رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(كل دقة في قلبي) كان سببا في تعارف (بليغ حمدي)، و(سامية جمال).. (1/2)

(كل دقة في قلبي) كان سببا في تعارف (بليغ حمدي)، و(سامية جمال).. (1/2)
وثيقة مجلة الكواكب

كتب: أحمد السماحي

الحب لمسة من السحر تمس القلوب فتطهرها، وتضيئها، وتغفل بها عن خطايا وذنوب الدنيا، فلا يرى العشاق في حياتهم غير ربيع يتجدد، حتى عذاب الحب يستعذبه العشاق، وحب الموسيقار العبقري (بليغ حمدي) لحافية القدمين، راقصة مصر الأولى الفنانة (سامية جمال) كان مليئا بالحب والعذاب والسهر والشائعات، جمعتهما المصادفة، وفرقتهما الغيرة.

وما بين المصادفة والغيرة، وقعت أحداث قصة حب (بليغ حمدي) و(سامية جمال)، كان في أمسيتهما يحادثها عن همومه وأحزانه وحياته، وكانت تشتكي له من غدر الرجال الذين عرفتهم.

همس لها (بليغ حمدي) في إحدى الأمسيات أن عطرها الأنثوي تغلب على رائحة الياسمين التى تعبق بالمكان من زهورها المنتشرة فيه، فشكرته على المجاملة، وأكملت معه السهرة في شقتها.

في الحلقة الأولى من (غرام النجوم) سنترك (سامية جمال) تحكي قصة غرامها لـ (بليغ حمدي)، كما جاءت في مجلة (الكواكب) عام 1959، دون أن نتدخل نحن، وفي الحلقة الثانية نستكمل الحكاية من خلال ما نشر في الصحف خلال هذه الفترة، فإليكم التفاصيل:

كان نبأ إعلان خطبة الفنانة (سامية جمال) و(بليغ حمدي) مفاجأة الموسم، لم يكن أحد يتوقع أن تقبل سامية الزواج من بليغ، بعد أن أعلنت أكثر من مرة أنها تعيش لفنها فقط، ولن تفكر مطلقا في الزواج!، ماذا حدث الآن حتى تعدل (سامية) عن مقاطعتها للزواج؟، إنه الحب الذي يتخطى كل الحواجز.

في البداية تقول (سامية جمال): منذ عام قطعت على نفسي عهدا، نذرت ألا أخونه، حيث عاهدت نفسي أن أعيش لفني فقط بلا زواج، على أن الأقدار بدأت تتدخل لتكتب أول حرف في قصة حب جديدة، طوت حياتي، تلك القصة التى إنتهى الفصل الأول منها بإعلان خطبتي للملحن بليغ حمدي.

(كل دقة في قلبي) كان سببا في تعارف (بليغ حمدي)، و(سامية جمال).. (1/2)
في فيلمي الجديد (كل دقة في قلبي) جاء (بليغ) يزور الأستديو لبعض أعماله الفنية

كل دقة في قلبي

تتابع (سامية جمال) حكاية غرامها فتقول: كان أول لقاء بيني وبين (بليغ حمدي) خلال عملي بإستديو مصر في فيلمي الجديد (كل دقة في قلبي) جاء (بليغ) يزور الأستديو لبعض أعماله الفنية.

يتدخل (بليغ حمدي) في الحوار ويصحح المعلومة فيقول: كنت على موعد مع الصديق (محمد فوزي)، بطل فيلم (كل دقة في قلبي) لأحصل منه على مبلغ كان وعدني به ثمنا لألحاني، فوجدته ولكنه لم يعطني شيئ، فكنت يومها في منتهى الضيق، ولكن خفف من هذا الضيق لقائي بالعزيزة (سامية جمال).

(كل دقة في قلبي) كان سببا في تعارف (بليغ حمدي)، و(سامية جمال).. (1/2)
كان يعلق بطريقة (خير الكلام ما قل ودل)

خير الكلام ما قل ودل

تستكمل (سامية جمال) قصة حبها فتضيف: كانت تصحب (بليغ حمدي)، صديقة عزيزة جدا وهى حرم الفنان (أحمد فؤاد حسن)، التى قامت بمهمة التعارف بيننا، وبعد أن تبادلنا التحية، قلت لهما أن الجو شديد الحرارة داخل البلاتوه، وطلبت منهم مرافقتي إلى ساحة الاستديو، حيث نستطيع أن نجلس في الهواء الطلق، ونتبادل الحديث.

