رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: تمرد داخل الشرايين (1).. (الإيكو) يبوح بالسر!

إبراهيم رضوان يكتب: تمرد داخل الشرايين (1).. (الإيكو) يبوح بالسر!
دكتور العظام المشهور (محمد متولي)

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

التجربة كانت عنيفة.. زلزال في الوجدان.. مباغتة للعقل.. مسرح رعب كنت فيه بطل للمأساة.. تحوم حوله عشرات الأشباح.. مع إخراج هيتشكوكي.. لم أكن أتصور أن يحدث لي ذلك أبدا.. البداية ظهيرة الأربعاء 15 يناير عام 2024.. اتصل بي دكتور العظام المشهور (محمد متولي).. شقيق أعز أصدقائي الدكتور جمال متولي يخبرني أن طبيب (الإيكو) في انتظاري الآن بعيادة ابن لقمان بالمنصورة لإجراء التشخيص لحالة القلب..

القلب الذى أرهقني.. و أرهقته على مدار سنوات العمر.. أرهقنى بضخ أنهار وبحور من المشاعر المتلاطمة طوال رحلة الحياة لأحداث وأشخاص.. فأرهقته بشعر ينبض كل بيت فيه فيأخذ من نبضاته وطاقته..

(بلاش تانى تقرب من

حاجات هزت في وجدانك

إذا قربت منها..

وقلت هافهمها..بتتألم

وقدم كل شيء تحتاجه ليك.. بإيديك

وروح دايما لأى مكان..

تلاقى فيه محبه و نور

وضى أمان

لابد تعيش ما بين ناسه

لأنه هايبقى موطن ليك

وثق إن الأراضى البور..

إذا اتزرعت هاتنتج بور)

إبراهيم رضوان يكتب: تمرد داخل الشرايين (1).. (الإيكو) يبوح بالسر!
عشرات الأزمات القلبية التي تهاجمني صباحا ومساء

عشرات الأزمات القلبية

كان الوقت المتاح أمامي نص ساعه فقط لألحق بالطبيب قبيل انصرافه.. اتصلت بصديقي الغالي (أيمن البياع).. ينجدنى دائما  بسيارته في الظروف الطارئة.. كما أنه في أي جهة حكومية.. أو مستشفى أو حتي في المشاوير العاديه.. لا يسمح لى  بالتحرك.

أو القيام بأي إجراء أو مجهود.. وإنما  يقوم بشخصه  بالجري بأوراقي داخل الأروقة.. صعودا وهبوطا بين الأدوار.. متحملا كل سخافات الروتين.. وبذاءات بعض الموظفين.. حتى تنتهي المهمة الخاصة بي.. دون أن أغادر مكاني.. إلا لتوقيع أو للتأكد من وجودى بشخصي.. طمأنني كعادته أنه سيكون أمامي خلال دقائق.. بطبيعتى  أنا ضد الكشوفات الطبية التي تصدر لى الإحساس بالمرض.

رغم عشرات الأزمات القلبية التي تهاجمني صباحا ومساء.. كنت قد تعايشت معها.. أعاملها كصديق سخيف لا كعدو..على أن أحذر غيلته فجأة.. لكن صديقي المبدع (محمد عبد الواحد) كان يلح علي يوميا من قطر لعمل (الإيكو).. ويقنعني أن أبدأ من فوري رحلة علاج للقلب قبل أن تتفاقم الحالة..و قبل

أن ينشب العدو أنيابه مغافلا تسامحى معه ..

(أنا سلمت أمرى للقدر..

أنصفنى وحماني

وخلاني..

كنجمة من نجومه الطاهرة

 والظاهرة

جعلنى زهرة في قلب اللى

 كانوا ع الطريق زهرة

حماني م الغرور والتيه

سندني في أي شده خدتني

 بسيوفها

وخرجنى من الأزمات)

انتظرني أيمن بسيارته بعيدا عن مقر اقامتى.. زحام شارع صلاح سالم بطلخا.. أحاله  إلي فوضى عارمة.. تموج بالزحام الذى ينتهى بتوقف السير تماما.. وإطلاق أبواق السيارات تصرخ بمزيد من الفوضى.. 

صديقي (أيمن البياع).. منعه الزحام من الوصول بسيارته الى أمام باب المنزل.. اتصل على ثانية مقترحا اختصارا للوقت.. أن استقل توك توك حيث المكان الذي ينتظرني فيه بسيارته.. خرجت لأجده في انتظاري واقفا في الشارع أمام الباب.. 

