كتب: أحمد السماحي
(سمية قيصر) مطربة مغربية جاءت إلى مصر في بداية التسعينات وبالتحديد عام 1990، واستمع إليها الموسيقار (محمد عبدالوهاب) وهو في الإذاعة، يشرف على تسجيل آخر ألحانه قصيدة (أسألك الرحيلا)، فأعجب بصوتها.
وصرخ طربا (الله.. الله)، ونصحها قائلا : (سمية كوني نفسك)، وهمست: (حاضر)، اللقاء بالموسيقار الكبير كان خطواتها الأولى إلى النجاح أو (طاقة القدر) التى أنفتحت أمام موهبتها وصوتها.
أما خطوات (سمية قيصر) الثانية فكانت الشدو بألحان الموسيقار الكبير الذي كان بمثابة الحلم أو الأمل البعيد بالنسبة لها، فدخلت حفلها الأول في مصر من خلال حفل (ليالي أضواء المدينة) الذي كان يشرف عليه الإذاعي (وجدي الحكيم).
وغنت ثلاثة أغنيات من ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب وهي (هان الود) كلمات أحمد رامي، (عشان الشوك اللي في الورد) كلمات حسين السيد، وقصيدة (منك يا هاجر دائي).
وحققت (سمية قيصر) نجاحا كبيرا، دخلت الحفل مجهولة لا يعرفها أحد، وخرجت منه نجمة ملء السمع والبصر.
وخلال مشوارها القصير مع الأغنية، تعاونت (سمية قيصر) مع عمالقة التلحين في مصر من هؤلاء (بليغ حمدي، محمد الموجي، سيد مكاوي، فاروق الشرنوبي، صلاح الشرنوبي، سامي الحفناوي).
ورغم الشهرة الكبيرة التى حققتها (سمية قيصر) في سنوات قليلة، لكنها تركت كل الأضواء والنجومية، وفضلت أن تكون زوجة وأم.
وبمجرد زواجها اعتزلت الغناء، قبل أن تبدأ تصوير فيلمها السينمائي الأول (سماح والبنت الملاح) الذي حفظت أغنياته التى كتبها الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، ولحنها الموسيقار بليغ حمدي.
وكان من المقرر أن يقوم بإخراج الفيلم المبدع حسين كمال عن قصة للكاتب والمنتج سمير عبدالعظيم.
هذا الأسبوع وبمناسبة مرور 35 عاما على ظهور (سمية قيصر) على الساحة الغنائية المصرية، نتوقف عند واحد من أشهر ألبوماتها الستة التى قدمتها في مصر من إنتاج شركة (صوت الفن).
والألبوم هو (في عينيك عنواني) الذي تضمن ثلاث أغنيات، من بينهم القصيدة عنوان الألبوم، والتى كتبها شاعرنا الكبير (فاروق جويدة) والتى بدأ الموسيقار محمد عبدالوهاب تلحينها، لكنه رحل قبل إتمامها، فلحنها الموسيقار محمد الموجي.
كما يتضمن الألبوم أغنيتين من ألحان الكبير محمد الموجي أيضا، هما (باب الأحباب) و(من غير عتاب)، كلمات الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي الذي نحتفل هذا الشهر بعيد ميلاده ورحيله، وتولى توزيع أغنيات الألبوم الثلاثة الموسيقار يحيي الموجي.
وأغنيتي (باب الأحباب، ومن غيرعتاب) كان الموجي لحنهما لزوجته المطربة أميرة سالم، وغنتهما بالفعل، وتم طرحمها من خلال ألبوم من إنتاج شركة (موريفون) مع أغنيات آخرى.
وعندما حققت (سمية قيصر) نجاحا مدويا في مصر، أهداها (الموجي) هاتين الأغنيتين، نظرا لعدم نجاحهما بصوت أميرة سالم التى غنتهما في بداية الثمانينات.
من غير عتاب
تقول كلمات قصيدة (من غير عتاب) كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي:
حبيبي من غير عتاب، من غير كلام أو حساب
مد الأيدين للإيدين، وارقص ودوس على العذاب
من غير عتاب يا حبيبي
طارت طيور الشوق ورفرفت بالجناح
ولما طلعت فوق رمت الجراح في الرياح
إحنا الطيور الوديعة طيرين في أحلام وسيعة
عن النغم سكت الألم ساعة لقاء الأحباب
زي السؤال والجواب
مد الأيدين للأيدين وأرقص ودوس على العذاب
كان سحابة صيف واتبعترت في الهوا
الحزن ده كان ضيف واحنا حياتنا سوا
الضحكة كانت بعيدة، رجعت وهي صعيبة
هي القيود تقدر تحوش ساعة لقا الأحباب
زي السؤال والجواب
مد الأيدين للأيدين وأرقص ودوس على العذاب
في عينيك عنواني
أما كلمات قصيدة (في عينيك عنواني) لشاعرنا الكبير المبدع (فاروق جويدة) فتقول كلماتها:
يقول الناس يا عمري، بأنك سوف تنساني
تنسى أنني يوما، وهبتك نبض وجداني
وتعشقُ موجةً أخرى، وتهجر دفء شُطآني
ويسقط كالمنى إسمي، وسوف يتوه عنواني
ترى ستقول يا عمري بأنك كنتَ تهواني؟
حبيبي، كيف تنساني؟
أتيتُكَ والمنى عندي، بقايا بين أحضاني
أُحبك واحةً هدَأَت، عليها كل أحزاني
أُحبك نسمةً تروي، لصمت الناس ألحاني
أُحبك أنت يا أملاً ، كضوء الصبح يلقاني
ترى ستقول يا عمري بأنك كنتَ تهواني؟
حبيبي، كيف تنساني؟
فلو خُيّرتُ في وطن، لقُلتُ هواكَ أوطاني
ولو أنساك يا عمري، حنايا القلب تنساني
أماتَ الحب عشاقاً، وحبك أنتَ أحياني
إذا ما ضعتُ في دربي، ففي عينيكَ عنواني
ترى ستقول يا عمري بأنك كنتَ تهواني؟
حبيبي، كيف تنساني؟