ولفت نظري من (بليغ حمدي)، خجله وميله للصمت، حتى أننا لم نتبادل أي حديث، بل إنني لم أهتم بسماع تعليقاته القصيرة الموجزة على الحديث، حيث كان يعلق بطريقة (خير الكلام ما قل ودل).

ولم يترك لقاؤنا الأول أي أثر في نفسي، ولكن هذا اللقاء، لم يكن الأخير، فقد تكررت زيارات (بليغ حمدي) للأستديو مع الصديقة العزيزة وزوجها (أحمد فؤاد حسن) الذي كان يعمل مع محمد فوزي في موسيقى الفيلم.

(كل دقة في قلبي) كان سببا في تعارف (بليغ حمدي)، و(سامية جمال).. (1/2)
(بليغ) ترك في نفسي أثرا جميلا لطيبته وحبه الشديد للموسيقى

نظرة.. فابتسامة.. فحديث

في هذه الزيارات بدأ الحديث يقرب بيني، وبين (بليغ حمدي)، كنا نناقش الموسيقى وشئونها، وأفضت في الحديث عن ألحانه التى أعجبت بها قبل أن أراه، وقبل أن أتعرف به.

ولكثرة زيارته للاستديو، ولكثرة تكرار لقائنا، وتبادلنا الحديث بدأت أشعر بفراغ إذا جاءت الصديقة العزيزة وزوجها ولم يصحبا معهما (بليغ حمدي)، ولهذا كنت أسأل عليه كلما غاب.

ولم يكن معنى هذا أنني مغرمة به، بل لم أكن أفكر في علاقة ما يمكن أن تقوم بيني وبين (بليغ حمدي)، كل ما كان هناك، هو أن (بليغ) ترك في نفسي أثرا جميلا لطيبته وحبه الشديد للموسيقى، يقابله حبي لها أنا الآخرى، وشغفي بالحديث عنها.

يتدخل (بليغ حمدي) في الحديث ويقول: غمرتني فرحة شديدة عندما أبلغتني حرم صديقي أحمد فؤاد حسن لسؤال (سامية جمال) عني.

(كل دقة في قلبي) كان سببا في تعارف (بليغ حمدي)، و(سامية جمال).. (1/2)
دعوت صديقتي وزوجها أحمد فؤاد حسن، و(بليغ حمدي) إلى سهرة عندي في البيت

سهرة في البيت

تتابع (سامية جمال) حكاية غرامها مع (بليغ حمدي) وتضيف: في هذا الوقت بالذات كنت قد ضربت حول نفسي ستارا من العزلة، وإلتزمت بعهدي الذي قطعته على نفسي، بأن أعيش وفيه لفني.

وابتعد عن الرجال، وعن الزواج بعد تجاربي العاطفية الفاشلة التى مررت بها، ودعوت صديقتي وزوجها أحمد فؤاد حسن، و(بليغ حمدي) إلى سهرة عندي في البيت، حيث لم أكن أسهر خارج البيت عملا بما أخذت به نفسي من عزلة.

وبعد هذه السهرة توطدت بيني وبين (بليغ حمدي) صداقة رزينة، وتكررت سهراتنا مع الأصدقاء في بيتي، وفي خلال إحدى هذه السهرات سمعته يترنم بلحن لذيذ له، ويردده لكل من يقابله، وبلا تفكير، بل بحماس وإندفاع.

ووجدت نفسي أنصحه ألا يردد ألحانه على أحد قبل تسجيلها، وإذاعتها خوفا من أن (يلطشها) البعض كما يحدث كثيرا، ويومها رمقني (بليغ بنظرة طويلة شاردة، وهو يردد عبارات الشكر على هذه النصيحة، وقطع على نفسه عهدا بأن يأخذ بنصيحتي.

وأصبحنا نحن (الشلة) المكونة من (بليغ حمدي) وصديقتي، وزوجها، وأنا نلتقي يوميا تقريبا، ثم فوجئت ذات يوم بالصديقة تزورني بمفردها، وقالت لي: لقد جئت أزورك لأمر هام!.

