بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
كانت القاهرة دوما سباقة ورائده في مجال (الإعلام) بثا وإنتاجا وتوزيعا وتدريبا وصناعة أحداث، وكانت الكوادر المصريه هى النواة لكل بث وإنتاج وتدريب في منطقتنا العربية والأفريقية والإسلامية.
وكان الإنتاج البرامجي والدرامي والوثائقي يغطي مساحات من البث العربي، وكان ذلك يدعم ويرسخ القوي المصرية الناعمة إضافة إلي الإنتاج المسرحي والغنائي ودور المؤسسات الدينية والتعليمية وبعض الأجهزة الأخرى.
وكانت مسيرة التدريب التقني والإداري وصناعة المحتوي تنتشر بكوادر مصرية في كافة دول المنطقة، وكانت مصر سباقه في إطلاق الأقمار الصناعية لأغراض إعلامية ورائدة في مجال مدن الإنتاج ومناطق التصوير المفتوحة، وأيضا في مجال البث الفضائي.
وكان مهرجان القاهرة لـ (الإعلام) أو للإذاعة والتليفزيون هو قبلة الإعلاميين العرب، وكان سوق الإنتاج الإعلامي بالقاهرة هو الفرصة الذهبية لتبادل محتويات الإنتاج العربي تسويقا وتوزيعا وتبادلا، وكان معرض المعدات بالقاهرة هو النافذة للاطلاع علي مستجدات معدات الإنتاج والبث.
ولكن وفي فترة سبات خفت كل ذلك وظهرت مؤسسات عربية للتدريب المتقدم، وشركات وشبكات إعلامية عابرة للقارات تستثمر فيها المليارات وتستقطب قطاعا كبيرا من المشاهدين.
وظهرت جهات إنتاج ضخمة سيطرت على سوق الإنتاج والبث، وظهرت مدن إنتاج متخصصه في الإنتاج والبث والإنترنت استحوذت علي قطاع كبير من هذه المجالات، وظهرت أقمار صناعيه تنافسية.
استقطاب وسائل الإعلام
ورأينا سيلا من صناعة الأحداث الإعلامية في كل مكان مابين مهرجانات ومنتديات وملتقيات أخذت بزمام المبادرة واستقطاب وسائل الإعلام وشركاته، ونجوم الإعلام وخبرائه وإنتاجه وبثه.
وظهرت هيئات وأجهزه فنية وإعلامية تسيدت المشهد الإعلامي والفني، وهرول النجوم وهرولت الشركات وتناثرت العقود والجوائز والاستضافات والتجنس على رؤوس كوادر الفن والإعلام في مصر.
وتراجع الدور المصري إعلاميا وفنيا وذهبت الريادة في هذه المجالات بعيدا، وطغت صناعة الأحداث من حولنا على سطح مشهد (الإعلام) وفنونه، ولقد بح صوتنا هنا وفي كل ندوة أو ملتقى أو حدث، منادين بخطورة هذا الوضع على ريادة مصر وهويتها وقواها الناعمة ومصالحها، ولم يحرك ذلك ساخنا!
ومع التصريحات الطموحه التي تنطلق من القاهرة ببدء مسيرة إعلامية تسترد كل ما ذهب بعيدا سواء بإنشاء قنوات عالمية متخصصة، أو إنتاج درامي وطني وتاريخي يدعم هويتنا وروافدها، أو ترجمات درامية وبرامجية تدعم نفوذ مصر في المنطقة، أو إنشاء كيانات تدريبية ترد ريادتنا في محال التدريب إلي سابق عهدها.
أو تجويد المحتوي الإعلامي للتنافسية، أو إطلاق قنوات رقمية عصرية ذات محتوي تنافسي، وأخيرا إطلاق منتدي القاهرة لـ (الإعلام)، وهنا نسأل هل تتوافر لهذا المنتدي إرادة قوية لتكاتف كافة الأجهزه ذات الصلة لإنجاحه بشكل يليق بريادة مصر الإعلامية؟
وهل تتوافر الميزانية للاستضافات والطيران والفنادق لكافة الخبراء المدعوين للمنتدي، وهل لدينا أجندة عصرية لموضوعات وتحديات وفرص نطرحها في هذا المنتدى؟
وهل لدينا خطة لجولات سياحية وأحداث ترفيهية وزيارات ترويجية لمعالم الفن و(الإعلام) في مصر، وهل لدينا خطة لطرح آفاق الإستثمار الفني والإعلامي في مصر؟، وهل لدينا دراسه مقارنه لأحداث المنطقه من منتديات وملتقيات حتي نقدم الأجود والأنجح؟
وهل استعدت جهات الإنتاج والبث والتسويق والتدريب لهذا المنتدي المرتقب؟، وهل سيعود مهرجان القاهرة لـ (الإعلام) على هامش هذا المنتدي، وهل سيعقد سوق القاهرة للإنتاج ضمن فعاليات هذا المنتدي؟، وهل يقام سوقا لأحدث معدات الإنتاج والبث والأرشفة وتأمين المحتوي علي هامش هذا المنتدى؟
صناعة الأحداث الإعلامية
وهل تم التفكير في مخاطبة كبريات شركات إنتاج هذه المعدات؟، وهل تمت دراسة ملفات الجمارك ودخول وخروج العارضين دون معوقات؟، وهل تمت ترشيحات عالمية وإقليمية وعربية لضيوف المنتدي ومتحدثيه وموضوعاته؟، وهل هناك لجنة لمتابعة تنفيذ توصياته، وهل هناك مبادرات إعلامية يتم إعدادها لإطلاقها ضمن فعاليات المنتدى.
أتمني أن يكون كل ذلك قيد الإعداد، وأتمنى لمنتدي القاهرة نجاحا بقدر قيمة وقامة مصر، وأتمنى عودة لصناعة الأحداث الإعلامية المؤثره في عاصمة أم الدنيا، وأتمني أن يحتل المنتدي مكانة مرموقه علي أجندة صناعة الأحداث الإعلامية الدولية والإقليمية.
وأتمني لجنة من الأجهزة ذات الصله بالسفر والفندقة والسياحة والجمارك لتسهيل إجراءات المنتدي وحركة ضيوفه وأتنمي تعاونا نتقاسم فيه الأدوار لسرعة وإتقان الإنجاز بين الهيئه الوطنيه لـ (الإعلام) ومدينة الإنتاج الإعلامي والنايل سات والشركة المتحدة للخدمات الإعلاميه وممثلي الغرف التجارية والنقابات والشركات ذات الصلة بصناعة (الإعلام) وأحداثه.
وفق الله الجميع لخدمة مصر، وأعلى صوتها، وتحيا دوما مصر..آمين.