!
أذكر يومها أنني صممت أن أصافحه ومعي حقيبتي رغم اعتراض الحرس الجمهوري والمحبارات واقشعر بدني عندما لاحظت نظرات الكراهية نحوي، رغم ابتسامة (سوزان مبارك، وأبو غزاله و زوجته)..

نائب الحزب الدكتور (حمدي بلاط)
لاحظت أيضا نظرات الكراهية في عيون (فاروق إبراهيم) مصور رئيس الجمهورية، رغم أن (فتحي عبد الستار) صورني منذ لحظة دخولي حتي خروجي بالحقيبه.. بعدها تلكك لي (عبد الرحمن حافظ) – لا سامحه الله أبدا على مشكله بيني وبين عبد الخالق عباس – وقام بمنعي تماما من التعامل مع كل وسائل الإعلام وسحب الكمبيوتر من على كارنيه المبني الخاص بي.
البعض تضايق والبعض علق منشور المنع على بعض المحطات والقنوات، حيث اهتمت (نادية صالح) بتعليق لوحة كبيرة على جدران إذاعة الشرق الأوسط.. تعلن فيها قرار المنع.
قبلها حاول (شعراوي جمعة) وزير الداخليه أن يضمني لمنظمة الشباب التي كنت أكتب في مجلتها بشكل منتظم..
أعود لصديق عمري والوحيد الذي كتبت عنه ديوانا كاملا الدكتور الإنسان (حمدي بلاط)، إلى أن دعاني أحد الأصدقاء إلى زيارة حزب يسمى (المستقلين الجدد)، وأن نائب الحزب الدكتور (حمدي بلاط) يرحب بي في أي وقت كضيف عليه شخصيا.. دون أن يرغمني على الإنضمام للحزب.
وأنه علي استعداد أن يوافق على إقامة الندوات الأدبيه الخاصة بي بصرف النظر عن انتمائي للحزب من عدمه.. وبالفعل قام الدكتور (حمدي بلاط) بإعداد المنصة والدروع الخاصه و شهادات التقدير المشروبات قبل حضوري للندوة الأولي..
لم أكن قد قابلت الدكتور (حمدي بلاط) قبل ذلك.. لذلك جلست علي منصة الحزب أنتظر قدومه حتى تبدأ الندوة مراقبا باب الشقه إلي أن لمحت نورا يدخل قبل صاحبه الدكتور (حمدي بلاط) الذي أراه لأول مرة..
عرفني الرجل.. واتجه لي أثناء اتجاهي إليه.. وعانقني لمدة دقائق إلي أن جلسنا جميعا علي المنصة، وصمم أن أجلس في الوسط حيث ازدحمت القاعة بمئات الأدباء مع أعضاء الحزب..
أمسك الدكتور (حمدي بلاط) المايك ليقدمني للحاضرين الذين يعرفونني جيدا..
وكانت المفاجأة.. ظل الدكتور (حمدي بلاط) يتحدث عني حتي كاد وقت الندوة أن ينتهي في ترحيبه بي..
كان من فرحته وإنسانيته قد أحضر معه كمية من الجاتوهات والمشروبات والمياه الغازية والدروع الأخرى علي نفقته الخاصة.. بعد الندوة طلب أن يلتقي بي ليبلغني أنه لن يطلب مني الانضمام للحزب مهما كانت الأسباب..

حبه للقطط والكلاب الضاله
ويكفيه حضوري في الندوات التي أقيمها في الحزب.. أصبحت الندوة أسبوعية دون أن ينضم مبدع واحد إلى حزب المستقلين الجدد.. آلاف الجنيهات كان يصرفها من جيبه الخاص علي المأكولات والجاتوهات والمشروبات، حيث كنت أدعو في كل شهر أدباء محافظة ما..
استضفت على حسابه الخاص كل أدباء الإسماعيليه.. ثم أدباء الشرقيه.. ثم أدباء صالون (وليد العشري).. وشهادتي أمام الله أن الدكتور (حمدي بلاط) لم يقصر في حق أحد.. وكان يصمم على توصيلي لمنزلي بسيارته الخاصة.. وفي كل ندوة كان يحضر مئات الحقائب الممتلئة بعشرات الأصناف من الأغذيه لمن يحتاجها من فقراء الحزب..
ويشهد الله أيضا أنه لم يتكلم عن الحزب في ندوة واحدة.. بل وضع صورتي مع صورته في مكان بارز في مقر الحزب.
كنت قد سمعت عن حبه للقطط والكلاب الضاله إلى أن كانت المفاجأة.. توقف على أحد محلات الجمله ليشتري كمية كبير من المعلبات ظننت أنها خاصة بالحقائب التي يوزعها شهريا، لكن المفاجأه أنها كانت للقطط والكلاب لها أكل خاص.
و..
عايش بقلبك تجبر ناس..
محتاجه للجبر خواطر
حب الإله أغلي من الماس..
ما يوصلوش إلا الشاطر
(حمدي بلاط) خابز في رغيف
يقدر يقضي الكون كله
لا فيه نفاق و لا كلمة زيف..
ومناره للناس أن ضلوا
اللي يحبه الله بيضيف..
ويكون جميع الناس أهله
إنسان بحجم الكون حساس..
وجمايله محتاجه دفاتر
…………….
وللحديث بقية..
من كتاب (مدد مدد..)
سيرة ذاتية لبلد