(كل دقة في قلبي) كان سببا في تعارف (بليغ حمدي)، و(سامية جمال).. (1/2)
رجوتها أن تقنعه بإبعاد فكرة زواجه مني عن ذهنه، ورفضت عرض الزواج

بليغ يعرض على الزواج

ثم بدأت بعد ذلك تحدثني حديثا طويلا عن وحدتي وعزلتي والفراغ الذي أعيش فيه، وحدثتني عن الجفاف والنضب العاطفي الذي فرضته على نفسي، وإنتهت من هذا الحديث إلى نتيجة واحدة، هى إنني يجب أن أخرج من عزلتي وأترك العنان لعاطفتي وأتزوج.

وقبل أن أعلق على حديثها هذا، وجدتها تقول بحزم، لقد عثرت لك على عريس طيب، وابن حلال، يحبك إلى درجة العبادة، وقد كلفني أن أعرض عليك الزواج منه، وكم يسعدنا ويسعدك أن توافقي علي عرضه!.

(بليغ حمدي) يتدخل في شرح شيئ عن نفسه فيقول: لم أكن أفكر يوما في الزواج عموما، وذات يوم سألتني زوجة صديقي أحمد فؤاد حسن: إيه رأيك يا بليغ في (سامية جمال)؟ فأجبتها: أنها الوحيدة التى تستطيع أن تقنعني بضرورة الزواج.

وتنظر (سامية جمال) إلى بليغ بحب وتضيف: لم يكن يخطر ببالي أبدا أن يكون (بليغ) هو العريس المرشح.

 وسألت صديقتي التى عرضت على العريس: ومن هو ابن الحلال هذا؟، من هو العريس الطيب المحب إلى درجة العبادة؟، فقالت لي: (بليغ حمدي)، إنه يحبك، ويعبدك.

وسادنا الصمت، ومضيت أفكر، (بليغ) حقا إنسان طيب القلب، وأنا أحترمه كصديق، وأقدره كفنان، وبدأت أنا الأخرى أحدثها حديثا طويلا عن صداقتي لبليغ حمدي، وعن تقديري وإحترامي له.

ثم رجوتها أن تقنعه بإبعاد فكرة زواجه مني عن ذهنه، ورفضت عرض الزواج، ولكني طلبت منها أن تخبره برفضي بأسلوب خفيف حتى لا يصدم فهو إنسان طيب ورقيق جدا.

(كل دقة في قلبي) كان سببا في تعارف (بليغ حمدي)، و(سامية جمال).. (1/2)
ثرت غاضبة أن أشد ما يثير أعصابي ويفقدني السيطرة على نفسي هوإشاعة عن حياتي الخاصة

شائعة كادت تفسد العلاقة

مضت أيام قليلة ثم اتصلت بي صديقة من الوسط الفني لتخبرني بأنها قد سمعت عن حب بيني وبين (بليغ حمدي) سينتهي بالزواج، وجن جنوني، وثرت غاضبة أن أشد ما يثير أعصابي ويفقدني السيطرة على نفسي هوإشاعة عن حياتي الخاصة تلوكها الألسن في الوسط الفني، إشاعة لا نصيب لها من الصحة.

وعلى الفور اتصلت بالصديقة التى كانت أول حلقة في التعارف بيني وبين (بليغ حمدي)، وطلبت منها أن تخبره بالكف عن إطلاق مثل هذه الإشاعات الكاذبة، ولم تكد تمضي ساعة واحدة حتى اتصل بي (بليغ حمدي) نفسه لكي يخبرني أنه لم يطلق هذه الإشاعة.

 وليس من عادته أن يتحدث عن شأن من شئون حياته الخاصة، أو حياة أصدقائه الخاصة لأحد، وأقسم أنه برئ من هذه الشائعة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

ويتدخل (بليغ حمدي): كنت أشعر بألم شديد عندما يصلني أنها تعتقد أنني مصدر هذه الأشاعات، خصوصا أن هذا لا يتفق مع طبيعتي.

الأسبوع القادم : نواصل باقي تفاصيل غرام (بليغ حمدي وسامية جمال)، وكيف عادت العلاقة بينهما، ومن الذي أفسدها بعد أن عادت مجددا، وهل كان رشدي أباظة وراء إنهاء العلاقة؟! انتظرونا قريبا!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.