تعرف على أغنية (صلاح جاهين) التى طلب من الإذاعة عدم إذاعتها وخجل من نفسه بسببها

كتب: أحمد السماحي

ما بين ميلاد متعدد المواهب العبقري (صلاح جاهين)، ورحيله في مثل هذا اليوم 21 إبريل عام 1986، رحلة حياة زاخرة نادرة فيها الكثير من الإبداع في مجالات الرسم، والشعر، والتمثيل، والإنتاج، والغناء.

 حيث قدم (صلاح جاهين) في كل هذه المجالات أعمال خالدة، وصل فيها للأعماق والإبحار إلى أقصى درجة من درجات العمق في الذات، والبعد الإنساني.

 فكانت رؤية (صلاح جاهين) تتسم بالعمق والبساطة والتلقائية، كان بسيطا في حياته، وكلماته، وإبداعه، والبساطة رفيقة التلقائية، وتمكن هذا المبدع من فهم كل ما يحيط به، ورسم كل ما يراه، وهذا سر بقاء وهجه وألقه وجماله.

من الأسرار التى لا يعلمها الكثيرين، أن (صلاح جاهين)، كتب في بداية مشواره الغنائي أغنية خجل من نفسه، عندما استمع إليها، وطلب من الإذاعة عدم إذاعتها مجددا!.

خجلت من نفسي جدا

وصرح (صلاح جاهين) بهذا بنفسه، في 3 إبريل عام 1959 في حلقة من برنامج (جرب حظك) الذي كان يقدمه المذيع (طاهر أبوزيد) في الإذاعة المصرية حيث قال:  في صباح أحد الأيام كنت أسير في الشارع.

 ويسير بجواري طلبة مدارس، وجامعات، وعمال، وموظفين، وكلهم لديهم أمل، وفرح في العيون، ففوجئت بالإذاعة تذيع لي أغنية مليئة بالبكاء والنواح تقول (ح نروح فين كفاية، فرحنا يومين كفاية).

 فخجلت من نفسي جدا، وكنت أريد أن أقول للناس سدوا ودانكم، لقد كتبتها في لحظة بعيدة عن ضميري! بعدها كتبت في نفسي شكوى، ووقعت تحتها بإمضاء المجرم (صلاح جاهين)، وأرسلتها إلى أحد الجرائد، ونشرتها! وطلبت من الإذاعة عدم إذاعة هذه الأغنية مرة آخرى!.

كانت كلمات الأغنية تقول :

ح نروح فين ؟ كفاية

فرحنا يومين، كفاية

ياما اتقابلنا، وياما قلنا

يا حبيبى وياما اتهنينـا

لا يوم غُلُبنا، م اللي ف قلوبنا

ولا دبنا من دمع عينينا

لكن اللى سهرني على طـول

إحساس كان حارمنى النوم

فى اللحظـة الجميلة يقـول

راح يخلص ده كله ف يـوم

ومفيش حكاية من غير نهاية

كفاية كفايـة، ح نروح فين؟

مفيش حكاية من غير نهاية

يا هنايا ودنيايا وحبي

ويوم فراقنا، عارف طريقنا

وح يجيلنا مهما ح نخبي

نتفارق يا روحي قوام وكفايـة علينا كلام

أتألم سنين وأيام، أهون لي من اللوام

ومفيش حكاية من غير نهاية، كفاية.