رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هند الصنعاني تكتب: الديفا (سميرة سعيد).. أيقونة الفن العربي

هند الصنعاني تكتب: الديفا (سميرة سعيد).. أيقونة الفن العربي

هند الصنعاني تكتب: الديفا (سميرة سعيد).. أيقونة الفن العربي
حظيت بدعم شخصيات بارزة، أبرزهم الملك الحسن الثاني

بقلم الكاتبة المغربية: هند الصنعاني

تُعد الفنانة (سميرة سعيد)، المعروفة بلقب (الديفا) إحدى أبرز رموز الفن العربي الحديث، حيث تمثل مزيجا فريدا من الذكاء الفني، الأناقة المغربية، والقدرة على التطور المستمر، منذ انطلاقتها في عالم الغناء، استطاعت الحفاظ على مكانتها في القمة بفضل موهبتها الفذة ورؤيتها الفنية المتجددة.

 (سميرة سعيد) التي تنتسب إلى أرقى العائلات المغربية، ولدت في مدينة الرباط بالمملكة المغربية، وبدأت مسيرتها الفنية وهى في التاسعة من عمرها بفضل مكتشفها، الملحن (عبد النبي الجيراري)، من خلال مشاركتها في برنامج (مواهب)، حيث أبهرت الجميع بأدائها المؤثر لأغنية (الأطلال)، متأثرة بأسلوب كوكب الشرق (أم كلثوم).

لم تقتصر شهرة (سميرة سعيد) على المغرب، بل حظيت بدعم شخصيات بارزة، أبرزهم الملك الحسن الثاني، الذي فتح لها المجال للغناء في المناسبات الرسمية بالقصر الملكي، حيث التقت بكبار الفنانين مثل (محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، وفايزة أحمد)، هذا الدعم شكل منصة لانطلاقتها إلى العالم العربي.

بعد تخرجها من كلية الآداب، قسم اللغة الفرنسية، انتقلت إلى مصر لتواصل مسيرتها مع كبار الملحنين مثل (بليغ حمدي، جمال سلامة، وصلاح الشرنوبي، ولعب عبد الحليم حافظ) دورا محوريا في تقديمها للساحة الفنية المصرية، بينما شكل بليغ حمدي علامة فارقة في مسيرتها من خلال أغانٍ خالدة أبرزها (الحب اللي أنا عايشاه).

هند الصنعاني تكتب: الديفا (سميرة سعيد).. أيقونة الفن العربي
شكلت مصر لـ (سميرة سعيد) بوابة الانتشار العربي

مصر بوابة الانتشار العربي

شكلت مصر لـ (سميرة سعيد) بوابة الانتشار العربي، حيث استطاعت خلال فترة وجيزة أن تؤسس قاعدة جماهيرية واسعة، لا في مصر فقط، بل في المشرق العربي والخليج والمغرب العربي، هذا الامتداد لم يكن محض صدفة، بل نتيجة لاجتهاد متواصل، وحرص على التطوير دون التخلي عن الخصوصية الثقافية والفنية.

من أبرز ما يميز (سميرة سعيد) هو ذكاؤها في اختيار أعمالها الغنائية خاصة الحديثة منها، والتي تتمتع بلإيقاع السريع والموسيقى الحديثة، وتطورها المستمر في الأسلوب والمظهر بما يواكب العصر ويُلبي أذواق مختلف الأجيال، استطاعت أن تكون صوتا عاطفيا يلامس الكبار، وفي ذات الوقت، فنانة عصرية تجذب الشباب.

كما كانت من أوائل الفنانات العربيات اللواتي تبنين فكرة الفيديو كليب بشكل احترافي في تسعينيات القرن الماضي، ما ساعد في تعزيز صورتها الفنية في ذاكرة المشاهد العربي، ورفع من قيمة الأغنية البصرية كوسيلة تعبير متكاملة، وليس مجرد ترف بصري.

شاركت (سميرة سعيد) أيضا في تجربة سينمائية من خلال فيلم: (سأكتب اسمك على الرمال)، إلى جانب مجموعة من النجوم المغاربة والمصريين، وقدمت فيه عدة أغان ناجحة مثل (يا دمعتي، وشفت حبيبي).

امتد تأثيرها إلى مستوى الصورة العامة للفنانة العربية، إذ حرصت على تقديم نفسها كنموذج للمرأة المستقلة، المثقفة، والواعية، القادرة على الجمع بين النجاح الفني والحضور الإنساني الرصين، ما جعلها ملهمة للعديد من الفنانات الشابات في العالم العربي.

هند الصنعاني تكتب: الديفا (سميرة سعيد).. أيقونة الفن العربي
حصدت جوائز عديدة، منها جوائز الموسيقى العالمية وBBC International Music Awards

حصدت جوائز عديدة

خلال مشوارها الحافل، أصدرت (سميرة سعيد) أكثر من 46 ألبوما وقرابة 500 أغنية، وحصدت جوائز عديدة، منها جوائز الموسيقى العالمية وBBC International Music Awards، كما كرمها الملك (محمد السادس) بوسام القائد عام 2009 خلال احتفالات عيد العرش.

إلى جانب إنجازاتها الفنية، تميزت (سميرة سعيد) بقدرتها على الصمود أمام تغيرات الساحة الفنية العربية، حيث استطاعت في كل عقد من الزمن أن تعيد تقديم نفسها من جديد، بأسلوب يلائم روح العصر دون أن تتنازل عن هويتها الأصلية، وهو أمر نادر في مسيرة الفنانين العرب.

اليوم، تظل سميرة سعيد رمزا للإبداع والتجدد، فنانة جمعت بين الأصالة والتجديد، واستحقت مكانتها الخالدة في وجدان الجمهور العربي، فـ (سميرة سعيد) قمة في فنها، ومستمرة في قمتها، واستمرارها هذا تلنجاح في حد ذاته، يعد اجتهادا كبيرا من جانبها.

فمع صدام الأجيال المستمر الذي تشهده الإنسانية، لا يوجد جيل يتقبل أحكام وأذواق الجيل السابق عليه بغير مراجعة أحيانا، وبالرفض غالبا، لكن هذا لم يحدث مع (سميرة سعيد) فهي استثناء خاص.

 وهذا الاستثناء لم يكن مجاملة لـ (سميرة) فالفن لا يقبل المجاملات، وإنما هو نتيجة لصفات استثنائية تميزت بها الديفا، أهمها تجددها الدائم، والتجدد ليس فقط في الغناء، ولكن في أشياء بسيطة منها (اللوك) الخاص بها، فهي مع كل أغنية جديدة لها طلتها المختلفة بـ (الفوتوسيشن) الخاص بالأغنية والمناسب لها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.