إبراهيم رضوان يكتب: تمرد داخل الشرايين (1).. (الإيكو) يبوح بالسر!
قفز بى إلى  تكتوك.. وأسرعنا  إلى السيارة

قفز بى إلى  تكتوك

قفز بى إلى  تكتوك.. وأسرعنا  إلى السيارة.. كعادته أخذ يضحكني كثيرا بخفة ظله المعهودة.. وأريحيته التي تسم عن شخصيته الخدومة.. حيث يقضي يومه بالكامل في خدمة الجميع..

نصف وقته موزع بين المستشفيات.. فيأخذ بسيارته كل الحالات المرضية التي يصادفها الى المستشفيات المختلفة التخصصات.. ليظل ملازما للحالة حتي يطمئن عليها سواء كان يعرفها أو لا يعرفها..

أما النصف الآخر من وقته.. ففي أقسام الشرطة  متحريا عن  كل من تم حجزهم مؤخرا.. مستشعرا المظلوم منهم.. حيث أنه يرأس بإحدي المؤسسات الإنسانية الخاصه بحقوق الإنسان علي مستوي المحافظة.. لجنه حقوق الإنسان..

(لابد تعود إلى بيته..

إلى بيتك

ما لكش ملاذ سوا غيره

ولو تفضل بفضل الله..

سعيد جدا  بكل ما فيك

ها تلقى الرب راضي عليك

ويمكن لو تلاقي خنجر الأيام بتطعن فيك..

 ها تلقي نجوم أمل حواليك

 وكل الدنيا تنده ليك

 كفاية إن بعض صحاب

بيعشقوا فيك.. و بيحبوك

وقلبك في الوجود يرتاح

إذا حسيت بأن صديق

 في دنيا خياله دايما وقفته جنبك)

إنطلقنا بالسيارة إلى عيادة ابن لقمان لعمل (الإيكو)..كان الدكتور في انتظارنا.. تعارفنا سويا، و كان  سعيدا  بمعرفتي هو والطاقم الطبي المصاحب له فقد أعطاه الدكتور (محمد متولي) فكرة  مسبقة عني.. وأنني شاعر معروف..

طلب منى  الدكتور (محمد الجهيني) – وهذا هو اسمه إن لم تكن الذاكرة قد خانتني – أن أصعد إلى المنضدة لإجراء  فحص (الإيكو) – لو سمحت: أرجو أن تنام  على ظهرك بعد أن ترفع ملابسك لأقوم بعملي..

إبراهيم رضوان يكتب: تمرد داخل الشرايين (1).. (الإيكو) يبوح بالسر!
نمت على ظهري.. بمجرد أن استويت برأسى.. بدأت أشعر بالانفصال عن المشهد تدريجيا

أشعر بالانفصال عن المشهد

نمت على ظهري.. بمجرد أن استويت برأسى.. بدأت أشعر بالانفصال عن المشهد تدريجيا.. دالفا إلى عالم ضبابي أبيض.. عالم آخر.. هادئ جدا.. ومجهول المعالم.. عالم كنت أحاول الوصول إلى بعض منه في شعرى ..

(لا يمكن تبقى قادر لحظه ع

 المقادير

ولو قلبك حبيب للخير ..

هاتلقى تملي إيدك طاهرة..

ممدودة لكل الناس

ويمكن ربنا يخلق..

عشانك تاني ألف جناح

عشان توصل لملكوته

ما زالت روحي لمسه وريد

 في وجدانك

 لذلك كل تفكيرك..

ضيا من جوه تفكيري

وأني الروح من الأول

 أيا مسافر غريب جدا)

 بدأت في التنقل في أثناء (الإيكو) بين العالم الأبيض.. وعالم الواقع متناوبا اللحظات.. تناهى إليّ صوت  الطبيب  خافتا أشبه بهمس.. يحاول اختراق جدران صلدة و سميكة.. يا أستاذ ابراهيم..لو سمحت نام على جنبك الشمال.. خلي وشك للحائط..

 قال لي صديقي (أيمن البياع) بعد ذلك إنني لم استجب.. تذكرت كلمات الدكتور (شريف مصطفي)، الذي يعالجني والذي نصحني بإجراء أشعه علي الأطراف بسرعه عندما أخبرنه أن هناك آلاما هاجمتني في كفة قدمي اليمنى، وانتقلت إلي بداية القدم..بخبرته كان يشعر أنها بداية جلطه.

وللحديث بقية..

من كتاب (مدد مدد..)

سيرة ذاتية لبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.